Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

منتدى الدوحة.. نمو لافت في المشاركة يرسخ مكانته العالمية | الخليج أونلاين

منذ انطلاقه المتواضع في عام 2001، شهد منتدى الدوحة تطوراً ملحوظاً ليصبح منصة حوارية عالمية مرموقة، حيث ارتفع عدد المشاركين فيه 10 أضعاف، ليصل إلى أكثر من 5000 مشارك يمثلون 160 دولة في نسخته الثالثة والعشرين. يعكس هذا النمو المتسارع التزام دولة قطر الراسخ بالحوار كأداة أساسية لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

نشأة وتطور منتدى الدوحة: قصة نجاح مستمرة

انطلق منتدى الدوحة في عام 2001 بمشاركة 500 شخص فقط، وذلك برعاية أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. لم يكن الهدف مجرد عقد اجتماع سنوي، بل كان تأسيس منصة دائمة للحوار البناء، تتبنى مبدأ أن الحوار هو السبيل الأمثل لإنهاء النزاعات والوصول إلى اتفاقيات تخدم المصالح المشتركة. منذ ذلك الحين، أصبح المنتدى نقطة التقاء للقادة وصناع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة القضايا الملحة التي تواجه المنطقة والعالم.

التعاون الدولي وتوسيع نطاق المشاركة

لم يقتصر منتدى الدوحة على جهود قطر وحدها، بل تعاون مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية لتنظيم فعاليات متنوعة، مثل الجلسات النقاشية وورش العمل والمحاضرات. هذا التعاون ساهم في توسيع نطاق المشاركة وزيادة تأثير المنتدى، وجعله وجهة مفضلة للباحثين عن حلول للتحديات العالمية. كما أتاح هذا التوسع للمنتدى استضافة شخصيات بارزة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات غير الحكومية.

النسخة الثالثة والعشرون: رؤية مستقبلية نحو عالم أكثر عدلاً

تنعقد أعمال النسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة في 6 و 7 ديسمبر 2025، تحت شعار “ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس”. هذا الشعار يعكس التزام المنتدى بمعالجة القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والسعي نحو تحقيق عالم أكثر إنصافاً وتوازناً. تتضمن الجلسات الرئيسية للمنتدى مناقشات حول استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتطورات الملف السوري، وموجات الصدمات العالمية، ومستقبل الحد من الأسلحة، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي.

قضايا محورية في جدول أعمال المنتدى

بالإضافة إلى القضايا المذكورة أعلاه، سيولي منتدى الدوحة اهتماماً خاصاً لموضوعات مثل تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وتأثير تحولات المساعدات على الدول الهشة، وأمن الطاقة في ظل التحول نحو المصادر البديلة، ومستقبل الإعلام في العصر الرقمي. كما سيناقش المنتدى آليات الإنذار المبكر بالنزاعات، وتطوير نماذج اقتصادية تعزز مرونة المجتمعات. هذه القضايا المتنوعة تعكس حرص المنتدى على تقديم رؤية شاملة للتحديات التي تواجه العالم، واقتراح حلول مبتكرة لمواجهتها.

دور قطر والسياسة الخارجية في دعم الحوار

تعتبر دولة قطر أن الحوار هو أساس الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، وهو ما يتجسد في تنظيمها السنوي لـ منتدى الدوحة. تلعب الدوحة دوراً محورياً في الوساطة الدولية لإنهاء الصراعات في مختلف مناطق العالم، مما يعزز من ثقلها السياسي ويجعل منصاتها الحوارية محط أنظار العالم. كما أن موقع قطر الاستراتيجي يجعلها بوابة عالمية لرأب الصدع في مناطق النزاع، وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين.

رؤية الدكتور جذنان الهاجري حول أهمية المنتدى

أكد الدكتور جذنان الهاجري، الأكاديمي والمحامي، أن منتدى الدوحة استطاع خلال العشرين عاماً الماضية ترسيخ مكانته كمنصة حوارية عالمية يجتمع تحت مظلتها كبار صناع القرار في العالم. وأضاف أن تنظيم قطر للمنتدى يعكس سياستها الخارجية التي تعتمد على الحوار كوسيلة لتعزيز الاستقرار والسلم والأمن الدوليين. كما أشار إلى أن المنتدى يوفر مساحات نقاشية محايدة تبني من خلالها جسور التفاهم، وتصاغ حلول تدعم الصالح العام.

التحديات والآفاق المستقبلية لـ منتدى الدوحة

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه منتدى الدوحة، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل تحويل المبادئ التي يتم التوصل إليها خلال المنتدى إلى برامج تنفيذية ملموسة. ومع ذلك، يرى الدكتور الهاجري أن المنتدى يشكل منصة مناسبة لبناء إرادة سياسية وفكرية يمكن الاعتماد عليها لتحويل المبادئ إلى خطوات عملية قابلة للتطبيق. بالإضافة إلى ذلك، يحرص المنتدى على طرح موضوعات ذات تماس مباشر بالقضايا العالمية الحديثة والدخول بعمق في تفاصيلها، مما يجعله علامة فارقة في عالم المنتديات السياسية الدولية. النسخة الشبابية للمنتدى، التي أطلقت عام 2018، تعزز من دوره في إعداد جيل جديد من القادة وصناع القرار.

في الختام، يظل منتدى الدوحة منصة حيوية للحوار والتعاون الدولي، ويسهم بشكل فعال في تعزيز السلام والاستقرار في العالم. من خلال استمرار التزام قطر بدعم هذا المنتدى، يمكننا أن نتوقع المزيد من النجاحات والإنجازات في المستقبل. لمزيد من المعلومات حول المنتدى، يمكن زيارة الموقع الرسمي أو متابعة آخر المستجدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *