وزير النفط الكويتي يكشف عن مشروع بتروكيماويات مع عُمان قريباً | الخليج أونلاين

استثمارات الكويت النفطية: تركيز حالي على مشروع بتروكيماويات في عُمان
أكد وزير النفط الكويتي، طارق الرومي، في تصريح الأحد، أن دولة الكويت تركز حاليًا على دراسة وتطوير مشروع بتروكيماويات ضخم في سلطنة عُمان، وذلك ضمن إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. هذا التركيز يأتي بينما لا توجد مشاريع استثمارية نفطية خليجية أخرى مطروحة حالياً من الكويت باستثناء هذا المشروع الواعد في عُمان. يمثل هذا التوجه تحولاً ملحوظاً في استراتيجية الكويت الاستثمارية في المنطقة، ويؤكد على أهمية الشراكات الاستراتيجية في قطاع الطاقة.
تفاصيل المشروع البتروكيماوي الكويتي العُماني
يهدف المشروع الذي يجري دراسته بشكل مكثف إلى إنشاء مجمع صناعي متكامل في مجال البتروكيماويات. ومن المتوقع أن تُعلن الكويت عن النتائج المترتبة على هذه الدراسة في غضون عام واحد. وأشار الوزير الرومي إلى أن التوقعات الاقتصادية للمشروع إيجابية جدًا، مما قد يدفع إلى إنشاء مصنع مشترك بين البلدين.
تحديات ومراحل الدراسة
لم يكن الطريق نحو إطلاق المشروع مفروشاً بالورود. فقد واجهت الدراسة بعض التأخيرات نتيجة لمحاولات إدخال طرف ثالث كشريك في المشروع، وهي المساعي التي لم تثمر عن نتائج ملموسة. ومع ذلك، تؤكد الكويت حاليًا على المضي قدمًا في الدراسة بالشراكة مع الجانب العُماني، مع التركيز على تحقيق أقصى استفادة من الموارد والخبرات المشتركة. الهدف هو تصميم مشروع مستدام وفعّال من حيث التكلفة، يساهم في تنويع مصادر الدخل لكلا البلدين. كما يعتبر الاستثمار في البتروكيماويات خيارًا استراتيجيًا للكويت في ظل التغيرات العالمية في سوق الطاقة.
مصفاة الدقم: نموذج للشراكة الناجحة
يشكل مشروع مصفاة الدقم العُمانية، التي تعد باكورة التعاون بين الشركة الكويتية والجانب العُماني، نموذجًا ناجحًا للشراكات الإقليمية في قطاع النفط. تم تصميم المصفاة لتكرير النفط الخام بطاقة إنتاجية تبلغ 230 ألف برميل يوميًا، وتقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهي منطقة واعدة للاستثمار الصناعي في سلطنة عُمان.
قدرات مصفاة الدقم وتقنياتها المتقدمة
تتميز مصفاة الدقم بقدرتها على معالجة أنواع مختلفة من النفط الخام، بما في ذلك النفط الثقيل، وذلك بفضل استخدامها لتقنيات متطورة في مجال تكرير النفط. كما أنها مجهزة بوحدات لإنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات البتروكيماوية، مما يجعلها مركزًا صناعيًا متكاملًا. وقد يساهم هذا في توفير بنية تحتية ضرورية وخطوط إنتاج متكاملة لدعم المشروع البتروكيماوي الجديد الذي أعلن عنه الوزير الرومي. تطوير البنية التحتية النفطية هو أحد الأهداف الرئيسية لهذه الشراكات.
أسباب تركيز الكويت على الاستثمار في عُمان
يثير سؤال نفسه: لماذا التركيز على عُمان تحديدًا؟ هناك عدة أسباب تدعم هذا التوجه. أولاً، تعتبر عُمان بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة، بفضل سياساتها الاقتصادية الحكيمة وموقعها الاستراتيجي. ثانيًا، تتمتع عُمان بموارد نفطية واعدة، مما يجعلها شريكًا مثاليًا للكويت في تطوير مشاريع مشتركة في مجال الطاقة. كما أن الرؤية المستقبلية لسلطنة عُمان، والتي تركز على التنويع الاقتصادي وتطوير القطاعات غير النفطية، تتوافق مع أهداف الكويت في تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي.
الآفاق المستقبلية للاستثمار الكويتي في دول الخليج
على الرغم من التركيز الحالي على سلطنة عُمان، لا تستبعد الكويت إمكانية استكشاف فرص استثمارية أخرى في دول الخليج في المستقبل. إلا أن الأولويات الحالية تتجه نحو تعزيز الشراكة مع عُمان، والاستفادة من المزايا التنافسية التي توفرها. ويرى مراقبون أن نجاح مشروع مصفاة الدقم، والنتائج الإيجابية المتوقعة من المشروع البتروكيماوي الجديد، ستشجع الكويت على زيادة استثماراتها في سلطنة عُمان، وربما في دول خليجية أخرى في المستقبل.
الخلاصة: شراكة استراتيجية واعدة
باختصار، تعكس تصريحات وزير النفط الكويتي توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز التعاون الاقتصادي مع سلطنة عُمان في قطاع الطاقة. مشروع البتروكيماويات الذي يجري دراسته حاليًا يمثل فرصة واعدة لكلا البلدين، ويمكن أن يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل. من المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي على اقتصاد المنطقة بشكل عام، وأن يعزز مكانة الكويت وعُمان كلاعبين رئيسيين في سوق الطاقة العالمي. نتطلع إلى الإعلان عن تفاصيل المشروع ونتائجه الملموسة في العام القادم، ونرى في هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به في التعاون الإقليمي. لمزيد من المعلومات حول الاستثمارات الكويتية وخططها المستقبلية، يمكن متابعة الأخبار والتصريحات الرسمية لوزارة النفط الكويتية.

