العليمي يدعو لاحتواء التصعيد في شرق اليمن ويشيد بدور السعودية

دعا الرئيس اليمني رشاد العليمي إلى احتواء التصعيد الأخير في محافظتي حضرموت والمهرة، محذراً من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تنجم عن استمرار حالة عدم الاستقرار. يأتي هذا التحذير في ظل رفض من البرلمان اليمني للإجراءات الأحادية التي اتخذتها الحكومة، بينما تشير تقارير إلى دعم سعودي لجهود إعادة الأوضاع في المنطقة إلى مسارها الطبيعي. وتعتبر هذه التطورات الأخيرة بمثابة تحدٍ جديد للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في اليمن، خاصة مع استمرار حالة الهدنة الهشة.
تصاعدت التوترات في حضرموت والمهرة خلال الأيام القليلة الماضية، إثر قرارات حكومية تتعلق بتعيينات أمنية واقتصادية. وقد أثارت هذه القرارات احتجاجات شعبية واسعة النطاق، بالإضافة إلى ردود فعل معارضة من بعض القوى السياسية والمحلية. الوضع في حضرموت والمهرة يتطلب معالجة عاجلة لتجنب مزيد من التعقيدات.
الخلاف حول الإجراءات الحكومية وتأثيرها على الاستقرار الاقتصادي
تتركز الخلافات الرئيسية حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية مؤخراً، والتي يرى البعض أنها أحادية وغير متوافقة مع الاتفاقات السياسية القائمة. البرلمان اليمني أعرب عن رفضه لهذه الإجراءات، مطالباً بالحوار والتشاور مع جميع الأطراف المعنية قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية.
ردود الفعل البرلمانية والمحلية
أكد نواب في البرلمان أن الإجراءات الحكومية تتعارض مع روح الشراكة الوطنية وتزيد من حدة الانقسامات. وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقق من ملابسات هذه القرارات وتقييم تأثيرها على الوضع العام.
على الصعيد المحلي، شهدت مدن حضرموت والمهرة مظاهرات حاشدة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الأساسية. كما أعرب المتظاهرون عن قلقهم بشأن مستقبل المنطقة في ظل حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
التحذيرات الاقتصادية
حذر الرئيس العليمي من أن استمرار التوتر في حضرموت والمهرة قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وخيمة، بما في ذلك توقف تصدير النفط وتعطيل حركة التجارة. وأشار إلى أن هذه التداعيات ستؤثر بشكل سلبي على جميع اليمنيين، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية التي يعاني منها البلاد.
وفقاً لتقارير اقتصادية، تعتبر حضرموت من أهم المناطق المنتجة للنفط في اليمن، وتمثل مصدراً رئيسياً للدخل القومي. أي اضطرابات في هذه المنطقة قد تؤدي إلى انخفاض حاد في إنتاج النفط وتصديره، مما يزيد من الضغوط على الاقتصاد اليمني.
الدعم السعودي وجهود التهدئة
تشير مصادر إلى أن المملكة العربية السعودية تبذل جهوداً مكثفة لاحتواء التصعيد في حضرموت والمهرة، ودعم جهود إعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي. وقد قامت الرياض بالتواصل مع الأطراف اليمنية المعنية، وحثهم على الحوار والتوصل إلى حلول توافقية.
أعربت السعودية عن قلقها بشأن التطورات الأخيرة في اليمن، ودعت إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد. كما أكدت على أهمية دعم الحكومة اليمنية في جهودها لتحقيق السلام والتنمية.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت السعودية دعماً مالياً ولوجستياً للحكومة اليمنية لمساعدتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية. ويشمل هذا الدعم توفير الوقود والمواد الغذائية والأدوية، بالإضافة إلى تمويل مشاريع التنمية والبنية التحتية.
الخلفية السياسية والأمنية
يأتي هذا التصعيد في سياق الأزمة السياسية والأمنية التي يشهدها اليمن منذ سنوات. فقد اندلعت الحرب الأهلية في عام 2014، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
ومنذ ذلك الحين، يشهد اليمن صراعاً دموياً بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران. وقد أدت هذه الحرب إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين، وتشريد الملايين، وتدمير البنية التحتية للبلاد.
في العام الماضي، تم التوصل إلى هدنة بوساطة الأمم المتحدة، إلا أنها انتهت في أكتوبر 2022 دون تجديدها. ومنذ ذلك الحين، تشهد اليمن تصعيداً متقطعاً في العنف، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية.
الوضع في اليمن لا يزال معقداً للغاية، ويتطلب جهوداً مكثفة من جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام والاستقرار.
تداعيات محتملة على مستقبل اليمن
قد يؤدي استمرار التوتر في حضرموت والمهرة إلى تقويض جهود السلام والتنمية في اليمن. كما قد يزيد من حدة الانقسامات السياسية والاقتصادية، ويؤدي إلى مزيد من العنف والفوضى.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا التصعيد على العلاقات بين اليمن والسعودية، خاصة في ظل الدعم السعودي للحكومة اليمنية.
من ناحية أخرى، قد تنجح الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد والتوصل إلى حلول توافقية. وفي هذه الحالة، قد يشهد اليمن تحسناً في الوضع الأمني والاقتصادي، وعودة إلى مسار السلام والتنمية.
من المتوقع أن تستمر المشاورات بين الحكومة اليمنية والأطراف المعنية خلال الأيام القادمة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل حضرموت والمهرة. كما من المقرر أن يعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اجتماعاً مع الأطراف اليمنية في الرياض لمناقشة سبل إنهاء الأزمة. يبقى مستقبل الاستقرار في اليمن غير مؤكد، ويتوقف على مدى استعداد الأطراف اليمنية للتعاون والتنازل من أجل تحقيق السلام.

