مصر: شغب «التوك توك» يقوده للمحطة الأخيرة… والبديل لا يرضي السائقين

يبدو أن عصر “التوك توك” يقترب من نهايته في مصر، حيث تشهد المحافظات المصرية حملات متزايدة لتنظيم وتقييد حركة هذه المركبات ثلاثية العجلات. بدأت السلطات المحلية في عدة مدن بتطبيق قيود صارمة، بما في ذلك حظر التشغيل في مناطق معينة، والضغط على أصحاب التوك توك لاستبدالها ببدائل أخرى. هذا التحول يثير تساؤلات حول مستقبل آلاف السائقين الذين يعتمدون على “التوك توك” كمصدر رزق، وتأثير ذلك على حركة النقل الداخلي في المدن.
بدأت هذه الإجراءات بشكل ملحوظ في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وتوسعت لتشمل مدنًا أخرى مثل الأقصر وأسوان. وتستهدف الحملات بشكل أساسي التوك توك غير المرخص، أو تلك التي لا تلتزم بمعايير السلامة، أو التي تعمل في مناطق محظورة. تأتي هذه الخطوات في إطار جهود أوسع لتنظيم قطاع النقل وتخفيف الازدحام المروري، وتحسين المظهر العام للشوارع.
مستقبل “التوك توك” في مصر: قيود متزايدة واستبدال محتمل
تعتبر قضية “التوك توك” معقدة، حيث تمثل هذه المركبات وسيلة نقل رخيصة ومتاحة للعديد من المواطنين، خاصة في المناطق الشعبية والأحياء الضيقة. ومع ذلك، فقد أصبحت أيضًا مصدرًا للعديد من المشاكل، بما في ذلك الفوضى المرورية، وانتهاك قوانين المرور، والتأثير السلبي على البيئة بسبب انبعاثاتها. بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت بعض التوك توك بأنشطة غير قانونية، مما زاد من الضغوط على السلطات لتنظيم هذا القطاع.
أسباب تشديد القيود على التوك توك
تتعدد الأسباب التي دفعت السلطات إلى تشديد القيود على “التوك توك”. وفقًا لتقارير إعلامية، فإن أبرز هذه الأسباب هي:
- الازدحام المروري: يساهم التوك توك في زيادة الازدحام المروري في المدن، خاصة في المناطق التي لا توجد بها بنية تحتية مناسبة.
- مخالفات المرور: يرتكب سائقو التوك توك العديد من مخالفات المرور، مثل القيادة بسرعة زائدة، والتجاوز من اليمين، وعدم الالتزام بإشارات المرور.
- الأمن: ارتبطت بعض التوك توك بأنشطة إجرامية، مما يثير مخاوف أمنية.
- التلوث البيئي: تساهم التوك توك في تلوث الهواء بسبب انبعاثاتها.
في المقابل، يرى البعض أن حظر “التوك توك” سيؤثر سلبًا على المواطنين ذوي الدخل المحدود، الذين يعتمدون على هذه المركبات كوسيلة نقل رخيصة. كما يرى البعض الآخر أن الحل لا يكمن في الحظر الكامل، بل في تنظيم القطاع وتطويره، من خلال وضع معايير واضحة للترخيص والتشغيل، وتوفير التدريب اللازم للسائقين.
بدائل التوك توك المقترحة
تسعى الحكومة المصرية إلى إيجاد بدائل مناسبة لـ “التوك توك”، بهدف توفير وسيلة نقل آمنة ومريحة وبأسعار معقولة. تشمل البدائل المقترحة:
- سيارات الأجرة الصغيرة: يمكن تشجيع استخدام سيارات الأجرة الصغيرة، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها خدمات نقل عام كافية.
- الدراجات النارية: يمكن تنظيم قطاع الدراجات النارية المستخدمة في نقل الركاب، من خلال وضع معايير للترخيص والتشغيل.
- الحافلات الصغيرة: يمكن زيادة عدد الحافلات الصغيرة التي تعمل في المناطق الشعبية والأحياء الضيقة.
- تطوير وسائل النقل العام: الاستثمار في تطوير وسائل النقل العام، مثل المترو والترام والحافلات، لتلبية احتياجات المواطنين.
في سياق متصل، أعلنت وزارة النقل عن خطط لتوفير حوافز مالية لأصحاب “التوك توك” الذين يرغبون في استبدال مركباتهم ببدائل أخرى. تهدف هذه الحوافز إلى تشجيع أصحاب التوك توك على التخلي عن مركباتهم القديمة، والمساهمة في تنظيم قطاع النقل. كما أعلنت الوزارة عن تخصيص مبالغ مالية لتطوير البنية التحتية للنقل في المدن، بهدف تسهيل حركة المرور وتحسين خدمات النقل العام.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن الحكومة تدرس إصدار قانون جديد لتنظيم قطاع النقل، يتضمن أحكامًا خاصة بـ “التوك توك”. يهدف هذا القانون إلى وضع إطار قانوني واضح لتنظيم هذا القطاع، وتحديد حقوق والتزامات السائقين وأصحاب التوك توك. من المتوقع أن يتضمن القانون أيضًا أحكامًا بشأن معايير السلامة، والتأمين، والترخيص، والتشغيل.
ومع ذلك، يواجه تنفيذ هذه الخطط بعض التحديات، بما في ذلك مقاومة بعض أصحاب التوك توك، وصعوبة توفير البدائل المناسبة، وارتفاع تكلفة الاستبدال. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تنسيق وتعاون بين مختلف الجهات الحكومية المعنية، لضمان تنفيذ الخطط بنجاح.
من المتوقع أن تستمر السلطات المحلية في تشديد القيود على “التوك توك” في الأشهر القادمة، مع التركيز على تنظيم القطاع وتوفير البدائل المناسبة. من المقرر أن تعلن وزارة النقل عن تفاصيل الحوافز المالية لأصحاب التوك توك في غضون أسابيع قليلة. يبقى مستقبل “التوك توك” في مصر غير واضح تمامًا، ويتوقف على مدى قدرة الحكومة على تنفيذ خططها بنجاح، وتلبية احتياجات المواطنين.

