Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والجمال

ليست مجرد دوخة.. إليك أسباب فقدان التوازن عند النهوض فجأة

يشعر الكثيرون بتلك اللحظة المزعجة من الدوار أو عدم وضوح الرؤية أو حتى طنين الأذنين عند النهوض بسرعة من وضعية الجلوس أو الاستلقاء. هذا الشعور العابر، الذي يختفي عادةً في غضون ثوانٍ، قد يكون مجرد إزعاج بسيط، ولكنه في حالات تكراره قد ينذر بمشكلات صحية تستدعي الانتباه. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب الدوار الانتصابي، وكيفية حدوثه، ومتى يجب عليك استشارة الطبيب، بالإضافة إلى بعض النصائح البسيطة للوقاية منه.

ما هو الدوار الانتصابي ولماذا يحدث؟

الدوار الانتصابي هو انخفاض مؤقت في ضغط الدم يحدث عند تغيير وضعية الجسم، خاصةً عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف. لفهم آلية حدوثه، يجب أن ندرك كيف يستجيب جسمنا لتحدي الجاذبية.

تأثير الجاذبية واستجابة الجسم

عندما ننهض، تسحب الجاذبية الدم إلى الجزء السفلي من الجسم، مما يؤدي إلى تراكمه في أوردة الساقين والبطن. لمنع نقص الأكسجين في الدماغ، يجب أن يستجيب الجهاز العصبي اللاإرادي بسرعة. تتم هذه الاستجابة عن طريق انقباض الأوعية الدموية لزيادة مقاومتها، وتسارع ضربات القلب لضخ الدم بقوة أكبر نحو الدماغ.

إذا كان هذا الجهاز اللاإرادي بطيئًا في الاستجابة، أو لم يكن قادرًا على القيام بذلك بشكل فعال، فإن الدماغ لا يتلقى كمية كافية من الأكسجين للحظة قصيرة، مما يسبب أعراض الدوار، والضعف، أو ضبابية الرؤية. هذا الخلل في تنظيم ضغط الدم هو ما يعرف بالدوار الانتصابي.

الحالات التي تزيد من خطر الدوار الانتصابي

على الرغم من أن الجسم السليم عادةً ما يعيد تنظيم ضغط الدم بسرعة، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تعيق هذه الآلية وتزيد من خطر الإصابة بالدوار:

  • الراحة المطولة: بعد الاستلقاء أو النوم لفترات طويلة، تكون الأوعية الدموية مسترخية، مما يجعلها أقل قدرة على الانقباض السريع عند النهوض.
  • الجفاف وفقدان الدم: يقلل الجفاف من حجم الدم الكلي في الجسم، مما يقلل من كمية الدم المتاحة للدماغ عند النهوض.
  • بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل مدرات البول، والمهدئات، وأدوية خفض ضغط الدم، يمكن أن تتداخل مع قدرة الجسم على تنظيم ضغط الدم.
  • الإرهاق وسوء التغذية: يمكن أن يؤدي الإرهاق ونقص العناصر الغذائية، وخاصة الحديد، إلى ضعف الجهاز العصبي اللاإرادي وتقليل قدرته على الاستجابة السريعة.

من المهم التمييز بين الدوار الناتج عن انخفاض ضغط الدم الانتصابي والدوار المرتبط بمشكلات الأذن الداخلية أو التنسيق الحركي. الدوار الانتصابي يتعلق بشكل أساسي بنقص مؤقت في تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ. قد يرتبط أيضًا باضطراب في التنظيم اللاإرادي أو انخفاض مستويات الهيموغلوبين.

متى يجب عليك استشارة الطبيب بشأن الدوار؟

في معظم الحالات، يعتبر الدوار الخفيف عند الوقوف المفاجئ أمرًا طبيعيًا ولا يدعو للقلق. ومع ذلك، يجب عليك طلب العناية الطبية إذا:

  • تكرر الدوار بشكل ملحوظ.
  • حدث إغماء أو سقوط نتيجة للدوار.
  • كان الدوار مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الغثيان، أو طنين في الأذن، أو دوار شديد.
  • لاحظت تسارعًا أو انخفاضًا حادًا في ضربات القلب.

هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلات صحية أكثر خطورة مثل فقر الدم، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو أمراض الغدة الكظرية، أو مشكلات عصبية. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يمنع تفاقم هذه الحالات.

نصائح بسيطة للوقاية من الدوار الانتصابي

لحسن الحظ، هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالدوار عند النهوض:

  • النهوض التدريجي: اجلس أولاً على حافة السرير لبضع لحظات، ثم خذ نفسًا عميقًا قبل محاولة الوقوف.
  • شرب الماء بكثرة: حافظ على رطوبة جسمك بشرب كمية كافية من الماء لتجنب الجفاف.
  • تناول وجبات منتظمة: لا تفوت وجبات الطعام لتجنب انخفاض مستويات السكر في الدم، مما قد يزيد من الضعف والدوار.
  • مراقبة ضغط الدم: إذا كان ضغط دمك أقل من 100/60 مم زئبق، استشر طبيبك.
  • تقوية الأوعية الدموية: مارس النشاط البدني المعتدل بانتظام، مثل المشي، أو جرب الاستحمام المتباين (تبديل بين الماء الدافئ والبارد) لتحسين الدورة الدموية.

باتباع هذه النصائح البسيطة، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالدوار الانتصابي وتحسين جودة حياتك. تذكر أن الاستماع إلى جسدك وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة هو المفتاح للحفاظ على صحة جيدة. لا تتردد في استشارة طبيبك إذا كنت تعاني من الدوار المتكرر أو الشديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *