توقعت ليسا سو، الرئيسة التنفيذية لشركة أدفانسد مايكرو ديفايسز (إيه إم دي)، أن سوق رقائق مراكز البيانات قد يصل إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا بالنمو الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. جاء هذا التوقع خلال كلمة ألقتها سو في بورصة ناسداك بنيويورك، مؤكدةً على أن “إيه إم دي” في وضع جيد للاستفادة من هذه الفرصة الضخمة. يمثل هذا التوقع أحدث مؤشر على الأهمية المتزايدة لمراكز البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي، وتنافس الشركات الرائد في تصميم الرقائق على حصة سوقية أكبر.
أشارت سو إلى أن النمو المتوقع لن يقتصر على سوق وحدات المعالجة المركزية (CPU) ورقائق الشبكات الخاصة بـ “إيه إم دي”، بل سيمتد ليشمل أيضًا رقائق الذكاء الاصطناعي المتخصصة. وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه الشركة لتوسيع نطاق أعمالها في مجال الذكاء الاصطناعي، في ظل هيمنة منافستها الرئيسية، إنفيديا، على قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مراكز البيانات.
توسع سوق رقائق مراكز البيانات: توقعات النمو والمنافسة
يأتي توقع سو في سياق نمو متسارع لسوق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل عام. فقد صرح جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، في وقت سابق أن هذا السوق الأوسع قد يصل إلى ما بين 3 إلى 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030. يشير هذا التباين في التقديرات إلى ديناميكية السوق وتقلباتها، بالإضافة إلى صعوبة تقدير النمو المستقبلي بدقة في ظل التطورات التكنولوجية السريعة.
استراتيجية إيه إم دي لتوسيع نطاق أعمالها
تسعى “إيه إم دي” إلى تعزيز دورها في سوق الذكاء الاصطناعي من خلال سلسلة من الاستحواذات الاستراتيجية. وقد قامت الشركة مؤخرًا بالاستحواذ على شركة بناء الخوادم (زد تي سيستيمز) والعديد من شركات البرمجيات الصغيرة المتخصصة في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الخطوة إلى بناء “آلية اندماج واستحواذ” قوية، وفقًا لتصريحات سو، لدمج التقنيات والخبرات الجديدة بسرعة وكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت “إيه إم دي” عن استحواذها على شركة “إم كيه 1″، وهي شركة ناشئة تركز على تطوير البرمجيات اللازمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي. تبرز هذه الاستحواذات أهمية البرمجيات في نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتسعى “إيه إم دي” إلى تقديم حلول متكاملة تجمع بين العتاد (Hardware) والبرمجيات (Software) لتحقيق أداء أفضل.
دور الذكاء الاصطناعي في نمو سوق مراكز البيانات
يعزى النمو المتوقع في سوق مراكز البيانات بشكل كبير إلى الطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. تتطلب هذه التطبيقات قدرة حاسوبية هائلة ومعالجة بيانات ضخمة، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى مراكز بيانات قوية وفعالة. تشمل هذه التطبيقات التعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، وغيرها الكثير.
ومع ذلك، يواجه قطاع مراكز البيانات تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة واستهلاك المياه. يتزايد التركيز على تطوير مراكز بيانات أكثر استدامة وصديقة للبيئة، باستخدام تقنيات جديدة لتقليل استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة التبريد. الحوسبة السحابية أيضًا عامل رئيسي في هذا النمو، حيث يعتمد المزيد والمزيد من الشركات على الخدمات السحابية التي تعتمد بدورها على مراكز البيانات الضخمة.
من الجدير بالذكر أن “إيه إم دي” حققت بالفعل نجاحًا كبيرًا في سوق وحدات المعالجة المركزية، حيث استطاعت أن تنافس بقوة منافستها التقليدية، إنتل. ومع ذلك، لا تزال الشركة بحاجة إلى تعزيز مكانتها في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي المتخصصة، حيث تسيطر إنفيديا حاليًا على حصة سوقية كبيرة.
يتوقع المراقبون أن يشهد سوق رقائق مراكز البيانات مزيدًا من التنافس في السنوات القادمة، حيث تستثمر الشركات الكبرى بشكل كبير في تطوير تقنيات جديدة. من المتوقع أن تشهد الأسابيع والأشهر القادمة المزيد من الاستحواذات والشراكات الاستراتيجية في هذا المجال. سيكون من المهم متابعة التطورات التكنولوجية والتغيرات في ديناميكيات السوق لتقييم التوجهات المستقبلية لهذا القطاع الحيوي.
