انطلاق النسخة الـ12 من المناورة الوطنية السيبرانية القطرية

انطلقت في قطر يوم الأحد 17 نوفمبر 2025، أعمال المناورة السيبرانية الوطنية في دورتها الثانية عشرة، برعاية الوكالة الوطنية للأمن السيبراني. تستهدف هذه المناورة السيبرانية، التي تحمل شعار “هجمات عابرة للحدود”، اختبار وتقييم جاهزية القطاعات الحيوية في البلاد لمواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة. يشارك في هذه النسخة الواسعة من التدريبات عدد كبير من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة على المستوى الوطني.
تأتي هذه المناورة في ظل تزايد المخاطر والهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية الرقمية للدول، مما يجعل تعزيز الأمن السيبراني أمراً بالغ الأهمية. وقد أكدت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني على أهمية هذه التدريبات في رفع مستوى الاستعداد والتعاون بين الجهات المعنية، وتطوير القدرات الوطنية في مجال الأمن السيبراني.
أهمية المناورة السيبرانية الوطنية في تعزيز الأمن السيبراني
تعتبر المناورة السيبرانية الوطنية منصة رئيسية لاختبار وتقييم قدرات الاستجابة السيبرانية للجهات الحكومية والخاصة في قطر. فهي تهدف إلى تحديد نقاط الضعف والثغرات الأمنية، وتطوير خطط لمعالجتها، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية في حالة وقوع هجمات حقيقية.
سيناريوهات واقعية تحاكي التهديدات
تحاكي المناورة مجموعة متنوعة من السيناريوهات الواقعية التي تعكس التهديدات السيبرانية المتقدمة والعابرة للحدود. وتشمل هذه السيناريوهات هجمات برامج الفدية، واختراقات البيانات، والهجمات على البنية التحتية الحيوية، وغيرها من التهديدات التي قد تواجهها قطر.
التركيز على الجاهزية الفنية والإدارية
وفقًا لرئيس لجنة المناورات السيبرانية القطرية، محمد المناعي، تختبر المناورة جاهزية كل من المجموعات الفنية والإدارية، مع التركيز على الجوانب التي يتم تحديدها واختيارها كل عام. يهدف هذا النهج إلى ضمان شمولية التقييم وتغطيته لمختلف جوانب الأمن السيبراني.
تساهم المناورة السيبرانية الوطنية أيضًا في قياس مدى التزام المؤسسات القطرية بالأطر التنظيمية والتشريعية التي وضعتها الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، مثل قانون حماية خصوصية البيانات وإطار إدارة الحوادث السيبرانية. بالإضافة إلى ذلك، تختبر قدرة المؤسسات على الالتزام بدليل الوكالة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
مشاركة واسعة وتعاون إقليمي
تتميز هذه النسخة من المناورة بمشاركة واسعة النطاق، حيث يتجاوز عدد المشاركين 160 جهة محلية تمثل أكثر من 10 قطاعات حيوية، بما في ذلك قطاعات المال والطاقة والخدمات الحكومية والاتصالات. تعكس هذه المشاركة الواسعة الالتزام الوطني بتعزيز الأمن السيبراني.
بالإضافة إلى المشاركة المحلية، تشهد المناورة السيبرانية الوطنية لهذا العام تدريبًا سيبرانيًا عربيًا موحدًا بمشاركة عدد من الدول العربية. يهدف هذا التمرين إلى تعزيز الجاهزية والتنسيق والاستجابة للهجمات السيبرانية على المستوى الإقليمي، وتعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني.
أشارت الجازي البوعينين، عضوة في لجنة المناورة السيبرانية، إلى أن المناورة تستهدف ثلاث فئات رئيسية: المشاركون المحليون من مختلف الهيئات والوكالات، والمشاركون من المنطقة العربية، وطلاب الجامعات القطرية الذين يشاركون في مسابقة “التقاط العلم” (Capture The Flag). تعكس هذه الفئات المتنوعة حرص المناورة على تطوير الكفاءات السيبرانية على مختلف المستويات.
تعد المناورة السيبرانية الوطنية مرجعاً هاماً للمؤسسات القطرية، حيث لا تقتصر على اختبار الجاهزية فحسب، بل توفر أيضًا فرصة فريدة لتقييم الأداء المؤسسي في بيئة تحاكي الواقع، والكشف عن الثغرات التنظيمية والتقنية قبل أن تتحول إلى أزمات حقيقية. هذه العملية ضرورية لحماية البنية التحتية الحيوية من التهديدات المتزايدة.
من المتوقع أن تستمر المناورة السيبرانية الوطنية لعدة أيام، وسيتم خلالها تقييم أداء المشاركين وتقديم التوصيات اللازمة لتحسين مستوى الأمن السيبراني في قطر. يُنتظر أن تصدر الوكالة الوطنية للأمن السيبراني تقريرًا شاملاً بنتائج المناورة في نهاية الحدث، والذي سيوفر رؤى قيمة للجهات المعنية ويساعد في تطوير استراتيجيات الأمن السيبراني المستقبلية. ومن المهم متابعة التطورات والتحليلات الناجمة عن هذه المناورة لتقييم فعالية التدابير الأمنية الحالية وتحديد المجالات التي تتطلب مزيداً من الاستثمار والاهتمام.

