غزيون على حافة الموت.. آلاف الأسر تعيش تحت أسقف مهددة بالانهيار | الخليج أونلاين

بعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، يواجه آلاف الفلسطينيين وضعاً إنسانياً كارثياً، حيث يضطرون للعيش في منازل آيلة للسقوط بسبب الدمار الهائل الذي لحق بها. هذا الخطر المحدق يهدد حياتهم بشكل يومي، خاصةً مع تكرر حوادث انهيار المباني وتزايد عدد الضحايا. ففي ظل غياب المأوى والحلول البديلة، يجد هؤلاء السكان أنفسهم أمام خيار لا يحمل إلا المخاطر، الأمر الذي يستدعي تحركاً عاجلاً ومسؤولاً من جميع الأطراف.
الوضع المأساوي: آلاف الفلسطينيين في انتظار الكارثة
تسببت الحرب الأخيرة في دمار واسع النطاق للبنية التحتية في قطاع غزة، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من السكان. ومع عودتهم إلى مناطقهم، يجد العديد منهم منازلهم مدمرة جزئياً أو كلياً، والبعض الآخر يكتفي بالإقامة في أجزاء قليلة متبقية، على الرغم من كونها منازل آيلة للسقوط. نور الدين جابر، أحد سكان حي الجلاء شمال غزة، يجسد هذه المعاناة، حيث يعيش مع أسرته في غرفة واحدة هي الناجية من منزله المدمر، خائفين من أي لحظة قد تشهد انهياراً.
الوضع ليس خاصاً بجابر وعائلته، بل هو واقع يعيشه آلاف الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع. يتفاقم الخطر مع استمرار عمليات النسف والهدم التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في المناطق الشرقية من غزة، مما يزيد من احتمالية انهيار المباني المتضررة.
تزايد حوادث انهيار المباني وسقوط الضحايا
شهدت غزة في الأسابيع الأخيرة العديد من الحوادث المأساوية المتعلقة بانهيار أجزاء من المنازل المدمرة. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابات عديدة نتيجة لهذه الانهيارات، بينما أكد جهاز الدفاع المدني وقوع شهداء جراء ذلك.
ووفقاً لإحصائيات الإعلام الحكومي في غزة، فقد دمرت الحرب أكثر من 90% من البنية التحتية المدنية و300 ألف وحدة سكنية. هذا الدمار الهائل يجعل البحث عن مأوى آمناً أمراً بالغ الصعوبة، ويدفع الكثيرين إلى المخاطرة بحياتهم من خلال العيش في منازل غير صالحة للسكن.
تحذيرات من الدفاع المدني والمهندسين
الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، دق ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني المتدهور، مؤكداً أن هناك العديد من المواطنين مضطرين للعيش في منازل مهددة بالانهيار. وأشار إلى أن الدفاع المدني وثق حالات استشهاد وإصابة نتيجة انهيار هذه المباني، على الرغم من التحذيرات المستمرة بضرورة إخلائها.
وقدر بصل عدد المنازل المهددة بالانهيار بالآلاف، مع التركيز على مدينة غزة وأحيائها المتضررة بشكل كبير، مثل التفاح والزيتون والرمال والزرقاء ومخيم الشاطئ. ويرجع هذا التدهور إلى القصف الإسرائيلي المكثف في تلك المناطق، بالإضافة إلى عمليات النسف والهدم.
من جهته، حذر المهندس المعماري الفلسطيني محمد حامد من خطورة العيش في المنازل المتضررة، مؤكداً أنها فقدت سلامتها الإنشائية والهندسية. وأوضح أن هذه المباني لم تعد قادرة على تحمل أي مؤثرات خارجية، حتى الطقس القاسي أو تسرب المياه قد يؤدي إلى انهيارها. كما شدد على أهمية إجراء تقييم هندسي دقيق قبل العودة إلى أي منزل متضرر، لتجنب وقوع حوادث مأساوية.
غياب المأوى والبدائل الآمنة
يعزو كل من بصل وحامد لجوء المواطنين إلى المنازل الآيلة للسقوط إلى غياب البدائل الآمنة. فالاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال الخيام والوحدات السكنية المتنقلة (الكرفانات) بكميات كافية لتلبية احتياجات السكان المتضررين. هذا الحصار يعمق الأزمة الإنسانية ويجبر العائلات على المخاطرة بحياتها من أجل الحصول على مأوى ولو كان مؤقتاً.
الحاجة إلى تدخل عاجل وخطط إعادة إعمار
إن الوضع الحالي يستدعي تحركاً عاجلاً من قبل جميع الأطراف المعنية. يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل الفوري لتوفير المأوى الآمن والمستدام لسكان غزة المتضررين. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة إلى خطط شاملة لإعادة إعمار القطاع، وتوفير الموارد اللازمة لإصلاح المنازل المدمرة وبناء وحدات سكنية جديدة.
إن عدم التدخل سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وزيادة عدد الضحايا. يجب أن يدرك العالم أن حياة آلاف الفلسطينيين معلقة بخيط رفيع، وأن توفير مأوى آمن لهم هو واجب إنساني وأخلاقي لا يمكن تجاهله. الاستمرار في البحث عن حلول طويلة الأمد، مثل توفير دعم مالي وتقني لإعادة الإعمار، إلى جانب الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار والسماح بدخول المواد اللازمة، أمر بالغ الأهمية لإنقاذ حياة هؤلاء السكان.
الكلمات المفتاحية الرئيسية: منازل آيلة للسقوط
الكلمات المفتاحية الثانوية: المنازل المدمرة، المأوى الآمن، إعادة إعمار غزة

