من المقرر عرض الفيلم الوثائقي الطويل “الحياة بعد سهام” الليلة، الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر، ضمن فعاليات مهرجان مراكش الدولي للفيلم في برنامج القارة الحادية عشر. ويأتي هذا العرض الأول للفيلم في المغرب العربي، بعد أن حقق نجاحاً كبيراً في مهرجاني القاهرة السينمائي الدولي وبانوراما الفيلم الأوروبي، حيث لاقى إقبالاً جماهيرياً ملحوظاً.
وقد تميز الفيلم بحضوره القوي في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث سجل عروضاً كاملة العدد ضمن فعاليات المهرجان. بالإضافة إلى ذلك، استقبل عرض الفيلم الأول في الدورة الـ 18 من بانوراما الفيلم الأوروبي، تحديداً في قاعة زاوية، جمهوراً غفيراً، ومن المتوقع تكرار هذا الإقبال في العرض الثاني المقرر إقامته يوم الخميس القادم.
“الحياة بعد سهام” يحصد الجوائز والتكريمات
خلال الفترة القصيرة الماضية، نال الفيلم العديد من الجوائز المرموقة. ففي مهرجان الفيلم الدولي بمدينة إميان الفرنسية، حصد الفيلم الجائزة الكبرى، مما يؤكد تأثيره العميق وأهميته الفنية. كما حقق الفيلم نجاحاً لافتاً في مهرجان Du Grain، وهو مهرجان سينمائي فرنسي مستقل يركز على الأفلام الوثائقية والأعمال التي تطرح قضايا مجتمعية وسياسية هامة.
حيث فاز الفيلم بثلاث جوائز في مهرجان Du Grain، وهي جائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الكبرى، بالإضافة إلى إشادة خاصة من لجنة محبي السينما. هذه الجوائز تعكس التقدير الكبير الذي يحظى به الفيلم من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، وتؤكد جودة الإنتاج والإخراج والمحتوى الذي يقدمه.
قصة الفيلم وتناوله لقضايا الهوية والذاكرة
يعتبر “الحياة بعد سهام” العمل الوثائقي الطويل الثاني للمخرج نمير عبد المسيح. ويستكشف الفيلم، الذي يستغرق 76 دقيقة، موضوعات معقدة مثل الهوية والانتماء والذاكرة، من خلال معالجة إنسانية دقيقة ومؤثرة. الفيلم لا يقتصر على سرد قصة شخصية، بل يتجاوز ذلك ليطرح تساؤلات حول الوجود والمعنى والبحث عن الذات.
ينطلق الفيلم من لحظة رحيل والدة المخرج، سهام عبد المسيح، ويصور تأثير هذا الفقدان على حياته ورحلته في استكشاف تاريخ عائلته الممتد بين مصر وفرنسا. يستلهم الفيلم من أعمال السينمائي المصري الراحل يوسف شاهين، ويقدم رؤية فنية فريدة تجمع بين السيرة الذاتية والتأمل الفلسفي. يصور الفيلم حالة الاغتراب والحنين إلى الوطن، مع التركيز على قوة الحب والأمل.
فريق العمل والمشاركة في الإنتاج
يشارك في بطولة الفيلم كل من سهام عبد المسيح، وجيه عبد المسيح، ونرمين عبد المسيح، ونمير عبد المسيح. الفيلم من إخراج نمير عبد المسيح، ومن إنتاج مشترك بين كل من كامي لايملي ونمير عبد المسيح، وشركات إنتاج فرنسية ومصرية، بما في ذلك عويضة فيلم، وLes Films D’Ici، وريد ستار، وإمبيانت لايت.
ضمت الكوكبة الفنية التي أشرفت على إنجاز الفيلم نيكولا دوشين (تصوير)، وبونوا ألافوين وإيمانويل مانزانو (مونتاج)، ورومان ديمني (صوت)، وكلوفيس شنايدر (موسيقى). يتولى توزيع الفيلم كل من Meteore Films وSplit Screen، مما يضمن وصوله إلى شريحة واسعة من الجمهور.
من المتوقع أن يثير عرض الفيلم في مهرجان مراكش الدولي للفيلم نقاشاً واسعاً حول قضايا الهوية والانتماء والذاكرة، وأن يحظى باستحسان النقاد والجمهور. وسيستمر الفيلم في جولته العالمية بعد مشاركته في المهرجان، حيث من المقرر عرضه في عدد من المهرجانات السينمائية الأخرى، وتتاح الفرصة لمزيد من المشاهدين للاستمتاع بهذا العمل الفني المتميز. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم يمثل إضافة هامة للسينما الوثائقية العربية والفرنسية، ويساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
