أطلق مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في اليمن خطة طوارئ جديدة تهدف إلى تعزيز برامج **الأمن الغذائي** في البلاد، وذلك في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة التي يعاني منها اليمن. تأتي هذه الخطة استجابةً لتدهور الوضع الغذائي وتصاعد الاحتياجات، وتسعى إلى الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الدعم اللازم لهم. تم الإعلان عن الخطة في صنعاء يوم الأحد الموافق 26 مايو 2024، وستمتد على مدار العام الحالي.
تستهدف الخطة الجديدة، التي تم تطويرها بالتعاون مع الجهات الحكومية اليمنية والمنظمات الدولية الأخرى، معالجة الأسباب الجذرية لعدم **الأمن الغذائي** في اليمن، بما في ذلك النزاع المستمر، والتدهور الاقتصادي، وتغير المناخ. وتركز على تحسين إنتاج الغذاء المحلي، وتعزيز القدرة على الصمود لدى المجتمعات المتضررة، وتوفير المساعدات الغذائية الطارئة.
خطة الفاو الطارئة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن
تأتي هذه الخطة في وقت حرج بالنسبة لليمن، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من نصف السكان يعانون من انعدام **الأمن الغذائي** الحاد. وقد أدى النزاع المستمر منذ عام 2015 إلى تدمير البنية التحتية الزراعية، وتعطيل سلاسل الإمداد الغذائي، وتشريد الملايين من الأشخاص.
أهداف الخطة ومكوناتها الرئيسية
تتضمن خطة الفاو الطارئة عدة مكونات رئيسية تهدف إلى تحقيق **الأمن الغذائي** المستدام في اليمن. وتشمل هذه المكونات:
- تعزيز الإنتاج الزراعي: من خلال توفير البذور المحسنة، والأسمدة، والمعدات الزراعية للمزارعين، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والتدريب.
- تحسين إدارة المياه: من خلال بناء وتأهيل أنظمة الري، وتعزيز ممارسات الحفاظ على المياه، وتوفير المياه النظيفة للشرب والزراعة.
- دعم الثروة الحيوانية: من خلال توفير الأعلاف، والأدوية البيطرية، والخدمات الصحية للحيوانات، بالإضافة إلى دعم مربي الثروة الحيوانية.
- توفير المساعدات الغذائية الطارئة: من خلال توزيع المواد الغذائية على الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن.
بالإضافة إلى ذلك، تولي الخطة اهتماماً خاصاً بتعزيز القدرة على الصمود لدى المجتمعات المتضررة من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص العمل، وتعزيز المهارات المهنية.
التحديات التي تواجه تنفيذ الخطة
على الرغم من أهمية خطة الفاو الطارئة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي قد تعيق تنفيذها. وتشمل هذه التحديات:
الوضع الأمني المتدهور: يحد من قدرة الفاو والمنظمات الأخرى على الوصول إلى المناطق المتضررة وتوفير المساعدات للمحتاجين.
نقص التمويل: تحتاج الخطة إلى تمويل كبير لتنفيذ جميع مكوناتها، ولكن التمويل المتاح حالياً غير كافٍ.
القيود اللوجستية: تتعقد عملية نقل المواد الغذائية والمعدات الزراعية إلى اليمن بسبب القيود المفروضة على الموانئ والمطارات.
تدهور البنية التحتية: أدى النزاع إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية الزراعية والمائية، مما يعيق جهود الإنتاج الغذائي.
ومع ذلك، أكدت الفاو على التزامها بالعمل مع الشركاء اليمنيين والدوليين للتغلب على هذه التحديات وتنفيذ الخطة بنجاح.
الوضع الإنساني وارتفاع معدلات سوء التغذية
يعاني اليمن من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. وقد أدى النزاع المستمر إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتدهور الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم.
سوء التغذية يمثل تحدياً كبيراً في اليمن، حيث يعاني أكثر من 2.3 مليون طفل من سوء التغذية الحاد. وتشير التقارير إلى أن سوء التغذية يساهم في ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال.
الوضع الاقتصادي في اليمن متدهور للغاية، حيث انخفض قيمة العملة المحلية بشكل كبير، وارتفعت أسعار المواد الغذائية. وقد أدى ذلك إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطنين وزيادة معدلات الفقر.
الاعتماد على المساعدات الخارجية يزداد في اليمن، حيث يعتمد أكثر من 70% من السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الزراعة اليمنية عن دعمها الكامل لخطة الفاو، مؤكدةً على أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق **الأمن الغذائي** في البلاد.
من المتوقع أن تقدم الفاو تقريراً مفصلاً عن التقدم المحرز في تنفيذ الخطة في نهاية الربع الثالث من عام 2024. وستراقب المنظمات الدولية عن كثب الوضع الإنساني في اليمن، وتقييم الاحتياجات المتغيرة، وتعديل الاستراتيجيات وفقاً لذلك. يبقى الوضع في اليمن هشاً وغير مؤكد، ويتطلب جهوداً متواصلة من جميع الأطراف المعنية لمعالجة الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار والازدهار.
