منى زكي.. فنانة التجريب واحتضان الأفكار الجريئة

تستعد الفنانة منى زكي لعرض فيلمها الجديد “الست” الذي يجسد حياة السيدة أم كلثوم، وذلك بعد حملة انتقادات واسعة النطاق تعرضت لها بسبب التشويق الأول للفيلم. أثارت ردود الفعل المتضاربة تساؤلات حول كيفية تعاملها مع الانتقادات المتكررة التي تصاحب أعمالها الجريئة والمختلفة على مدار مسيرتها الفنية، وكيف يمكن أن تؤثر على استقبال الجمهور للفيلم المرتقب.
من المقرر أن يعرض فيلم “الست” في دور السينما المصرية يوم الأربعاء الموافق 10 ديسمبر، وفي السعودية يوم الخميس 11 ديسمبر. الفيلم من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وهو عمل سينمائي ضخم يروي تفاصيل حياة كوكب الشرق، أم كلثوم، بدءًا من بداياتها المتواضعة وصولًا إلى ذروة نجاحها وشهرتها في العالم العربي.
منى زكي وأم كلثوم: بين الانتقادات والتحديات
لم تخلُ مسيرة منى زكي الفنية من الجدل والتحديات، فلطالما اختارت أدوارًا غير تقليدية وتجارب جريئة. يعود الجدل الحالي إلى التشويق الأول للفيلم، الذي تضمن إطلالات مختلفة للفنانة وهي تجسد شخصية أم كلثوم، بالإضافة إلى بعض المقاطع الصوتية التي قوبلت بمقارنات سلبية مع الأداء الصوتي الأصيل للسيدة أم كلثوم. ومع ذلك، تعاملت منى زكي بمرونة وحكمة مع هذه الانتقادات.
أكدت منى زكي على احترامها لجميع الآراء، مؤكدةً أن هذا الجدل جزء طبيعي من أي عمل فني يطرح شخصية تاريخية مهمة. بدلاً من الانجرار إلى الجدالات السلبية، فضلت التركيز على العمل داخل “ساحة التمثيل” كما وصفتها، وتحويل هذه الانتقادات إلى دافع لتقديم أفضل أداء ممكن. هذا الأسلوب في التعامل مع الانتقادات ليس بجديد عليها، فلطالما لجأت إلى الصمت والتأمل قبل الرد بأعمالها.
أعمال سابقة أثارت الجدل
ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها أعمال منى زكي جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والجمهور. ففي عام 2006، أثارت شخصيتها في مسلسل “السندريلا” التي تجسد حياة سعاد حسني نقاشات حادة حول مدى دقة التمثيل. لاحقاً، تعرض فيلم “احكي يا شهرزاد” لانتقادات بسبب جرأته وموضوعه المختلف.
كما أثار فيلم “أصحاب ولا أعز” جدلاً كبيراً بسبب بعض المشاهد التي اعتبرها البعض جريئة، مما دفع قطاعات من الجمهور إلى الدعوة لمقاطعة أعمالها. ومع ذلك، لم تستسلم منى زكي لهذه الضغوط، واستمرت في تقديم أعمال متنوعة ومختلفة. حتى مسلسل “تحت الوصاية” الذي حقق نجاحاً كبيراً، لم يسلم من بعض الانتقادات قبل عرضه، ولكن في النهاية استطاع العمل أن يحصد جوائز وتقييمات إيجابية.
الفيلم يركز على الجوانب الإنسانية
يركز فيلم “الست” على الجوانب الإنسانية في حياة أم كلثوم، بالإضافة إلى رحلتها الفنية. ويتناول العمل التحديات الصحية التي واجهتها كوكب الشرق، وخاصة إصابتها بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية الذي أثر على مظهرها. وفقًا للمعلومات المتوفرة، يهدف الفيلم إلى تقديم صورة متكاملة لأم كلثوم، بعيدًا عن الصورة النمطية التي اعتاد عليها الجمهور.
يشارك في الفيلم نخبة من الممثلين المصريين والسعوديين، من بينهم عمرو سعد الذي يجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ومحمد فراج في دور الشاعر أحمد رامي، ونيللي كريم في دور الملكة نازلي. بالإضافة إلى كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وسيد رجب وتامر نبيل وآسر ياسين وصدقي صخر، والذين يمثلون شخصيات أخرى مؤثرة في حياة أم كلثوم.
من المتوقع أن يحقق فيلم “الست” إقبالاً كبيراً من الجمهور في مصر والسعودية، نظرًا لأهمية الشخصية التي يجسدها الفيلم، وقوة فريق العمل والمخرج. يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن منى زكي من إقناع الجمهور بأدائها في دور أم كلثوم، وهل ستنجح في تحويل الانتقادات السلبية إلى إشادات؟
الآن، وبعد إطلاق الإعلانات الرسمية، يترقب الجمهور عرض الفيلم في دور السينما لمشاهدة تجسيد منى زكي لشخصية أم كلثوم وتقييم أدائها. سيشكل الإقبال الجماهيري و ردود الفعل النقدية مؤشرًا هامًا على نجاح الفيلم وتأثيره في الأوساط الفنية والثقافية.

