ترمب يكشف خطة لإبطال توجيهات بايدن الموقعة عبر القلم الآلي

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته إلغاء جميع الوثائق التي وقعها الرئيس الحالي جو بايدن باستخدام القلم الآلي، في خطوة تهدف إلى تقويض إرث سلفه. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد حدة الانتقادات التي يوجهها ترامب لإدارة بايدن، وتحديداً فيما يتعلق بطريقة تعامله مع السلطة التنفيذية. وقد أثار هذا القرار تساؤلات حول الجدوى القانونية والإجرائية لمثل هذه الخطوة.
الجدل حول استخدام بايدن للقلم الآلي بدأ منذ فترة، حيث اتهمه ترامب بتفويض صلاحياته بشكل غير مباشر من خلال الاعتماد على هذه التقنية في توقيع الوثائق الرسمية. ويزعم ترامب أن استخدام القلم الآلي يتطلب موافقة صريحة من الرئيس، وأن بايدن لم يكن يمارس سلطاته بشكل كامل خلال الفترة التي استُخدم فيها هذا الجهاز.
الخلاف حول استخدام القلم الآلي: تفاصيل وتداعيات
وفقًا لترامب، فإن حوالي 92% من الوثائق التي وقعها بايدن كانت باستخدام القلم الآلي. وقد لوح ترامب بإمكانية توجيه تهم الحنث باليمين لبايدن إذا أصر على أنه وافق على استخدام هذا الجهاز الميكانيكي. ويرى ترامب أن هذا الاستخدام غير القانوني للقلم الآلي يشكك في أهلية بايدن لرئاسة البلاد.
تاريخ استخدام الأقلام الآلية في الرئاسة الأمريكية
على الرغم من الجدل الحالي، فإن استخدام الأقلام الآلية ليس جديدًا في البيت الأبيض. يعود تاريخ استخدام هذه الأجهزة إلى أربعينيات القرن الماضي، وتحديداً في عهد الرئيس هاري ترومان. وقد استخدمها رؤساء أمريكيون آخرون لتسريع عملية توقيع الوثائق وتسهيلها. ومع ذلك، فإن ترامب يرى أن استخدامها من قبل بايدن يمثل تجاوزًا للسلطة.
ردود الفعل الأولية والتحديات القانونية المحتملة
لم يصدر حتى الآن رد رسمي من إدارة بايدن على إعلان ترامب. ومع ذلك، يتوقع المراقبون أن تواجه هذه الخطوة تحديات قانونية كبيرة. من غير الواضح كيف يمكن لترامب إلغاء أوامر بايدن السابقة بشكل قانوني، أو كيف ستتعامل الوكالات الفيدرالية مع هذا القرار. قد يلجأ بايدن إلى القضاء للطعن في هذا الإجراء، بحسب المحللين القانونيين.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أصدر الجمهوريون في مجلس النواب تقريرًا سابقًا هذا العام ينتقد استخدام بايدن للقلم الآلي، معتبرين أنه دليل على تدهور قدراته الذهنية. وقد أثار هذا التقرير جدلاً واسعًا، حيث اتهمه الديمقراطيون بأنه محاولة سياسية لتشويه سمعة بايدن.
في سياق متصل، قام ترامب ببعض الإجراءات الرمزية للتعبير عن رفضه لاستخدام بايدن للقلم الآلي. فقد أطلق مزحة حول العفو الذي منحه بايدن لزوج من ديوك الرومي في عيد الشكر، معتبرًا إياه “باطلاً ولاغياً” بسبب توقيعه بالقلم الآلي. كما استبدل صورة بايدن في “ممشى الرؤساء” داخل البيت الأبيض بصورة لقلم آلي يوقع وثيقة.
تصعيد الهجوم السياسي
يأتي إعلان ترامب في إطار تصعيد مستمر لهجومه السياسي ضد بايدن. فمنذ توليه منصبه في يناير، لم يتوقف ترامب عن انتقاد سياسات بايدن، واتهامه بالفشل في إدارة البلاد. ويعتبر هذا الهجوم جزءًا من استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يسعى إلى استعادة منصبه في البيت الأبيض.
الوضع السياسي الحالي يتسم بالتوتر والانقسام، حيث يشهد المجتمع الأمريكي استقطابًا حادًا بين أنصار ترامب وأنصار بايدن. ويتوقع المراقبون أن يستمر هذا التوتر في التصاعد خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
الجدل الدائر حول القلم الآلي يمثل جزءًا من هذا الصراع السياسي الأوسع. ففي حين يرى ترامب أنه رمز لتفويض السلطة وتقويض الرئاسة، يرى بايدن وأنصاره أنه مجرد أداة لتسهيل عملية توقيع الوثائق.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات جديدة في هذا الملف. سيكون من المهم متابعة رد فعل إدارة بايدن، والتحديات القانونية التي قد تواجهها خطوة ترامب. كما سيكون من المهم مراقبة تأثير هذا الجدل على الرأي العام، والاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سينجح في إلغاء أوامر بايدن السابقة. ومع ذلك، فإن هذا الإعلان يمثل تصعيدًا كبيرًا في هجومه السياسي ضد بايدن، ويؤكد عزمه على مواصلة معركته ضد إرث سلفه.

