“فيديلتي”: موجة صعود أسهم الذكاء الاصطناعي ستتغلب على مخاوف الفقاعة

تشهد أسهم شركات الذكاء الاصطناعي صعوداً عالمياً ملحوظاً، مدفوعاً بخطط الإنفاق الضخمة لهذه الشركات والاعتماد المتزايد على تقنياتها من قبل المستخدمين. على الرغم من المخاوف بشأن إمكانية تشكل فقاعة في هذا السوق، تتوقع شركة “فيديلتي إنترناشونال” استمرار هذا الاتجاه الصعودي، مشيرةً إلى أن التراجع الأخير في أسهم أشباه الموصلات قد يكون مجرد تصحيح مؤقت.
يرى جوزيف تشانغ، مدير المحفظة في “فيديلتي إنترناشونال”، أن استمرار الإنفاق الرأسمالي القوي على مشاريع الذكاء الاصطناعي وثبات أو نمو معدلات استخدامهما هما العاملان الرئيسيان اللذان يدعمان استمرار الصعود. وأضاف أن أي تباطؤ في هذين المجالين قد يغير هذا التوقع، لكنه لا يرجح حدوث ذلك في الوقت الحالي.
صعود أسهم الذكاء الاصطناعي: هل هي فقاعة أم ثورة؟
يؤكد تشانغ أننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذه الموجة الصعودية، وأن الخروج من استثمارات الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة قد يكون مبكراً جداً. هذا التفاؤل يتشارك فيه العديد من المستثمرين الذين يرون في الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية حقيقية، وليست مجرد اتجاه مؤقت في سوق الأسهم.
يدعم هذا الرأي دخول شخصيات بارزة مثل جيف بيزوس في استثمارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعزز الثقة في مستقبل هذا القطاع. كما أن النمو المستمر في أرباح الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار رقائق الذاكرة، يشير إلى قوة الطلب على هذه التقنيات.
تحديات محتملة وتصحيحات السوق
على الرغم من التفاؤل السائد، يرى بعض المحللين أن هناك مبالغة في تقييم أسهم الذكاء الاصطناعي، وأن السوق قد يشهد تصحيحاً قريباً. فقد شهدت أسهم شركات أشباه الموصلات الأمريكية عمليات جني أرباح في نوفمبر الحالي، مما أدى إلى تراجع مؤشر الرقائق بنسبة 9.4%، وهو أكبر انخفاض منذ مارس الماضي.
مارك بولتون، مدير المحفظة الرئيسي في “بيكتت أسست مانجمنت”، يعتقد أن الحماس المفرط تجاه الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خيبة أمل، وأن التوقعات الحالية قد تحتاج إلى إعادة تقييم. ويشاطره الرأي يونغ جاي لي، مدير آخر في “بيكتت”، الذي أشار إلى تراجع حماسه تجاه أسهم أشباه الموصلات الآسيوية بعد أن كانت لديه توقعات صعودية كبيرة.
تذكر هذه التطورات بفترة انفجار فقاعة الإنترنت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيناريو مماثل قد يتكرر مع الذكاء الاصطناعي.
التحوط الشرائي وتأثير نتائج الشركات
يرى تشانغ أن جزءاً من موجة البيع الأخيرة قد يكون ناتجاً عن عمليات التحوط التي قام بها المستثمرون قبل إعلان نتائج شركة “إنفيديا”، وهي من أبرز الشركات في مجال الرقائق المستخدمة في تطبيقات التعلم الآلي. ويعتقد أن إغلاق مراكز التحوط الشرائية بعد إعلان النتائج قد يؤدي إلى ارتداد صعودي في السوق.
تقييم شركة “إنفيديا” الحالي يبلغ 29 ضعفاً للأرباح المتوقعة خلال الـ 12 شهراً القادمة، وهو ما يعتبره تشانغ “معقولاً” بالنظر إلى النمو القوي الذي تشهده الشركة. كما أن أسهم شركات التوريد الأساسية لـ “إنفيديا” في آسيا، مثل “تايوان لتصنيع أشباه الموصلات” و”سامسونغ إلكترونيكس”، لا تزال أرخص نسبياً.
بالإضافة إلى ذلك، يرى خبراء أن التعاون المشترك بين شركات تكنولوجيا المعلومات ضروري لتطوير منظومة الذكاء الاصطناعي، وأن الاستثمار الدائري بين هذه الشركات ليس بالضرورة أمراً سلبياً، بل يعكس الحاجة إلى التكامل والابتكار.
في الختام، يظل مستقبل أسهم الذكاء الاصطناعي غير مؤكد، ويتوقف على عدة عوامل، بما في ذلك نتائج شركة “إنفيديا” القادمة، واستمرار الإنفاق الرأسمالي على هذا القطاع، والتطورات الاقتصادية العالمية. من المتوقع أن يكون أداء الشركة في الأسبوع القادم مؤشراً هاماً على اتجاه السوق، وسيتعين على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

