الدولار يتراجع من أعلى مستوياته في 6 أشهر بعد بيانات وظائف سبتمبر

شهد سعر صرف الدولار تراجعًا ملحوظًا عن أعلى مستوى له في ستة أشهر، وذلك بعد صدور بيانات التوظيف الأمريكية الأخيرة التي أظهرت ارتفاعًا في معدل البطالة. يأتي هذا التراجع في ظل ترقب الإغلاق الحكومي المحتمل في الولايات المتحدة، مما أثر على ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي. البيانات الجديدة تثير تساؤلات حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1% يوم الخميس، بعد أن كان قد ارتفع في وقت سابق من الجلسة ليسجل أعلى مستوى له منذ 19 مايو. أظهرت بيانات شهر سبتمبر ارتفاع معدل البطالة إلى 4.4%، وهو أعلى مستوى له منذ حوالي أربع سنوات، بالتزامن مع نمو في عدد الوظائف الجديدة. هذا التناقض بين النمو الوظيفي وارتفاع البطالة أثار جدلاً حول قوة سوق العمل الأمريكي.
توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الدولار
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية عبر جميع آجالها، بينما زادت التوقعات في سوق عقود المقايضة بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية في اجتماعه القادم. يعكس هذا التحول في التوقعات قلق المستثمرين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي.
تحليل خبراء سوق الصرف
أشار ألفارو فيفانكو، رئيس استراتيجيات أسعار الصرف لدى TJM FX، إلى أن أرقام الوظائف تدعم توجه الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، على الرغم من النبرة المتشددة التي يتبناها بعض المسؤولين. وأضاف أن بعض أعضاء الفيدرالي قد يفضلون الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لبقية العام، وفقًا لمحضر الاجتماع الأخير.
ومع ذلك، أكد فيفانكو أن معظم أزواج العملات الأجنبية لا تزال تسعر خفضًا للفائدة من قبل الفيدرالي، مما يعني أن عدم الخفض سيكون له تأثير غير متماثل يصب في مصلحة قوة الدولار. هذا يشير إلى أن السوق قد يكون قد بالغ في تقدير احتمالية خفض الفائدة.
شهدت أسعار صرف عملات مجموعة العشر تحركات متباينة مقابل الدولار الأمريكي يوم الخميس. تراجع الين الياباني بشكل ملحوظ، بينما ارتفع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي، اللذان يرتبطان عادةً بالشهية نحو المخاطرة. في المقابل، انخفض الفرنك السويسري بشكل طفيف.
تأثير الإغلاق الحكومي على البيانات الاقتصادية
أعلن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن تقرير الوظائف لشهر أكتوبر لن يتم نشره بسبب الإغلاق الحكومي، وسيتم دمجه مع بيانات شهر نوفمبر. هذا يعني أن بيانات شهر سبتمبر ستكون المرجع الرئيسي للمستثمرين والمسؤولين قبل اجتماع الفيدرالي القادم، بالإضافة إلى تقديرات القطاع الخاص. تعتبر هذه البيانات ضرورية لاتخاذ قرارات السياسة النقدية.
وفقًا لكاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في XTB، تشير البيانات الجديدة إلى أن سوق العمل الأمريكي أقوى مما كان متوقعًا. ومع ذلك، أضافت أن هناك بوادر ضعف بدأت تظهر في سوق العمل، وأن هذا التقرير لا يستبعد احتمال خفض الفائدة من قبل الفيدرالي. هذا التحليل يوضح مدى تعقيد تفسير البيانات الاقتصادية.
سعر الصرف يتأثر أيضًا بعوامل أخرى مثل التوترات الجيوسياسية والسياسات التجارية العالمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوقعات بشأن النمو الاقتصادي العالمي تلعب دورًا هامًا في تحديد قيمة الدولار.
الآفاق المستقبلية لسعر الدولار
من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم والنمو الاقتصادي الأمريكية في الأسابيع القادمة. سيصدر الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه في 9 و 10 ديسمبر، وسيكون هذا القرار حاسمًا في تحديد مسار الدولار. هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة أم لا، وسيعتمد ذلك على البيانات الاقتصادية الواردة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة تطورات الإغلاق الحكومي الأمريكي، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على البيانات الاقتصادية ويؤدي إلى زيادة التقلبات في أسواق العملات. سيستمر المستثمرون في تقييم المخاطر والمكافآت المرتبطة بالاستثمار في الدولار الأمريكي.

