يعتقد بعض الشباب أن الثقة بالنفس صفة فطرية، لكن في الحقيقة يمكن اكتسابها وتطويرها من خلال بعض العادات والتجارب. تقول جيهان محمد صفر، مستشارة ومدربة البروتوكول الدولي والتميز القيادي، إن مرحلة الشباب هي الفترة المثالية لصياغة هذه المهارة، لأنها مرحلة القرارات الأولى والتجارب التي تضع أساسات الحياة المستقبلية.
تشير جيهان إلى أن الثقة بالنفس ليست مرتبطة بالظروف الخارجية، بل تعتمد على البنية الداخلية التي تشمل الفكر والعادات والسلوك. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الثقة بالنفس لدى الشباب، مثل الإنجازات الصغيرة والحوار الداخلي والبيئة المحيطة.
تعريف الثقة بالنفس
بحسب جيهان صفر، فإن الثقة بالنفس هي تقييم دقيق لقيمة الفرد وقدراته، مع إدراك لنقاط القوة والضعف دون مبالغة أو تقليل. الثقة بالنفس ليست غرورًا، فالغرور يرفع الإنسان فوق الآخرين، بينما الثقة بالنفس ترفع الإنسان أمام نفسه.
الثقة بالنفس تتجلى في إدراك الفرد لقدرته على مواجهة التحديات والإنجاز، وعلى التعلم مهما طال الطريق. تتطلب هذه الثقة فهمًا عميقًا للنفس وقدراتها.
أسرار تعزيز الثقة بالنفس
حددت جيهان صفر عدة أسرار لتعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب، منها:
الإنجازات الصغيرة تبني الثقة
الشباب غالبًا ما يبحثون عن القفزات الكبيرة، لكن الحقيقة أن الثقة تُبنى بالخطوات الصغيرة. إنجاز بسيط يوميًا يمكن أن يصنع داخلك أدلة نجاح ترفع ثقتك تدريجيًا.
الحوار الداخلي يلعب دورًا هامًا
كل إنسان لديه صوت داخلي، إما أن يجعله يشعر بالثقة أو بالشك. الشباب الواثق هو من يدير هذا الحوار الداخلي بإيجابية، حيث يستبدل العبارات السلبية بإيجابية.
البيئة المحيطة تؤثر على الثقة
البيئة التي تحيط بالشاب تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز أو تقليل الثقة بالنفس. الجلوس مع أشخاص إيجابيين يمكن أن يعزز الثقة، بينما الجلوس مع السلبين يمكن أن يخفضها.
الثقة مهارة جسدية أيضًا
لغة الجسد وطريقة المشي ووضعية الكتفين ومستوى الصوت كلها إشارات تؤثر على الثقة بالنفس. تحسين هذه الجوانب يمكن أن يعزز الشعور بالثقة.
التجارب الصعبة تنمي الثقة
التجارب الصعبة والتحديات التي يواجهها الشباب يمكن أن تكون فرصة لبناء ثقة أكبر بأنفسهم، إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي.
خطوات عملية لتعزيز الثقة بالنفس
تقدم جيهان صفر بعض النصائح العملية للشباب لتعزيز الثقة بالنفس، منها:
تسجيل الإنجازات الأسبوعية
تدوين الإنجازات، مهما كانت صغيرة، يساعد في تعزيز الثقة بالنفس. بعد فترة، سيلاحظ الفرد التغير الإيجابي في تقييمه لذاته.
تطبيق “قانون الدقيقتين”
لبدء أي عادة أو مهارة جديدة، يمكن للشاب أن يبدأ بدقيقتين فقط يوميًا. مع الوقت، ستصبح هذه العادة جزءًا من حياته اليومية.
تدريب الصوت
تدريب الصوت من خلال التحدث أمام المرآة أو قراءة نصوص بصوت ثابت يمكن أن يعزز الثقة بالنفس بشكل كبير.
الاهتمام بالمظهر
الاهتمام بالمظهر الخارجي يعكس احترام الذات ويمكن أن يعزز الشعور بالثقة.
تحديات يومية
القيام بتحديات يومية صغيرة، مثل التحدث مع شخص جديد أو طلب خدمة، يمكن أن يقلل من الخوف ويعزز الثقة بالنفس.
خلق بيئة داعمة
محاولة الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والمحبطين، وخلق بيئة داعمة ومشجعة، يمكن أن يسهم في تعزيز الثقة بالنفس.
في الختام، يمكن القول إن تعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب يتطلب مزيجًا من العادات الإيجابية، والتفكير الإيجابي، والدعم من البيئة المحيطة. باتباع هذه الخطوات، يمكن للشباب بناء ثقة قوية بأنفسهم وقدراتهم.
