عُمان وبوتسوانا تبحثان التعاون الاستثماري والشراكات الاقتصادية | الخليج أونلاين

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري، شهدت سلطنة عُمان وبوتسوانا تطورات إيجابية مؤخرًا، حيث بحث رئيس بوتسوانا دوما جيديون بوكو مع رئيس جهاز الاستثمار العُماني عبد السلام المرشدي سبل تعزيز هذه العلاقات. يركز هذا اللقاء على التعاون العُماني البوتسواني في قطاعات حيوية تتماشى مع رؤيتي البلدين الطموحتين للتنمية المستدامة، رؤية عُمان 2040 ورؤية بوتسوانا 2036.
بداية واعدة للعلاقات الدبلوماسية والاستثمارية
شهد شهر أكتوبر الماضي توقيع بيان مشترك في نيويورك لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية بوتسوانا، وهو ما يعكس الرغبة المشتركة في بناء شراكة قوية ومستدامة. وقد وقّع البيان كل من السفير عمر بن سعيد الكثيري، مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة، والسفير شارلز ماسول، مندوب بوتسوانا الدائم.
هذه الخطوة التاريخية تمهد الطريق لتوسيع مجالات التعاون في مختلف القطاعات، وفتح آفاق جديدة للحوار المشترك. كما تعبر عن التزام البلدين بتعزيز الصداقة والتعاون الثنائي، وهو ما تجسد في اللقاء الأخير بين رئيس بوتسوانا ورئيس جهاز الاستثمار العُماني.
آفاق التعاون العُماني البوتسواني في ضوء رؤيتي البلدين
ركز اللقاء بين الجانبين على استكشاف فرص الاستثمار في أفريقيا، وتحديد القطاعات التي يمكن أن تشهد تعاونًا مثمرًا. تم التأكيد على أهمية التوافق بين أولويات رؤية عُمان 2040 ورؤية بوتسوانا 2036، وهما رؤيتان طموحتان تهدفان إلى تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل.
القطاعات الرئيسية للتعاون
تضمنت القطاعات التي نوقشت خلال اللقاء:
- القطاع المالي: استكشاف فرص التعاون في مجال الخدمات المالية والاستثمارية، وتبادل الخبرات في تطوير القطاع المالي في كلا البلدين.
- قطاع التعدين: بوتسوانا غنية بالموارد المعدنية، وعُمان لديها خبرة في مجال تطوير قطاع التعدين. يمكن للتعاون في هذا المجال أن يحقق فوائد متبادلة.
- الطاقة المتجددة: مع تزايد الاهتمام بالطاقة النظيفة، يمكن للبلدين التعاون في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- التحول في قطاع الطاقة: تبادل الخبرات في مجال تطوير قطاع الطاقة وتنويعه، والبحث عن حلول مبتكرة لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة.
- الاستثمارات الاستراتيجية: التركيز على الاستثمارات التي تدعم التنمية المستدامة، وتعزز النمو الاقتصادي طويل الأمد في كلا البلدين.
تعزيز أمن الطاقة والنمو الاقتصادي
أكد الطرفان على أهمية الشراكات التي تسهم في تعزيز أمن الطاقة، وتهيئة بيئة داعمة للنمو الاقتصادي طويل الأمد. فمن خلال التعاون في مجال الطاقة، يمكن للبلدين تحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة، وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية توطيد الشراكات الاقتصادية بين البلدين، وتبادل الخبرات في مختلف المجالات. إن العلاقات الاقتصادية القوية بين عُمان وبوتسوانا ستساهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لكلا الشعبين.
تقدير متبادل والتزام بتوطيد العلاقات
خلال اللقاء، نقل رئيس جهاز الاستثمار العُماني تحيات السلطان هيثم بن طارق إلى الرئيس البوتسواني، مؤكدًا حرص سلطنة عُمان على تطوير العلاقات الثنائية ودعم مسارات التعاون مع الدول الإفريقية الصديقة. من جانبه، أشاد الرئيس بوكو بالدور الإيجابي الذي تضطلع به عُمان في تعزيز الاستقرار والتنمية الإقليمية، معبراً عن تقديره لالتزام البلدين بتوطيد شراكاتهما الاقتصادية.
كما طلب الرئيس البوتسواني نقل تحياته إلى السلطان هيثم، وهو ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين والاحترام المتبادل بين قيادتيهما. إن هذا التقدير المتبادل يمثل أساسًا قويًا لبناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
مستقبل واعد للتعاون العُماني البوتسواني
إن اللقاء الأخير بين رئيس بوتسوانا ورئيس جهاز الاستثمار العُماني يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. من خلال التركيز على القطاعات الحيوية التي تتماشى مع رؤيتي البلدين، يمكن لعُمان وبوتسوانا تحقيق فوائد متبادلة، وتعزيز التنمية المستدامة.
من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب المزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والسياحة والتبادل الثقافي. إن بناء شراكة قوية ومستدامة بين عُمان وبوتسوانا سيعزز الاستقرار والازدهار في المنطقة، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة لكلا الشعبين. لذا، فإن متابعة هذه المبادرات وتفعيلها على أرض الواقع يمثل ضرورة لترجمة هذه التطلعات إلى واقع ملموس.

