غوتيريش: نقف مع العراق لبناء بلد مزدهر ومستقر

وصل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى العاصمة العراقية بغداد يوم الأحد، الموافق 12 مايو 2024، للمشاركة في الاحتفال الرسمي بإنهاء مهام بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). تأتي زيارة غوتيريش في ختام عمل استمر لأكثر من عقد من الزمان، شهد خلاله العراق تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة بدعم من يونامي. الاحتفال الذي تنظمه الحكومة العراقية يهدف إلى تكريم جهود البعثة وتقدير مساهمتها في استقرار البلاد.
من المتوقع أن يتضمن برنامج زيارة غوتيريش لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين، بما في ذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بالإضافة إلى مشاركته في حفل الوداع الرسمي لبعثة يونامي. تعتبر هذه الزيارة ذات أهمية خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وتأثيرها المحتمل على مستقبل العراق. وتأتي في أعقاب تقييم شامل لدور البعثة وأهدافها.
إنهاء مهام بعثة يونامي: نظرة على الإنجازات والتحديات
تم تأسيس بعثة يونامي في عام 2003، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، بهدف دعم جهود إعادة بناء البلاد وتعزيز الانتقال الديمقراطي. ركزت البعثة في البداية على تقديم المساعدة الإنسانية والتنسيق بين الجهات المانحة، ثم توسعت لتشمل مجالات أخرى مثل حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون، ودعم العملية السياسية.
دور يونامي في دعم العملية السياسية
لعبت يونامي دورًا محوريًا في تنظيم الانتخابات العراقية المتتالية، بدءًا من انتخابات عام 2005 وحتى انتخابات عام 2021. وقدمت البعثة المساعدة الفنية واللوجستية للمفوضية العليا للانتخابات، بالإضافة إلى مراقبة العملية الانتخابية لضمان نزاهتها وشفافيتها.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت يونامي في تسهيل الحوار بين مختلف القوى السياسية العراقية، بهدف حل الخلافات وتعزيز التوافق الوطني. وقامت البعثة بدور الوساطة في العديد من الأزمات السياسية التي شهدها العراق على مر السنين.
التحديات التي واجهت يونامي
على الرغم من الإنجازات التي حققتها، واجهت يونامي العديد من التحديات خلال فترة عملها في العراق. شملت هذه التحديات عدم الاستقرار الأمني، والفساد المستشري، والتدخلات الخارجية.
كما واجهت البعثة صعوبات في التنسيق مع مختلف الجهات الحكومية العراقية، نظرًا للاختلافات في الأولويات والأجندات. وقد أدى ذلك في بعض الأحيان إلى تأخير تنفيذ المشاريع والبرامج التي تهدف إلى دعم التنمية في العراق.
خلفية سياسية واقتصادية لإنهاء عمل البعثة
يأتي قرار إنهاء مهام يونامي في سياق تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، وتزايد قدرة الحكومة العراقية على إدارة شؤون البلاد بشكل مستقل. وقد أبدت الحكومة العراقية رغبتها في تولي مسؤولية كاملة عن مستقبلها، وتقليل الاعتماد على المساعدة الخارجية.
ومع ذلك، لا يزال العراق يواجه العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتدهور البنية التحتية، وتفشي الفساد. وتشير التقارير إلى أن هذه التحديات قد تعيق جهود التنمية المستدامة في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الوضع الأمني في العراق هشًا، مع استمرار وجود تهديدات من الجماعات الإرهابية. وقد شهدت البلاد في الأشهر الأخيرة بعض الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدنيين والقوات الأمنية.
مستقبل العلاقات بين العراق والأمم المتحدة
على الرغم من إنهاء مهام يونامي، ستظل الأمم المتحدة ملتزمة بدعم العراق في جهوده لتحقيق الاستقرار والتنمية. ووفقًا لبيان صادر عن الأمم المتحدة، سيتم استبدال يونامي ببعثة جديدة ذات ولاية محدودة، تركز على تقديم المساعدة الفنية في مجالات محددة، مثل حقوق الإنسان، والإصلاحات الاقتصادية، والحكم الرشيد.
من المتوقع أن تبدأ البعثة الجديدة عملها في غضون الأشهر القليلة القادمة، بعد استكمال الإجراءات اللازمة وتحديد أولوياتها.
بالإضافة إلى ذلك، ستواصل وكالات الأمم المتحدة المختلفة العمل في العراق، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين العراقيين. وتشمل هذه الوكالات برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
في الختام، يمثل إنهاء مهام يونامي نقطة تحول في علاقات العراق بالأمم المتحدة. ومن المقرر أن يتم تقديم تقرير مفصل إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول نتائج عمل البعثة والتحديات التي واجهتها، بحلول نهاية عام 2024. سيراقب المراقبون عن كثب كيفية تطور الوضع في العراق، وكيف ستساهم البعثة الجديدة في دعم جهود التنمية والاستقرار.

