اقتربت شركة ألفابت، الشركة الأم لمحرك البحث غوغل، من الوصول إلى قيمة سوقية تبلغ 4 تريليونات دولار يوم الاثنين، مما قد يجعلها رابع شركة في العالم تحقق هذا الإنجاز. يأتي هذا الصعود مدفوعًا بشكل كبير بالاهتمام المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تستفيد الشركة من التطورات السريعة في هذا المجال. وارتفع سعر سهم الشركة بشكل ملحوظ خلال اليوم.
سجل سهم ألفابت ارتفاعًا بأكثر من 6% ليصل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 318.58 دولارًا، وزاد بنسبة 2.27% في تعاملات ما قبل الفتح اليوم ليبلغ 325.61 دولارًا. هذا الارتفاع رفع القيمة السوقية للشركة إلى 3.85 تريليونات دولار، مما يقربها من حاجز الـ 4 تريليونات دولار.
صعود غوغل مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي
يعكس هذا الأداء القوي تحولًا في نظرة المستثمرين تجاه ألفابت، بعد فترة من القلق بشأن قدرتها على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً بعد إطلاق شات جي بي تي من شركة أوبن إيه آي في عام 2022. يبدو أن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة قد بدأ يؤتي ثماره.
وتلقت ألفابت دعمًا كبيرًا هذا العام من خلال نمو وحدة الحوسبة السحابية لديها، والتي أصبحت محركًا رئيسيًا للنمو. كما ساهم استقطاب شركة بيركشير هاثاواي التابعة لوارن بافيت كمستثمر، بالإضافة إلى التقييمات الإيجابية المبكرة لنموذجها الجديد (جيميناي 3)، في تعزيز ثقة المستثمرين.
ووفقًا لتقارير رويترز، فإن استثمار وارن بافيت كان له تأثير كبير في جذب المستثمرين الآخرين. وقال ستيف سوسنيك، كبير محللي السوق في إنتر أكتيف بروكرز، “السوق مقتنعة بأن أي شيء تفعله بيركشير يستحق المحاكاة، وهذا الاستثمار نجح في جذب الانتباه.”
تأثير التطورات التنظيمية
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التطورات الأخيرة في المشهد التنظيمي في دعم أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى. فقد تجنبت ألفابت حتى الآن أي إجراءات قسرية نتيجة التحقيقات المتعلقة بممارسات الاحتكار، على الرغم من اعتراف المحكمة بوجود احتكار في مجال البحث.
ومع ذلك، لا يزال هناك قلق بشأن التقييمات المرتفعة لأسهم شركات التكنولوجيا، حيث يحذر بعض الخبراء من أن هذه التقييمات قد تكون منفصلة عن الأداء الفعلي للشركات. يثير هذا الأمر مخاوف بشأن احتمال حدوث فقاعة مشابهة لتلك التي شهدتها فترة طفرة الدوت كوم في التسعينيات.
الوضع التنافسي في سوق التكنولوجيا
يرى المحللون أن ألفابت في وضع جيد لمواصلة النمو في سوق الذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل التدفقات النقدية القوية لديها، وقدرتها على تطوير رقائق بديلة لرقائق إنفيديا باهظة الثمن، بالإضافة إلى استمرار هيمنتها على سوق البحث على الإنترنت. هذه العوامل تمنحها ميزة تنافسية كبيرة.
وتشير البيانات إلى أن سهم ألفابت قد ارتفع بنسبة 68.3% تقريبًا منذ بداية العام، متفوقًا على منافسيها الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي، وهما مايكروسوفت وأمازون. هذا الأداء يعكس الثقة المتزايدة في قدرة الشركة على الابتكار والتكيف مع التغيرات السريعة في السوق.
في الوقت الحالي، تظل إنفيديا وآبل هما الشركتان الوحيدتان اللتان تجاوزت قيمتهما السوقية 4 تريليونات دولار. ومع استمرار نمو ألفابت، قد تنضم إليها قريبًا في هذا النادي الحصري.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن تستمر شركة ألفابت في الاستثمار بكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن تطلق المزيد من المنتجات والخدمات المبتكرة التي تعتمد على هذه التقنية. سيكون من المهم مراقبة قدرة الشركة على تحويل هذه الاستثمارات إلى إيرادات وأرباح ملموسة. كما يجب متابعة التطورات التنظيمية المحتملة التي قد تؤثر على أعمالها في المستقبل.
