كيف يبدو مشهد السباق على الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين؟

مرّت ثلاث سنوات تقريباً منذ أن أطلقت الولايات المتحدة طفرة الذكاء الاصطناعي، وتقترب الصين من مضاهاتها. أصدرت شركات صينية نماذج ذكاء اصطناعي تنافس الشركات الأميركية، بدعم من الحكومة الصينية التي جعلت من قيادة الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية.
أصبحت الولايات المتحدة رائدة في عصر الذكاء الاصطناعي بفضل الاختراقات الرئيسية التي حددت هذا العصر. قادت الشركات الأميركية الطريق في رقائق الحوسبة المتقدمة ونماذج اللغة الكبيرة التي تدعم روبوتات الدردشة التوليدية للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، سارعت الشركات الصينية لتقفي خطاها، مما يشير إلى سرعة تحول هذه التطورات التقنية إلى سلع.
الذكاء الاصطناعي: ضرورة اقتصادية وسياسية
في كلا البلدين، يُعد الذكاء الاصطناعي ضرورة اقتصادية وسياسية ودفاعية وطنية. قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن الولايات المتحدة تريد أن يبنى العالم على تقنيات أميركية. في المقابل، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يكون حكراً على الدول الغنية.
استثمرت الصين بكثافة في الذكاء الاصطناعي، حيث قدمت فصولاً دراسية للذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية وأطلقت صندوقاً استثمارياً لدعم هذه التقنية. كما سمحت للشركات التي تدعمها الدولة بنشر خدمات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة.
الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي
استثمر رأس المال الاستثماري المدعوم من الحكومة الصينية ما يقدر بنحو 912 مليار دولار في قطاعات حيوية، منها الذكاء الاصطناعي. ينتظر أن يصل الإنفاق الرأسمالي للذكاء الاصطناعي في الصين هذا العام إلى 98 مليار دولار، بزيادة 48% عن عام 2024.
ومع استمرار السباق بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال حول من سيتمكن من قيادة هذا المجاسل الحيوي في المستقبل. تشير التطورات الحالية إلى أن الصين تتقدم بخطوات كبيرة نحو مضاهاة الولايات المتحدة، ولكن التحديات التقنية والسياسية لا تزال قائمة.
سيكون من المهم مراقبة التطورات المستقبلية في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات الحكومية والتطورات التكنولوجية. كما سيكون من الضروري متابعة كيفية تأثير هذه التطورات على الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية.

