Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الاقتصاد

إيلون ماسك يعود إلى البيت الأبيض في ظل انحسار التوترات مع ترمب

عاد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات “تسلا” و”سبيس إكس”، إلى البيت الأبيض يوم الثلاثاء، في إشارة لافتة إلى تحسن العلاقات مع الرئيس دونالد ترمب. يأتي هذا بعد فترة توتر حادة بين الطرفين هذا العام، نشأت بسبب خلافات حول سياسات الإنفاق الحكومي والعجز في الميزانية، مما أثر على دوره السياسي وتأثيره، خاصة فيما يتعلق بـإيلون ماسك ومستقبل مشاركته في السياسة الأمريكية.

تمت دعوة ماسك كضيف لحضور مأدبة عشاء تكريمًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب عدد من كبار رجال الأعمال والشخصيات البارزة، مثل تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، وديفيد إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل، ومارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، وبيل أَكمان وجنسن هوانغ. حضر الحفل أيضًا شخصيات رياضية وسياسية، بما في ذلك نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو ونائب الرئيس جيه دي فانس ورئيس مجلس النواب مايك جونسون.

تراجع النفوذ السياسي لإيلون ماسك وعودة محتملة إلى دائرة التأثير

شهد نفوذ ماسك السياسي انحدارًا ملحوظًا منذ ذروته في وقت سابق من هذا العام، عندما أسس ما أُطلق عليه “وزارة الكفاءة الحكومية”. تهدف هذه الوزارة إلى دعم جهود خفض الإنفاق الحكومي، لكنها أثارت جدلاً واسعًا. كان ماسك يعتبر من أكبر المتبرعين الماليين لدعم حملة ترمب الانتخابية لعام 2024، حيث وجهت أغلب تبرعاته نحو المرشح الجمهوري.

وقد أثر انخراط ماسك السياسي على صورة علامته التجارية “تسلا” بشكل سلبي. أفاد تقارير باستياء بعض المستهلكين وربطهم بين مواقف ماسك السياسية اليمينية ومنتجات الشركة. كما أعرب عدد من المستثمرين عن قلقهم من إمكانية تشتيت انتباهه عن الابتكار والتركيز على المشاريع الأساسية للشركات.

الخلاف حول الإنفاق الحكومي وتهديد بالحزب الثالث

في مايو الماضي، غادر ماسك البيت الأبيض بعد خلاف علني مع ترمب، يتعلق بمشروع قانون خفض الضرائب الذي اعتبره ماسك سيؤدي إلى تفاقم العجز في الميزانية. هذا الخلاف أدى إلى تبريد العلاقات بين الطرفين بشكل كبير.

بعد ذلك، أبدى ماسك استياءً متزايدًا من تجربته في السياسة، وهدد بتأسيس حزب سياسي ثالث لمنافسة الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين يسيطران على المشهد السياسي الأمريكي. وأوضح في تصريحات لـ “بلومبرغ” أنه قدم دعمًا كافيًا للمرشحين الجمهوريين، وأنه قد يبحث عن بدائل أخرى للمشاركة السياسية.

في المقابل، بدأ عدد من الشخصيات الجمهورية، وعلى رأسهم جيه دي فانس، جهودًا لإعادة جذب ماسك إلى صفوف الحزب. تأتي هذه الجهود في ظل اعتراف الجمهوريين بأهمية دعم شخصيات مؤثرة مثل ماسك، خاصة في ظل الانتخابات الرئاسية القادمة.

وفقًا لرئيسة مجلس إدارة تسلا، روبين دينهولم، يمتلك إيلون ماسك حرية كبيرة في الانخراط السياسي في المستقبل، ولكن بشرط أن يحقق أهداف الأداء المحددة والمرتبطة بحزمة تعويضه الضخمة التي تقدر بتريليون دولار. وهذا يعني أن أي نشاط سياسي له يجب ألا يؤثر سلبًا على أداء الشركة أو تحقيق أهدافها.

يشير هذا التطور إلى محاولة لإعادة ترميم العلاقة بين ترمب وماسك، وسط تداخل المصالح السياسية والاقتصادية. وتبقى مشاركة إيلون ماسك في دعم الحملات الانتخابية أو تأسيس حزب جديد خاضعة لتقييماته الخاصة وأداء شركاته. من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من التطورات، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. الأمر الذي يتطلب متابعة دقيقة لتصريحات الطرفين ومستجدات سياسات الإنفاق الحكومي، بالإضافة إلى الأداء المالي لشركة “تسلا” والقرارات المتعلقة بحزمة تعويضات ماسك، والتي قد تكون العامل الحاسم في تحديد مساره السياسي المستقبلي. ويتوقع مراقبون استمرار الجدال حول دور التكنولوجيا في السياسة الأمريكية وتأثيره على الرأي العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *