أنواع المشي.. وصفة للياقة والقوة البدنية

:
كتب محمود عبده:
09:00 ص
26/11/2025
شهد الاهتمام بالصحة واللياقة البدنية تصاعداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ازدياد شعبية العديد من الأنشطة الرياضية. ومن بين هذه الأنشطة، يبرز المشي الإسكندنافي كخيار فعال وممتع لتعزيز الصحة العامة، حيث يوفر فوائد جمة تتجاوز تلك التي يقدمها المشي التقليدي. وقد أكدت دراسات حديثة على قدرة هذا النوع من المشي على تفعيل مجموعة واسعة من العضلات وزيادة حرق السعرات الحرارية.
يُعد المشي الإسكندنافي، المعروف أيضاً بالمشي بالعامود، من التمارين الرياضية التي تحظى بشعبية متزايدة في جميع أنحاء العالم. ويستهدف هذا النشاط جميع الفئات العمرية ومستويات اللياقة البدنية المختلفة، مما يجعله خياراً مثالياً للكثيرين. تنصح العديد من المؤسسات الصحية بدمج هذا النشاط في الروتين اليومي لتحسين الصحة البدنية والعقلية.
ما هو المشي الإسكندنافي ولماذا هو فعال؟
المشي الإسكندنافي هو رياضة مشي تستخدم أعمدة مصممة خصيصاً، تشبه تلك المستخدمة في التزلج. لا يقتصر الأمر على تحريك الساقين فحسب، بل يعتمد أيضاً على تفعيل عضلات الذراعين والكتفين والظهر والبطن أثناء المشي. وهذا التفعيل الشامل للعضلات هو ما يجعله أكثر فعالية من المشي العادي.
وفقًا لخبراء في المجال الطبي، فإن المشي الإسكندنافي يشغل ما يصل إلى 90٪ من عضلات الجسم، مقارنةً بحوالي 50٪ في المشي التقليدي. ويؤدي هذا إلى زيادة في استهلاك الطاقة بنسبة قد تصل إلى 20٪، مما يجعله أداة فعالة لفقدان الوزن وتحسين اللياقة البدنية. كما يساعد في تحسين التوازن والتنسيق الحركي.
فوائد صحية متعددة
لا تقتصر فوائد المشي الإسكندنافي على الجانب البدني فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب الصحية الأخرى. فقد أظهرت الأبحاث أنه يساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم. التمارين الرياضية المنتظمة، بما في ذلك المشي الإسكندنافي، تعزز الدورة الدموية وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم المشي الإسكندنافي في تقوية المفاصل والعظام، مما يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل. كما أنه يحسن من وضعية الجسم، ويقلل من آلام الظهر والرقبة. يمكن أن يكون هذا النوع من النشاط البدني مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يتعافون من إصابات أو يعانون من حالات صحية مزمنة.
ويعد المشي الإسكندنافي منخفض التأثير، أي أنه لا يضع ضغطًا كبيرًا على المفاصل، مما يجعله مناسبًا للأشخاص من جميع الأعمار ومستويات اللياقة البدنية. الرياضة لا يجب أن تكون مرهقة دائماً، بل يمكن أن تكون ممتعة ومفيدة في نفس الوقت.
سهولة الوصول والممارسة
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل المشي الإسكندنافي شائعًا هو سهولة الوصول إليه وممارسته. لا يتطلب الأمر عضوية في صالة ألعاب رياضية أو معدات رياضية باهظة الثمن. كل ما تحتاجه هو زوج من الأعمدة المصممة خصيصًا للمشي الإسكندنافي، ومساحة مفتوحة للمشي.
يمكن ممارسة المشي الإسكندنافي في الحدائق، والغابات، على الشواطئ، أو حتى في الأحياء السكنية. كما أنه لا يتطلب مهارات رياضية خاصة، ويمكن تعلمه بسهولة من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية أو الانضمام إلى دروس جماعية. الاستمرار في ممارسة الرياضة هو المفتاح لتحقيق أقصى استفادة منها.
كما يساهم في تحسين كفاءة القلب والأوعية الدموية، حيث يساعد في خفض معدل ضربات القلب وزيادة قدرة عضلة القلب على التحمل.
وفقًا للإرشادات العامة، يوصى بممارسة تمارين معتدلة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا. يعتبر المشي الإسكندنافي وسيلة ممتازة لتحقيق هذا الهدف، حيث يمكن دمجه بسهولة في الروتين اليومي. الصحة الجيدة هي استثمار في المستقبل.
تتجه الجهات الصحية حاليًا إلى إطلاق حملات توعية لتعزيز ممارسة المشي الإسكندنافي وتشجيع الأفراد على تبني نمط حياة صحي ونشط. من المتوقع أن يتم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية مجانية لتعليم تقنيات المشي الإسكندنافي الصحيحة في العديد من المدن والمناطق. سيتم الإعلان عن تفاصيل هذه المبادرات خلال الأشهر القليلة القادمة. يبقى تحديد مدى نجاح هذه الحملات في تغيير سلوكيات الأفراد وتحسين مستوى صحتهم العامة رهنًا بالعديد من العوامل، بما في ذلك الوعي العام والالتزام الشخصي.

