في حدث فني استثنائي، بيعت لوحة من عصر النهضة مقابل 685 ألف جنيه إسترليني في مزاد عبر الإنترنت أجرته دار “JS Fine Arts” في بانبوري، أوكسفوردشاير. اكتُشفت اللوحة بالصدفة داخل مرآب، وتُعزى إلى الفنان الإيطالي بييترو فانوتشي، المعروف باسم “إل بيروجينو”، مما أثار دهشة عالم الفن وأعاد تسليط الضوء على كنوز مخفية قد تكمن في أماكن غير متوقعة.
وقعت عملية البيع يوم الخميس الماضي، واستمر المزاد لمدة 15 دقيقة فقط، حيث تصاعدت العروض بشكل ملحوظ. وقد حطمت اللوحة الرقم القياسي السابق للدار، والذي كان يبلغ 285 ألف جنيه إسترليني، مما يؤكد القيمة الفنية والتاريخية التي تتمتع بها. البائع، وهو مقيم في أوكسفوردشاير، كان قد اشترى اللوحة قبل سنوات دون أن يدرك قيمتها الحقيقية.
لوحة عصر النهضة: اكتشاف غير متوقع وقيمة فنية متزايدة
يعتبر بييترو فانوتشي، أو “إل بيروجينو” (حوالي 1450 – 1523)، من أبرز رسامي عصر النهضة الإيطالية. اشتهر بأسلوبه الرقيق والمتقن، واستخدامه للألوان الزاهية، وتصويره الدقيق للتفاصيل. كان له تأثير كبير على العديد من الفنانين اللاحقين، بما في ذلك رافائيل، الذي عمل في ورشته لفترة من الوقت.
وفقًا لخبراء الفن، تتميز اللوحة بأسلوب “إل بيروجينو” المميز، بما في ذلك استخدام المنظور، والتركيز على التعبير العاطفي للشخصيات. لم يتم الكشف عن تفاصيل حول هوية المشتري، ولكن من المتوقع أن يتم عرض اللوحة في متحف أو مجموعة خاصة.
الظروف المحيطة بالاكتشاف
لم يتم الكشف عن الكثير من التفاصيل حول كيفية عثور البائع على اللوحة داخل المرآب. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أنه كان يقوم بتنظيف المرآب عندما عثر عليها. في البداية، لم يكن يعلم قيمتها الحقيقية، ولكنه قرر استشارة خبراء الفن بعد ملاحظة بعض التفاصيل التي أثارت اهتمامه.
أكدت دار المزادات “JS Fine Arts” أن عملية تقييم اللوحة استغرقت عدة أسابيع، وشملت فحصًا دقيقًا من قبل خبراء في مجال الفن. تم استخدام تقنيات مختلفة، مثل الأشعة السينية، لتحديد عمر اللوحة وأصالتها.
أهمية هذا الاكتشاف في عالم الفن الإيطالي
يمثل هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى عالم الفن الإيطالي. فقدان العديد من الأعمال الفنية خلال القرون الماضية يجعل كل اكتشاف جديد ذا قيمة خاصة. بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا الحدث الضوء على أهمية البحث المستمر عن الأعمال الفنية المفقودة أو المهملة.
يعتبر هذا الاكتشاف بمثابة تذكير بأن الكنوز الفنية قد تكمن في أماكن غير متوقعة، وأن الاهتمام بالتراث الثقافي يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات مذهلة. كما أنه يثير تساؤلات حول عدد الأعمال الفنية الأخرى التي قد تكون مخفية في المنازل والمخازن في جميع أنحاء العالم.
الرسام بييترو فانوتشي كان يتمتع بشهرة واسعة في عصره، حيث تلقى طلبات للرسم من العديد من الشخصيات الهامة، بما في ذلك البابا يوليوس الثاني. تتميز أعماله بالجمال والروعة، وتعكس روح عصر النهضة.
بالإضافة إلى اللوحات، قام “إل بيروجينو” بتصميم العديد من الرسوم الجدارية، والتي تزين الكنائس والقصور في إيطاليا. تعتبر هذه الرسوم الجدارية من أهم الأمثلة على فن عصر النهضة، وتجذب السياح والباحثين من جميع أنحاء العالم.
في السنوات الأخيرة، شهد سوق الأعمال الفنية القديمة ارتفاعًا في الأسعار، حيث يتزايد اهتمام هواة جمع التحف والمستثمرين بالأعمال الفنية التاريخية. يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة الثروة العالمية، وتزايد الوعي بأهمية التراث الثقافي.
من المتوقع أن يتم إجراء المزيد من الأبحاث حول اللوحة المكتشفة، بهدف تحديد تاريخها الدقيق وموضوعها. قد يتم أيضًا عرض اللوحة في معارض فنية مختلفة، لإتاحة الفرصة للجمهور للاستمتاع بجمالها.
في الوقت الحالي، لا توجد معلومات حول ما إذا كان البائع يعتزم استخدام عائدات البيع في شراء أعمال فنية أخرى. ومع ذلك، من المؤكد أن هذا الاكتشاف قد غير حياته إلى الأبد.
من المتوقع أن تستمر دار “JS Fine Arts” في تنظيم مزادات فنية مماثلة في المستقبل. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل دور المزادات الأخرى بتنظيم مزادات عبر الإنترنت، نظرًا لسهولة الوصول إليها وشعبيتها المتزايدة.
