أعراض تشير إلى الإصابة بسرطان القولون

في السنوات الأخيرة، بدأنا نشهد ارتفاعًا مقلقًا في حالات سرطان القولون والمستقيم، ولم يعد هذا المرض حكرًا على كبار السن. بل أصبح يهدد الشباب أيضًا بمعدلات متزايدة. تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في الإصابات بين المراهقين والبالغين الصغار، مما يجعل الكشف المبكر عن الأعراض أمرًا بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح. يستعرض هذا المقال أهم العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها، وكيف يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تحسين فرص العلاج.
ما هو سرطان القولون والمستقيم؟
سرطان القولون والمستقيم هو نمو غير طبيعي للخلايا في القولون أو المستقيم، وهما جزءان من الجهاز الهضمي. يبدأ هذا النوع من السرطان عادةً كأورم حميد (غير سرطاني) يسمى سُلْيلة، والتي يمكن أن تتحول إلى سرطان بمرور الوقت. تتعدد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، بما في ذلك التقدم في العمر، الوراثة، وجود طفرات جينية معينة، أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية وأنماط الحياة غير الصحية. من المهم فهم هذه العوامل لتقييم المخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
خمس علامات تحذيرية لسرطان القولون والمستقيم لا يجب تجاهلها
أكد الدكتور سوراب سيثي، استشاري الجهاز الهضمي، على وجود خمس علامات رئيسية قد تشير إلى الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. إليك تفصيل لهذه العلامات وأهمية الانتباه إليها:
1. وجود دم في البراز
يعتبر ظهور الدم في البراز من أكثر الأعراض شيوعًا التي يجب أخذها على محمل الجد. قد يدل هذا النزيف، سواء كان واضحًا أو مخفيًا، على وجود مشكلة في القولون أو المستقيم، بما في ذلك سرطان القولون. يجب الانتباه إلى أي تغيير في لون البراز، مثل اللون الداكن أو وجود بقع دموية، وأيضًا إلى ظهور الدم على ورق التواليت بعد التبرز. لا تتردد في استشارة الطبيب فورًا في حالة ملاحظة أي من هذه الأعراض.
2. تغيير في شكل أو حجم البراز
أي تغيير ملحوظ في نمط التبرز، من حيث الشكل أو الحجم، قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة في القولون. كما ذكر الدكتور سيثي، يمكن أن يشير هذا التغيير إلى تضيق في القولون، والذي قد يكون ناتجًا عن ورم. إذا لاحظت أن البراز أصبح أكثر نحافة من المعتاد، أو أن هناك صعوبة في التبرز، يجب عليك مراجعة الطبيب لاستبعاد أي احتمال للإصابة بالمرض.
3. ألم البطن المزمن
الألم المستمر في البطن، والذي لا يزول بالعلاجات التقليدية، هو عرض آخر يجب الانتباه إليه. قد يكون الألم على شكل تقلصات، انتفاخ، أو شعور عام بالانزعاج. إذا استمر الألم لفترة طويلة، أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو التعب، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب وعلاجه. قد يكون هذا الألم مرتبطًا بأورام القولون أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.
4. فقدان الوزن غير المقصود
فقدان الوزن بشكل غير مبرر، دون اتباع نظام غذائي خاص أو ممارسة الرياضة بشكل مكثف، يمكن أن يكون علامة تحذيرية على العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم. إذا لاحظت انخفاضًا في وزنك دون سبب واضح، يجب عليك التحدث إلى طبيبك لمعرفة السبب المحتمل.
5. فقر الدم الناجم عن نقص الحديد
يمكن أن يكون فقر الدم الناتج عن نقص الحديد عرضًا خفيًا لسرطان القولون. غالبًا ما لا يظهر هذا العرض بشكل واضح حتى يتم اكتشافه من خلال فحوصات الدم الروتينية. يمكن أن تنزف أورام القولون ببطء وبشكل مستمر، مما يؤدي إلى نقص الحديد في الجسم. وأشار الدكتور سيثي إلى أن فقر الدم قد يحدث حتى في حالة عدم وجود نزيف واضح.
أهمية الكشف المبكر وعلاجات سرطان القولون
على الرغم من أن ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إلا أنه من الضروري عدم التهاون بها واستشارة الطبيب على الفور. يمكن للكشف المبكر أن يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح، حيث يمكن التدخل في مراحل مبكرة من المرض قبل انتشاره. تشمل خيارات العلاج الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي، وغالبًا ما يتم استخدام مزيج من هذه الطرق لتحقيق أفضل النتائج.
الوقاية من سرطان القولون والمستقيم
بالإضافة إلى الكشف المبكر، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وتشمل هذه الإجراءات:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والألياف.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تجنب التدخين والإفراط في تناول الكحول.
- إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن سرطان القولون، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.
في الختام، مع الارتفاع المقلق في حالات سرطان القولون والمستقيم، وخاصة بين الشباب، يصبح الوعي بالعلامات التحذيرية والكشف المبكر أمرًا ضروريًا. لا تتردد في استشارة طبيبك إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، واتخذ خطوات وقائية للحفاظ على صحة جهازك الهضمي. الصحة أمانة، والتشخيص المبكر قد يكون العامل الحاسم في رحلة العلاج والشفاء.

