تأثير التلوث على القلب والدماغ والرئة

كشفت دراسة حديثة عن تأثير سلبي محتمل للتلوث على الفوائد الصحية لممارسة التمارين الرياضية، مما يثير تساؤلات حول فعالية النشاط البدني في المناطق ذات جودة الهواء المتدنية. وأظهرت الأبحاث أن التعرض لمستويات عالية من الملوثات قد يقلل من المكاسب الصحية المرتبطة بالرياضة، بما في ذلك تحسين صحة القلب والأوعية الدموية والصحة النفسية.
أجريت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في نهاية نوفمبر 2025، من قبل باحثين في جامعة كوليدج لندن، وشملت تحليل بيانات أكثر من 1.5 مليون شخص بالغ من خمسة دول: المملكة المتحدة، وتايوان، والصين، والدنمارك، والولايات المتحدة. وقد تم تتبع المشاركين لأكثر من عقد من الزمن لتقييم العلاقة بين النشاط البدني وجودة الهواء.
التمارين الرياضية والتلوث: تأثير على الصحة
وفقًا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يمارسون ما لا يقل عن ساعتين ونصف من التمارين الأسبوعية المعتدلة إلى الشديدة يقل لديهم خطر الوفاة بنسبة 30% مقارنة بالأفراد الأقل نشاطًا. ومع ذلك، انخفضت هذه النسبة بشكل ملحوظ لدى أولئك الذين يعيشون في مناطق تتجاوز فيها مستويات التلوث 25 ميكروجرام من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) لكل متر مكعب، لتصل إلى ما بين 12 و 15 بالمائة فقط.
الجسيمات الدقيقة PM2.5، وهي ملوثات هوائية دقيقة للغاية، قادرة على اختراق الرئتين والدخول إلى مجرى الدم، مما يشكل خطرًا على الصحة. وتشير النتائج إلى أن الفوائد الصحية للرياضة تتضاءل بشكل أكبر في المناطق ذات مستويات التلوث الأعلى. فعندما تتجاوز مستويات PM2.5 حاجز 35 ميكروجرام لكل متر مكعب، تصبح فوائد ممارسة الرياضة في خفض خطر الإصابة بالسرطان أقل وضوحًا.
توزيع التلوث عالميًا
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 46% من سكان العالم يعيشون في مناطق تتجاوز فيها مستويات التلوث 25 ميكروجرام، بينما يعيش 36% في مناطق يرتفع فيها المتوسط السنوي للجسيمات الدقيقة فوق 35 ميكروجرام لكل متر مكعب. هذه الأرقام تؤكد الحاجة الملحة لمعالجة مشكلة تلوث الهواء على نطاق عالمي.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن هناك علاقة بين التعرض للتلوث وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، وحتى بعض أنواع السرطان. وتؤكد هذه النتائج على أهمية جودة الهواء كعامل مؤثر في الصحة العامة.
نصائح لتقليل المخاطر
يوصي الباحثون باتخاذ بعض الاحتياطات لتقليل المخاطر المرتبطة بممارسة الرياضة في المناطق الملوثة. ويشمل ذلك التحقق من مستويات جودة الهواء قبل ممارسة النشاط البدني، واختيار مسارات أقل تلوثًا، والحد من ممارسة الرياضة في الأيام التي ترتفع فيها مستويات الجسيمات الدقيقة. كما يوصون بالتركيز على النشاط البدني في الأماكن المغلقة خلال فترات الذروة في التلوث.
على الرغم من أن الهواء السام قد يعيق بعض فوائد ممارسة الرياضة، إلا أنه لا يلغيها تمامًا. فالنشاط البدني يظل ضروريًا للحفاظ على صحة جيدة، ولكن يجب ممارسته بحذر في المناطق الملوثة.
اقرأ أيضا:
عادة شائعة تسبب ضيق في التنفس طوال اليوم.. احذرها
“تظهر في البراز”.. 5 علامات مبكرة لسرطان القولون والمستقيم
بعد ارتفاع الحوادث.. 13 علامة تكشف تعرض الطفل لاعتداء جنسي
لماذا يظل ضغط الدم مرتفعا رغم تقليل الملح؟ إليك السبب الخفي
عادة يومية قد تخفض ضغط الدم بسهولة.. لاتفوتك
من المتوقع أن تستمر الأبحاث في هذا المجال لتقييم تأثير أنواع مختلفة من الملوثات على الفوائد الصحية للرياضة، وتحديد أفضل الاستراتيجيات لتقليل المخاطر. من المرجح أن تصدر توصيات إضافية من قبل المنظمات الصحية العالمية في المستقبل القريب، مع التركيز على أهمية جودة الهواء كعامل أساسي في تعزيز الصحة العامة.

