سعال الليل يكشف قصور القلب… لا تتجاهل هذه الإشارة الصامتة

ألم الصدر ليس العلامة الوحيدة التي تشير إلى وجود مشكلة في القلب. قد يكون قصور القلب مصحوبًا بأعراض غير متوقعة، مثل السعال المستمر أثناء النوم. هذا ما أكده طبيب القلب الهندي دميتري يارانوف، موضحًا أن هذا النوع من السعال غالبًا ما يكون نتيجة لتراكم السوائل في الرئتين، وهو مضاعفة خطيرة تتطلب عناية طبية. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أعراض قصور القلب، متى يجب عليك استشارة الطبيب، وكيفية التعامل مع هذه الحالة الصحية.
ما هو قصور القلب وأسبابه؟
قصور القلب هو حالة مزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة لتلبية احتياجات الجسم. هذا لا يعني أن القلب توقف عن العمل، بل يعني أنه يواجه صعوبة في تلبية الطلب المتزايد على الدم. نتيجة لذلك، يتراكم الدم والسوائل في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين والساقين والقدمين.
هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى قصور القلب، بما في ذلك:
- أمراض القلب التاجية
- ارتفاع ضغط الدم المزمن
- اعتلالات صمامات القلب
- أمراض عضلة القلب
- بعض أنواع عدم انتظام ضربات القلب
السعال كعلامة على قصور القلب: متى يجب أن تقلق؟
السعال، وخاصةً السعال الذي يزداد سوءًا عند الاستلقاء، غالبًا ما يُعزى إلى مشاكل في الرئة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يكون السعال علامة على أن القلب لا يعمل بشكل صحيح. تراكم السوائل في الرئتين بسبب قصور القلب الاحتقاني يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية، مما يسبب السعال.
السعال المرتبط بقصور القلب غالبًا ما يكون:
- مستمرًا
- يحتوي على بلغم أبيض أو وردي رغوي
- يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو ممارسة النشاط البدني
- يصاحبه ضيق في التنفس
أعراض أخرى لقصور القلب يجب الانتباه إليها
بالإضافة إلى السعال، هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى وجود مشاكل في القلب، وتشمل:
- ضيق التنفس، خاصةً عند المجهود أو أثناء الاستلقاء.
- الاستيقاظ بسبب ضيق التنفس الليلي.
- ألم في الصدر.
- خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
- التعب والإرهاق الشديد.
- تورم في الكاحلين والساقين والقدمين والبطن.
- زيادة الوزن المفاجئة بسبب احتباس السوائل.
- الحاجة المتكررة للتبول أثناء الليل.
- الانتفاخ والشعور بالامتلاء.
- فقدان الشهية والغثيان.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، خاصةً إذا كانت مستمرة أو تزداد سوءًا، فمن الضروري استشارة الطبيب على الفور. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
تنبيه هام: يجب تجنب استخدام مزيلات الاحتقان التي تصرف دون وصفة طبية والتي تحتوي على السودوإيفيدرين والفينيليفرين، لأنها قد ترفع ضغط الدم وتفاقم أعراض قصور القلب.
تشخيص قصور القلب وكيفية علاجه
يعتمد تشخيص قصور القلب على مجموعة من الفحوصات، بما في ذلك:
- تخطيط كهربية القلب (ECG)
- تصوير الصدر بالأشعة السينية
- تخطيط صدى القلب (Echocardiogram)
- تحاليل الدم لقياس مستويات بعض الهرمونات والإنزيمات
يعتمد علاج قصور القلب على شدة الحالة والأسباب الكامنة وراءها. قد يشمل العلاج:
- الأدوية (مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات بيتا، ومدرات البول)
- تغييرات في نمط الحياة (مثل اتباع نظام غذائي صحي قليل الملح، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين)
- في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية.
الوقاية من قصور القلب
على الرغم من أن بعض أسباب قصور القلب لا يمكن الوقاية منها، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة، مثل:
- السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحد من تناول الكحول.
في الختام، قصور القلب هو حالة خطيرة تتطلب عناية طبية. الانتباه إلى الأعراض، وخاصةً السعال المستمر، والتشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في تحسين نوعية الحياة وإطالة العمر. لا تتردد في استشارة الطبيب إذا كنت قلقًا بشأن صحة قلبك.

