Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار التقنية

شاهد: روبوت يعيد تجميع اللوحات الجدارية الأثرية من بومبي

استطاع مشروع “ري بير” (RePAIR) استخدام أذرع روبوتية متطورة لإعادة تجميع وترميم قطع أثرية متكسرة من موقع بومبي الأثري في إيطاليا. يمثل هذا التقدم الملحوظ نقلة نوعية في مجال ترميم الآثار، حيث تجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات متقدمة في التعرف على الصور لتحقيق دقة وسرعة غير مسبوقة في عملية إعادة البناء. هذه التكنولوجيا الجديدة قد تُحدث ثورة في كيفية التعامل مع القطع الأثرية المتضررة في جميع أنحاء العالم.

تكنولوجيا مبتكرة لإعادة الحياة إلى بومبي

يعتمد مشروع “ري بير” على دمج تقنيات متعددة، بما في ذلك أنظمة الرؤية الحاسوبية المتقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات المعقدة، بالإضافة إلى أيدٍ روبوتية تتمتع بدقة فائقة. بدأ التعاون بين المشروع وجامعة كا فوسكاري في البندقية عام 2021، وأظهرت النتائج الأولية نجاحًا كبيرًا في معالجة القطع الأثرية المعقدة. يهدف المشروع إلى تسريع عملية ترميم الآثار التي قد تستغرق سنوات من العمل اليدوي الدقيق.

أكد غابرييل زوختريجل، مدير الموقع الأثري في بومبي، أن الفكرة الأساسية للمشروع نشأت من الحاجة الماسة لإعادة تجميع أجزاء من اللوحات الجدارية التي لحقت بها أضرار خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه اللوحات قد تعرضت بالفعل لأضرار أولية بسبب ثوران بركان بومبي القديم. هذه الظروف أدت إلى زيادة تعقيد عملية الترميم.

تحديات إعادة تجميع الجداريات

يركز الباحثون حاليًا على ترميم الجداريات المحفوظة في مخازن بومبي، بما في ذلك لوحتين سقفيتين كبيرتين تضررتا بشدة. وللحفاظ على سلامة القطع الأصلية، يقوم الفريق باختبار الأذرع الروبوتية على نسخ طبق الأصل من هذه الشظايا. يشبه الخبراء مهمة إعادة تجميع هذه اللوحات بحل أحجية صور مقطوعة ضخمة، لكن بدون وجود صورة مرجعية كاملة، بالإضافة إلى فقدان بعض القطع.

تعتبر عملية إعادة ترميم القطع الأثرية مهمة بالغة الحساسية تتطلب مهارات وخبرات متخصصة. إضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر فهمًا عميقًا للتاريخ والفن والثقافة المرتبطة بالقطع الأثرية. أصبح الذكاء الاصطناعي والأتمتة أدوات قيمة في مساعدة الخبراء في هذه العملية.

يُقدم هذا الروبوت حلاً لواحدة من أكبر المشاكل في مجال الحفاظ على التراث الأثري، وهي إعادة تجميع القطع المكسورة. تقليديًا، كانت هذه العملية تعتمد بشكل كبير على العمل اليدوي الذي يستغرق وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا. كما أن الاعتماد على العمل اليدوي يمكن أن يؤدي إلى أخطاء أو تلف إضافي للقطع الأثرية.

بالإضافة إلى ذلك، يمثل هذا المشروع خطوة مهمة في استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجال علم الآثار. فمن المتوقع أن يتم تطوير المزيد من التطبيقات المبتكرة لهذا النوع من التكنولوجيا في المستقبل القريب، مما سيساهم في حماية وتعزيز التراث الثقافي العالمي. قد تشمل هذه التطبيقات أيضًا التحليل الآلي للقطع الأثرية وتحديد أساليب التصنيع والتوثيق الرقمي الشامل للمواقع الأثرية.

مستقبل ترميم الآثار

من المرجح أن يتم توسيع نطاق المشروع ليشمل أنواعًا أخرى من القطع الأثرية المتضررة، مثل التماثيل والمنحوتات. كما يخطط الفريق البحثي لإجراء المزيد من التحسينات على الأذرع الروبوتية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لزيادة دقتها وكفاءتها. تهدف هذه الجهود إلى جعل ترميم الآثار عملية أسرع وأكثر فعالية وأقل تكلفة.

يُشير تقرير صادر عن الجامعة إلى أن النتائج الأولية للمشروع تبشر بالخير، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. من المتوقع أن يستغرق الأمر عدة سنوات لتطوير نظام كامل لإعادة ترميم الآثار يمكن استخدامه على نطاق واسع. وسيظل التقييم المستمر والتحسين جزءًا أساسيًا من هذه العملية.

في المستقبل القريب، من المتوقع نشر تقرير مفصل بنتائج المرحلة الأولى من المشروع، بالإضافة إلى خطط العمل للمراحل القادمة. يستأنف الفريق البحثي عمله في بداية عام 2026، مع التركيز على تطوير واجهات برمجية أكثر سهولة في الاستخدام لتمكين المزيد من الخبراء في هذا المجال من الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *