تحت رعاية خادم الحرمين.. الرياض تستضيف المؤتمر الدولي لسوق العمل في نسخته الثالثة يناير المقبل

يشهد قطاع العمل في المملكة العربية السعودية تطورات متسارعة، وتأكيدًا على هذا المسار، تستعد الرياض لاستضافة حدث عالمي هام. تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ستكون العاصمة السعودية مركزًا للخبراء والمهتمين بمستقبل العمل خلال المؤتمر الدولي لسوق العمل (GLMC) في نسخته الثالثة. هذا الحدث، الذي تنظمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمقرر عقده في الفترة من 26 إلى 27 يناير 2026 في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، يمثل منصة حيوية لمناقشة التحديات والفرص التي تشكل عالمنا المهني.
أهمية استضافة المملكة للمؤتمر الدولي لسوق العمل
إن اختيار الرياض لاستضافة المؤتمر الدولي لسوق العمل ليس محض صدفة. يعكس هذا القرار رؤية المملكة الطموحة 2030، والتي تضع تطوير رأس المال البشري وتعزيز فرص العمل في صميم أهدافها. تعتبر المملكة العربية السعودية قوة اقتصادية صاعدة، وتسعى باستمرار إلى جذب الاستثمارات وتعزيز الابتكار، وهو ما يتطلب قوة عاملة مؤهلة ومرنة قادرة على التكيف مع المتغيرات.
سعي المملكة لتنويع مصادر الدخل
تأتي استضافة هذا المؤتمر في سياق جهود المملكة الحثيثة لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط. يتطلب هذا التحول تطوير قطاعات جديدة، وخلق فرص عمل متنوعة، وتعزيز مهارات القوى العاملة لتلبية احتياجات هذه القطاعات. تطوير سوق العمل هو عنصر أساسي في هذه المعادلة، والمؤتمر الدولي يمثل فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الرائدة في هذا المجال.
محاور وفعاليات المؤتمر الدولي لسوق العمل 2026
من المتوقع أن يغطي المؤتمر الدولي لسوق العمل مجموعة واسعة من المحاور الهامة التي تهم العاملين وأصحاب العمل على حد سواء. تشمل هذه المحاور مستقبل الوظائف، وتأثير التكنولوجيا على سوق العمل، وتطوير المهارات اللازمة للنجاح في العصر الرقمي، بالإضافة إلى قضايا مثل ريادة الأعمال، والعمل عن بعد، والمرونة في العمل.
التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
من أبرز المواضيع التي سيتم التركيز عليها خلال المؤتمر هو دور التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تغيير طبيعة العمل. سيتم استعراض أحدث التقنيات التي يمكن أن تساعد في تحسين الإنتاجية، وخلق فرص عمل جديدة، وتطوير مهارات العاملين. كما سيتم مناقشة التحديات التي تفرضها هذه التقنيات، مثل الحاجة إلى إعادة تدريب العمالة، وضمان العدالة في سوق العمل.
ورش عمل وجلسات حوارية تفاعلية
بالإضافة إلى الجلسات الرئيسية التي ستلقى فيها كلمات من قبل قادة الفكر والخبراء في مجال العمل، سيتضمن المؤتمر أيضًا ورش عمل وجلسات حوارية تفاعلية تتيح للمشاركين فرصة التعلم من تجارب الآخرين، وتبادل الأفكار، وبناء شبكات علاقات مهنية. هذه الفعاليات ستساهم في إثراء النقاشات، وتقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه سوق العمل.
الوزارة تسعى لتعزيز الكفاءات الوطنية
تؤكد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على أهمية الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة عمل جاذبة ومحفزة. من خلال تنظيم المؤتمر الدولي لسوق العمل، تسعى الوزارة إلى استقطاب أفضل الممارسات العالمية، وتطبيقها في المملكة، بهدف تحقيق رؤية 2030 في مجال تطوير رأس المال البشري.
دور المؤتمر في جذب الاستثمارات الأجنبية
لا يقتصر دور المؤتمر على تطوير الكفاءات الوطنية، بل يمتد ليشمل جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة. من خلال عرض الفرص المتاحة في سوق العمل السعودي، والترويج لبيئة الأعمال الجاذبة، يمكن للمؤتمر أن يلعب دورًا هامًا في زيادة التدفقات الاستثمارية، وخلق المزيد من فرص العمل. فرص العمل في السعودية تتزايد بشكل ملحوظ، والمؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على هذه الفرص.
توقعات لمخرجات المؤتمر الدولي لسوق العمل
من المتوقع أن يسفر المؤتمر الدولي لسوق العمل عن مجموعة من المخرجات الهامة التي ستساهم في تطوير قطاع العمل في المملكة. تشمل هذه المخرجات توصيات وسياسات جديدة تهدف إلى تحسين بيئة العمل، وتعزيز مهارات القوى العاملة، وزيادة فرص العمل، بالإضافة إلى اتفاقيات شراكة بين القطاعين العام والخاص.
تعزيز التعاون الدولي في مجال العمل
يهدف المؤتمر أيضًا إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال العمل، وتبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأخرى. من خلال بناء شبكات علاقات مهنية بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم، يمكن للمؤتمر أن يساهم في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه سوق العمل العالمي. التعاون الدولي هو مفتاح النجاح في مواجهة هذه التحديات.
في الختام، يمثل المؤتمر الدولي لسوق العمل (GLMC) حدثًا بالغ الأهمية للمملكة العربية السعودية، وللعالم بأسره. إنه فرصة للاجتماع وتبادل الأفكار، والعمل معًا من أجل بناء مستقبل عمل أفضل للجميع. ندعو جميع المهتمين بمجال العمل إلى متابعة فعاليات المؤتمر، والمشاركة في النقاشات، والاستفادة من الفرص التي يوفرها. يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للحصول على المزيد من المعلومات حول المؤتمر، والتسجيل فيه.

