أظهر قطاع السينما في المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً في النصف الأول من عام 2025، حيث تصدر الربع الثاني من العام إيرادات شباك التذاكر السعودي محققاً رقماً قياسياً بلغ 311.9 مليون ريال (83.2 مليون دولار). يعكس هذا الأداء القوي استمرار الاهتمام المتزايد بالترفيه السينمائي في المملكة، وتأثير العوامل الموسمية، بالإضافة إلى تنوع العروض السينمائية التي تجذب مختلف شرائح الجمهور. هذا النجاح يعزز مكانة المملكة كوجهة صاعدة في صناعة السينما على مستوى المنطقة.
الربع الثاني 2025: ذروة إيرادات شباك التذاكر السعودي
شهد الربع الثاني من عام 2025 أداءً استثنائياً في شباك التذاكر السعودي، متجاوزاً التوقعات ومسجلاً أعلى إيرادات سنوية. بدأت الإيرادات في شهر أبريل بـ 94.7 مليون ريال (25.3 مليون دولار)، ثم ارتفعت بشكل ملحوظ في شهر مايو لتصل إلى 98.7 مليون ريال (26.3 مليون دولار). وبلغت ذروتها في شهر يونيو، حيث حققت إيرادات بقيمة 118.5 مليون ريال (31.6 مليون دولار)، مما جعلها أعلى شهر في الربع على الإطلاق.
العوامل المساهمة في هذا النمو
يعزى هذا النمو القوي إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، تزامن الربع الثاني مع بداية الإجازات الصيفية، مما أدى إلى زيادة أعداد الزوار لدور السينما. ثانياً، ساهمت العروض السينمائية المميزة، وخاصة فيلم “فورمولا 1” الذي حقق نجاحاً كبيراً بفضل شعبية نجمه الأمريكي براد بيت، في جذب الجمهور. وأخيراً، يعكس هذا الأداء أيضاً الاستثمار المتزايد في قطاع السينما في المملكة، وتوسع شبكة دور العرض.
أداء الربع الثالث: استمرار الزخم مع أفلام الصيف
حافظ قطاع السينما على زخمه في الربع الثالث من عام 2025، محققاً إيرادات إجمالية بلغت 296.5 مليون ريال (79 مليون دولار). استفاد هذا الربع بشكل كبير من استمرار الموسم الصيفي، وتقديم مجموعة متنوعة من الأفلام التي تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية.
تفاصيل إيرادات الربع الثالث
بلغت إيرادات شهر يوليو 137 مليون ريال (36.5 مليون دولار)، مما يدل على استمرار الإقبال على دور السينما خلال ذروة الصيف. ومع ذلك، شهدت الإيرادات تراجعاً طفيفاً في شهري أغسطس وسبتمبر، حيث بلغت 90.9 مليون ريال (24.2 مليون دولار) و 68.6 مليون ريال (18.3 مليون دولار) على التوالي. هذا التراجع يعتبر طبيعياً بعد انتهاء ذروة الموسم الصيفي.
الربع الأول: بداية واعدة لعام 2025
على الرغم من أن الربع الأول لم يحقق نفس مستويات الإيرادات التي حققها الربع الثاني والثالث، إلا أنه سجل أداءً جيداً بلغ 136.2 مليون ريال (36.3 مليون دولار). بدأت السنة بداية قوية بفضل استمرار عروض بعض الأفلام الناجحة من العام السابق، مثل “هوبال” و”الهنا اللي أنا فيه”.
تفاصيل إيرادات الربع الأول
بلغت إيرادات شهر يناير 82.9 مليون ريال (22.1 مليون دولار)، ثم انخفضت في شهر فبراير إلى 38.3 مليون ريال (10.2 مليون دولار). وشهد شهر مارس أدنى إيرادات في العام، حيث بلغت 15 مليون ريال (4 ملايين دولار). هذا الانخفاض قد يعزى إلى قلة الإصدارات السينمائية الجديدة خلال هذا الشهر.
النصف الأول من 2025: أرقام قياسية وحضور قوي للأفلام المحلية
بشكل عام، حقق النصف الأول من عام 2025 أداءً ممتازاً، حيث بلغت إيرادات شباك التذاكر السعودي 448.1 مليون ريال (119.5 مليون دولار)، مع بيع 9.1 ملايين تذكرة في مختلف المدن السعودية. يعكس هذا الرقم اهتماماً متزايداً بالسينما السعودية، وحضوراً قوياً للأفلام المحلية في صناعة السينما السعودية.
دور توسع دور العرض في النمو
لعب توسع شبكة دور العرض دوراً حاسماً في هذا النمو. فقد ارتفع عدد دور العرض في المملكة إلى 65 داراً تضم 635 شاشة في 20 مدينة. هذا التوسع ساهم في زيادة القدرة الاستيعابية لقطاع السينما، وتوفير المزيد من الخيارات للجمهور.
الأفلام المحلية تتصدر المشهد
شهد النصف الأول من عام 2025 أيضاً حضوراً بارزاً للأفلام المحلية، التي لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور. تصدر فيلم “شباب البومب 2” قائمة الإيرادات، تلاه “هوبال”، ثم “إسعاف”، و”فخر السويدي”. هذا النجاح يؤكد على قدرة صناعة السينما السعودية على إنتاج أفلام عالية الجودة تجذب الجمهور المحلي.
مستقبل السينما السعودية
تشير هذه الأرقام إلى مستقبل واعد لقطاع السينما في المملكة العربية السعودية. مع استمرار الاستثمار في البنية التحتية، وتنوع العروض السينمائية، ودعم الأفلام المحلية، من المتوقع أن يشهد شباك التذاكر السعودي المزيد من النمو والازدهار في السنوات القادمة. من المهم متابعة التطورات في هذا القطاع، وتحليل العوامل التي تؤثر على إيرادات شباك التذاكر السعودي، لضمان استمرار النجاح. نتوقع أيضاً زيادة في الإنتاجات السينمائية المحلية، مما سيعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للترفيه السينمائي.
