Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

«المعاقون» في صنعاء… فئة منسيّة تحت مقصلة الحرمان

تتفاقم الأوضاع المعيشية لآلاف من ذوي الإعاقة في صنعاء، مع تدهور حاد في الخدمات الاجتماعية وتزايد الصعوبات في الحصول على الرعاية الأساسية. يعاني هؤلاء الأفراد من نقص حاد في المساعدات الطبية والمالية، بالإضافة إلى محدودية فرص الحصول على التعليم والتوظيف. وتتهم منظمات حقوقية الجماعة الحوثية بتحويل الموارد المخصصة للرعاية الاجتماعية لصالح تمويل أنشطتها الأخرى، مما يزيد من معاناة هذه الفئة الهشة.

وتشير التقارير الواردة من صنعاء إلى أن منظومة الرعاية الاجتماعية قد انهارت بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية لذوي الإعاقة. وتواجه هذه الفئة تحديات جمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الحصول على الأدوية والأجهزة التعويضية، بالإضافة إلى صعوبة التنقل والوصول إلى الخدمات الضرورية. وقد أثر هذا الوضع بشكل كبير على جودة حياتهم وكرامتهم.

تدهور أوضاع ذوي الإعاقة في صنعاء: أسباب وتداعيات

يعود تدهور أوضاع ذوي الإعاقة في صنعاء إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها اليمن منذ سنوات. وقد أدت هذه الأزمة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، مما جعل من الصعب على الأسر ذات الدخل المحدود توفير الاحتياجات الأساسية لأفرادها، بمن فيهم ذوي الإعاقة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الحرب والنزاعات المسلحة في تدمير البنية التحتية وتوقف الخدمات الأساسية، مما فاقم من معاناة هذه الفئة.

تحويل الموارد والاتهامات الموجهة للجماعة الحوثية

تتهم منظمات حقوقية محلية ودولية الجماعة الحوثية بتحويل الموارد المخصصة للرعاية الاجتماعية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، لصالح تمويل أنشطتها العسكرية والسياسية. ووفقًا لتقارير صادرة عن منظمات مدنية، فإن جزءًا كبيرًا من المساعدات الموجهة لذوي الإعاقة لم يصل إلى مستحقيه، بل تم صرفه على أوجه إنفاق أخرى. وتؤكد هذه المنظمات أن هذا التحويل للموارد يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية.

في المقابل، تنفي الجماعة الحوثية هذه الاتهامات، وتدعي أنها تبذل قصارى جهدها لتوفير الرعاية اللازمة لذوي الإعاقة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ومع ذلك، تشير الأدلة المتاحة إلى أن الوضع على الأرض يختلف تمامًا، وأن ذوي الإعاقة يعانون من إهمال وتهميش كبيرين. وتشير بعض المصادر إلى أن هناك نقصًا حادًا في الكوادر المؤهلة لتقديم الرعاية المتخصصة لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى محدودية الموارد المتاحة.

التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة

يواجه ذوي الإعاقة في صنعاء العديد من التحديات التي تعيق حصولهم على حقوقهم الأساسية. من بين هذه التحديات، نقص الخدمات الصحية والتأهيلية المتخصصة، وصعوبة الحصول على الأجهزة التعويضية والمساعدة التقنية. بالإضافة إلى ذلك، يواجهون صعوبات في الحصول على التعليم والتوظيف، بسبب نقص الفرص المتاحة والتمييز الذي يتعرضون له.

الوصول إلى الخدمات يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية. فالعديد من المباني والمرافق العامة غير مجهزة لاستقبالهم، مما يحد من قدرتهم على المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. الاندماج المجتمعي يظل هدفًا بعيد المنال، حيث يواجه ذوي الإعاقة وصمة عار وتمييزًا في العديد من جوانب الحياة.

الوضع الاقتصادي يفاقم من هذه التحديات. فالعديد من الأسر التي تضم أفرادًا من ذوي الإعاقة تعاني من الفقر والبطالة، مما يجعل من الصعب عليها توفير الاحتياجات الأساسية لأفرادها. الدعم النفسي والاجتماعي غالبًا ما يكون غير متوفر، مما يزيد من معاناتهم ويؤثر على صحتهم النفسية.

تأثير الأزمة على الرعاية الاجتماعية وسبل التحسين

أدت الأزمة اليمنية إلى تدهور كبير في منظومة الرعاية الاجتماعية بشكل عام، مما أثر بشكل خاص على ذوي الإعاقة. فقد توقفت العديد من البرامج والمبادرات التي كانت تهدف إلى دعم هذه الفئة، مما زاد من معاناتهم. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة بناء منظومة الرعاية الاجتماعية وتوفير الدعم اللازم لذوي الإعاقة.

وتتطلب معالجة هذه الأزمة جهودًا متضافرة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية والمحلية. يجب على الحكومة اليمنية تخصيص ميزانية كافية للرعاية الاجتماعية، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. كما يجب على المنظمات الدولية والمحلية تكثيف جهودها لتقديم الدعم اللازم لذوي الإعاقة، بما في ذلك المساعدات الطبية والمالية والتأهيلية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على تعزيز الوعي بحقوق ذوي الإعاقة ومكافحة التمييز ضدهم. يجب أيضًا توفير فرص التعليم والتوظيف لذوي الإعاقة، وتمكينهم من المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. تطوير البنية التحتية لتكون صديقة لذوي الإعاقة أمر ضروري أيضًا.

من المتوقع أن يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمن، بما في ذلك أوضاع ذوي الإعاقة، خلال جلسته القادمة في شهر سبتمبر القادم. ويترقب المراقبون صدور تقرير عن الوضع في صنعاء، مع توصيات بشأن كيفية تحسين الأوضاع الإنسانية. ومع ذلك، يبقى الوضع غير مؤكد، ويعتمد على التطورات السياسية والأمنية في اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *