دراسة تحذر: فصيلة الدم A تزيد خطر السكتة الدماغية لدى الشباب.. والباحثون يطمئنون: “الخطر ضئيل نسبيًا”

في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة مقلقة في حالات الإصابة بالجلطات لدى الشباب، وهو أمر كان يُعتبر سابقًا نادر الحدوث. لطالما ربطنا هذه المشكلة بعوامل مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين، إلا أن أبحاثًا حديثة بدأت تكشف عن “أسباب خفية” قد تلعب دورًا هامًا في هذه الزيادة. من بين هذه الأسباب، أظهرت دراسة جينية واسعة النطاق علاقة محتملة بين فصيلة الدم واحتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة.
دراسة جينية تكشف عن صلة فصيلة الدم بالجلطات المبكرة
أثارت نتائج هذه الدراسة الجينية اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الطبية، حيث كشفت عن أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم (A) يواجهون خطرًا أعلى بنسبة 16% للإصابة بالسكتة الدماغية قبل بلوغ سن الستين، مقارنةً بأولئك الذين يحملون فصائل الدم الأخرى (B، O، AB). هذا الاكتشاف لا يعني أن فصيلة الدم (A) هي السبب الوحيد للجلطات، بل يشير إلى وجود عامل خطر إضافي يجب أخذه في الاعتبار.
كيف تفسر الدراسة هذه العلاقة؟
لا تزال الآلية الدقيقة التي تربط فصيلة الدم (A) بزيادة خطر الجلطات قيد البحث، ولكن الباحثين يعتقدون أن الأمر يتعلق بمستويات بعض عوامل التخثر في الدم. الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم (A) يميلون إلى امتلاك مستويات أعلى من عامل فون ويلبراند (von Willebrand factor)، وهو بروتين يلعب دورًا في تجلط الدم. ارتفاع مستويات هذا البروتين قد يزيد من خطر تكون الجلطات.
عوامل الخطر التقليدية للجلطات لدى الشباب
على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف الجديد، من الضروري التأكيد على أن عوامل الخطر التقليدية لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في الإصابة بالجلطات الدماغية لدى الشباب. تشمل هذه العوامل:
- ارتفاع ضغط الدم: يعتبر من أهم عوامل الخطر القابلة للتعديل.
- السكري: يزيد من خطر تلف الأوعية الدموية.
- التدخين: يضر بالبطانة الداخلية للأوعية الدموية ويزيد من خطر التجلط.
- السمنة: مرتبطة بارتفاع ضغط الدم والسكري.
- ارتفاع الكوليسترول: يساهم في تراكم الدهون في الشرايين.
- بعض الحالات الطبية: مثل الرجفان الأذيني، وأمراض القلب الخلقية.
- استخدام بعض الأدوية: مثل حبوب منع الحمل.
أهمية الكشف المبكر والوقاية من الجلطات
هذا الاكتشاف حول فصيلة الدم (A) يزيد من أهمية الكشف المبكر عن عوامل الخطر المحتملة للجلطات، خاصةً لدى الشباب. يجب على الأشخاص الذين يحملون هذه الفصيلة أن يكونوا أكثر وعيًا بصحتهم وأن يتبعوا نمط حياة صحي للحد من خطر الإصابة. يشمل ذلك:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- التحكم في ضغط الدم ومستويات السكر في الدم والكوليسترول.
- إجراء فحوصات طبية دورية.
الجلطات: أعراض يجب عدم تجاهلها
من الضروري معرفة أعراض السكتة الدماغية حتى يمكن طلب المساعدة الطبية الفورية. تتضمن هذه الأعراض:
- ضعف أو تنميل مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصةً في جانب واحد من الجسم.
- صعوبة مفاجئة في الكلام أو فهم الكلام.
- تشوش الرؤية المفاجئ في إحدى العينين أو كلتيهما.
- دوخة مفاجئة أو فقدان التوازن.
- صداع شديد ومفاجئ بدون سبب واضح.
تذكر أن “الوقت هو الدماغ” في حالات الجلطات. كلما تم تقديم العلاج بشكل أسرع، زادت فرص التعافي وتقليل المضاعفات.
ماذا عن فصائل الدم الأخرى؟
بينما تركز الدراسة على فصيلة الدم (A)، فإنها تشير أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يحملون فصائل الدم الأخرى (B، O، AB) قد يكون لديهم خطر أقل للإصابة بالجلطات المبكرة. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم محصنون ضدها. يجب على الجميع، بغض النظر عن فصيلة الدم، اتخاذ خطوات للوقاية من أمراض القلب والدماغ والحفاظ على صحتهم العامة.
مستقبل الأبحاث حول الجلطات وفصائل الدم
هذه الدراسة هي مجرد بداية لفهم العلاقة المعقدة بين فصيلة الدم وخطر الإصابة بالجلطات. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الآليات الدقيقة التي تكمن وراء هذه العلاقة، ولتطوير استراتيجيات وقائية أكثر فعالية. من الممكن أن تؤدي هذه الأبحاث إلى تطوير علاجات مخصصة بناءً على فصيلة الدم، مما قد يساعد في تقليل خطر الجلطات لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.
في الختام، إن اكتشاف العلاقة بين فصيلة الدم (A) وزيادة خطر الإصابة بالجلطات يمثل خطوة مهمة في فهم هذه المشكلة الصحية المتزايدة. من خلال زيادة الوعي بعوامل الخطر المحتملة، وتشجيع نمط حياة صحي، والكشف المبكر عن الأعراض، يمكننا العمل معًا لتقليل تأثير الجلطات على حياة الشباب والمساهمة في مستقبل أكثر صحة. ننصحكم بمشاركة هذه المعلومات مع أصدقائكم وعائلاتكم لزيادة الوعي بأهمية الوقاية.

