يواجه نادي الزمالك المصري سلسلة من الأزمات المتلاحقة خلال شهر نوفمبر الحالي، تتصدرها عقوبات قيد اللاعبين الصادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسبب مستحقات مالية متأخرة، بالإضافة إلى خلافات مع لاعبين وتصرفات غير منضبطة من بعض أعضاء الفريق. وتلقي هذه الأزمات بظلالها على استعدادات الفريق للمباريات القادمة في مختلف البطولات، وتسعى إدارة النادي جاهدة لإيجاد حلول سريعة لتجاوز هذه العقبات، خاصةً مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية وضرورة الحفاظ على استقرار الفريق. كلمة “الزمالك” تتردد بقوة في أوساط كرة القدم المصرية في ظل هذه التحديات.
بدأت المشكلة بتلقي النادي لإخطارات من فيفا بإيقاف قيد اللاعبين لثلاث فترات إضافية، ليصبح إجمالي عدد الفترات الموقوفة خمسة، وذلك بسبب عدم سداد مستحقات مالية لمجموعة من المدربين واللاعبين السابقين. وتشمل هذه المستحقات متأخرات لمدربي الفريق مثل جوزيه جوميز ومساعديه، بالإضافة إلى المستحق لمدرب سابق آخر، كريستيان جروس. هذا الوضع يعيق قدرة النادي على التعاقد مع لاعبين جدد لتعزيز صفوفه خلال الفترة القادمة.
أزمة الديون تضرب الزمالك وتعرقل خططه
تفاقم أزمة الديون في الزمالك، وهي مشكلة قديمة جديدة، ويُعد إيقاف القيد من فيفا ذروة هذا التصعيد. تأتي هذه العقوبات في توقيت حرج للنادي، الذي يسعى للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية. ووفقاً لمصادر في النادي، فإن المبلغ الإجمالي المستحق لـ”فيفا” يتجاوز المليون دولار، مما يتطلب جهوداً مضاعفة لتدبير السيولة المالية اللازمة.
تفاصيل قضايا الفيفا
تتعلق القضايا المرفوعة ضد الزمالك بمستحقات مدربين ومساعدين سابقين، حيث تم منح النادي مهلاً عديدة لسداد هذه الديون. ولكن يبدو أن النادي لم يتمكن من الالتزام بالمواعيد النهائية المحددة، مما أدى إلى فرض العقوبات المشددة. من بين هذه القضايا، المطالبة بمستحقات جوزيه جوميز الذي تولى تدريب الفريق في فترة سابقة.
فسخ عقد صلاح الدين مصدق يثير تساؤلات
بالإضافة إلى أزمة القيد، تلقى الزمالك ضربة أخرى بفسخ عقد لاعبه المغربي، صلاح الدين مصدق، من طرف واحد. جاء هذا القرار بعدما لم يتمكن اللاعب من الحصول على مستحقاته المتأخرة، الأمر الذي منحه الحق القانوني في فسخ العقد. هذه الخطوة تضع النادي في موقف محرج، وتثير تساؤلات حول قدرته على الوفاء بالتزاماته المالية تجاه اللاعبين.
تداعيات فسخ العقد
يعني فسخ عقد مصدق خسارة النادي للاعب موهوب، وقد يؤثر ذلك على أداء الفريق في الفترة القادمة. إضافة إلى ذلك، قد يفتح هذا الباب أمام لاعبين آخرين للمطالبة بحقوقهم وفسخ عقودهم، مما يزيد من الأزمات التي تواجه النادي. ويرى مراقبون أن هذه الأزمة تعكس حالة الإهمال المالي التي يعاني منها الزمالك.
تمرد المهدي سليمان وتصاعد المشاكل الداخلية
تصاعدت المشاكل الداخلية في الزمالك مع قرار المدير الرياضي، جون إدوارد، بإحالة حارس المرمى، المهدي سليمان، للتحقيق بسبب تمرده وغيابه عن تدريبات الفريق والمعسكر الأخير دون إذن. وأتى هذا الغياب بالتزامن مع استعداد الفريق لمواجهة كايزر تشيفز في بطولة الكونفدرالية الأفريقية. يُرجع سليمان تصرفه إلى شعوره بالإحباط بسبب عدم مشاركته في المباريات، إلا أن الإدارة اعتبرت ذلك مخالفة تأديبية تستدعي المساءلة. تأتي هذه الواقعة لتضاف إلى سلسلة المشاكل التي تهدد استقرار الفريق وتركيزه.
أسباب غياب المهدي سليمان
أكدت مصادر مقربة من اللاعب أن المهدي سليمان كان يعتزم السفر مع الفريق إلى جنوب أفريقيا، لكنه قرر الانسحاب في اللحظة الأخيرة احتجاجاً على استمراره في الجلوس على مقاعد البدلاء. ويرى اللاعب أن لديه القدرة على المساهمة في تحقيق نتائج إيجابية للفريق، إلا أن المدرب يفضل الاعتماد على حراس مرمى آخرين. هذا الوضع أثار غضب سليمان، الذي شعر بأنه مهمش وغير مُقدر.
الوضع الحالي في الزمالك يتطلب تدخلًا عاجلاً من الجهات المسؤولة، بالإضافة إلى تكاتف جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات. من المتوقع أن يعقد مجلس الإدارة اجتماعًا خلال الأيام القادمة لمناقشة هذه الملفات، واتخاذ القرارات المناسبة. كما يجب على النادي العمل على تحسين علاقته مع فيفا والالتزام بسداد الديون المستحقة لتجنب المزيد من العقوبات في المستقبل. علاوة على ذلك، يجب معالجة المشاكل الداخلية في الفريق، والتواصل مع اللاعبين لحل خلافاتهم وتوفير بيئة صحية تساعدهم على تقديم أفضل مستوياتهم. الاستقرار المالي والإداري يمثلان حجر الزاوية لعودة الزمالك إلى مساره الصحيح وتحقيق طموحات جماهيره.
