أطعمة أساسية لاستعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء ودعم الصحة الهضمية

أكد خبراء التغذية أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لاستعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما يلقي الضوء على العلاقة الوثيقة بين ما نأكله وصحة الجهاز الهضمي والمناعة العامة للجسم. تُظهر الأبحاث المتزايدة الدور المحوري الذي يلعبه هذا النظام البيئي المعقد داخل الأمعاء في تنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية. وقد تم تقديم هذه الآراء في 2 ديسمبر 2025، من قبل الدكتورة مارينا كوزنيتسوفا والدكتور ألكسندر إيفانوف.
أشارت الدكتورة مارينا كوزنيتسوفا إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء. هذا التنوع ضروري لوظيفة صحية للميكروبيوم، مما يقلل من الالتهابات ويعزز استجابة الجهاز المناعي بشكل فعال. وتؤكد على أن هذا الأمر ليس مجرد توصية غذائية، بل هو استثمار في الصحة الشاملة.
أهمية الألياف والبريبايوتيك في دعم ميكروبيوم الأمعاء
وفقًا للدكتورة مارينا، يجب أن يركز النظام الغذائي الأمثل على الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الشوفان والحنطة السوداء. بالإضافة إلى ذلك، يجب تضمين مصادر طبيعية للبريبايوتيك، وهي مركبات غذائية تعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء. تشمل الأمثلة الجيدة على البريبايوتيك البصل والثوم والتفاح والموز.
تضيف كوزنيتسوفا، “عندما يكون ميكروبيوم الأمعاء في حالة جيدة، نلاحظ تحسنًا في وظائف الدماغ والمزاج العام. العديد من المرضى أبلغوا عن شعورهم بتحسن ملحوظ بعد فترة قصيرة من اتباع نظام غذائي صحي، حيث بدأت أعراض التعب المزمن والتهيج في التلاشي.”
يرتبط صحة الأمعاء ارتباطًا وثيقًا بمحور الأمعاء والدماغ، وهو نظام معقد من الاتصالات ثنائية الاتجاه بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي. و بالتالي، فإن الضرر الذي يلحق بميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية.
تأثير الأدوية على توازن البكتيريا المعوية
في سياق متصل، حذر الدكتور ألكسندر إيفانوف، الأستاذ المشارك في قسم أمراض الجهاز الهضمي والتغذية بجامعة بيروغوف، من الاستخدام المفرط لأدوية علاج حرقة المعدة. وأوضح أن هذه الأدوية، على الرغم من فعاليتها في تخفيف الأعراض، قد تؤدي إلى خلل في توازن البكتيريا المعوية.
يُعتبر الإفراط في استخدام مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وهي أدوية شائعة تستخدم لعلاج الارتجاع المعدي المريئي، مصدر قلق خاص. بينما تعتبر الحرقة المزمنة عرضًا رئيسيًا لمرض الارتجاع المعدي المريئي، فإن أعراض الأمراض الأخرى المرتبطة بالحموضة غالبًا ما تكون متقطعة.
يؤكد الدكتور إيفانوف أن استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء بشكل عام، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بـالاضطرابات الهضمية وسوء الامتصاص.
تشير الإحصائيات الحديثة إلى ارتفاع معدلات استخدام أدوية علاج الحموضة في العديد من البلدان، مما يزيد من المخاوف بشأن الآثار الصحية طويلة المدى. ويدعو الخبراء إلى توخي الحذر والاعتماد على تغييرات نمط الحياة والتغذية كإجراءات أولية للتعامل مع حرقة المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بتأثير النظام الغذائي على الأمراض المناعية المزمنة، حيث يُعتقد أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورًا هامًا في تنظيم الاستجابة المناعية.
يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل إجراء أي تغييرات كبيرة على النظام الغذائي أو البدء في تناول أي مكملات غذائية، لضمان سلامة وفعالية هذه التغييرات.
تستمر الأبحاث حول ميكروبيوم الأمعاء في التوسع، ومن المتوقع أن تكشف عن المزيد من الأفكار حول علاقته بالصحة والمرض في السنوات القادمة. ستساعد هذه الاكتشافات في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تستهدف ميكروبيوم الأمعاء لتحسين الصحة العامة. من المقرّر نشر تقرير مفصل عن أحدث التطورات في هذا المجال في الربع الأول من عام 2026.
اقرا أيضا:
احذر.. 5 علامات لسرطان القولون لا تتجاهلها
وفاة الإعلامية هبة الزياد.. هل النظام الغذائي القاسي يؤدي إلى الموت؟
تظهر قبل النوم.. علامة في الساق تشير لمرض خطير
مشروب أخضر يحمي من السرطان وأمراض القلب.. تناوله صباحا
مخاطر تجاهل حصوات الكلى.. متى قد تصل لمرحلة الاستئصال؟

