:
نظمت مؤسسة رتيبة الحفني لذوي الاحتياجات الخاصة حفلها السنوي البارز مساء الأحد الموافق 22 ديسمبر 2025، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين، أبرزهم صفاء أبو السعود ونيفين رجب. يهدف هذا الحفل، الذي أقيم على مسرح معهد الموسيقى العربية بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، إلى الاحتفاء بـذوي الاحتياجات الخاصة وتسليط الضوء على إبداعاتهم وقدراتهم. وقد شهد الحفل حضوراً لافتاً من مختلف شرائح المجتمع المهتمة بقضايا الإعاقة.
تضمن الحفل الذي رعته الأستاذة علا عبيد، رئيسة المؤسسة، فقرات متنوعة قدمها أبناء المؤسسة من ذوي الهمم، بالإضافة إلى وصلات غنائية للنجمتين صفاء أبو السعود ونيفين رجب. وقد أقيم الاحتفال في معهد الموسيقى العربية، وهو صرح ثقافي هام في مصر، مما أضفى عليه أجواءً فنية راقية. يهدف هذا الحدث إلى تعزيز الاندماج المجتمعي للأفراد ذوي الإعاقة.
أهمية دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع
يأتي هذا الحفل في إطار جهود مستمرة تبذلها مؤسسة رتيبة الحفني لدعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المجالات. وتعتبر المؤسسة من أبرز المنظمات غير الحكومية التي تعمل في هذا المجال في مصر، حيث تقدم خدمات متنوعة تشمل التعليم والتأهيل والتدريب المهني والرعاية الصحية. وتسعى المؤسسة إلى تغيير النظرة المجترحة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز قدراتهم وإمكاناتهم.
وفقًا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، يمثل الأشخاص ذوو الإعاقة نسبة كبيرة من السكان. لذلك، فإن توفير الدعم اللازم لهم ليس مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار حقيقي في المجتمع. ويتطلب هذا الدعم تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
فقرات الحفل وعروض الفنانين
بدأ الحفل بعرض لعرائس من تقديم أبناء مؤسسة رتيبة الحفني، مصحوبًا بأغنية “يالا بينا” التي لاقت استحسانًا كبيرًا من الحضور. تلا ذلك تقديم مجموعة من الأغاني الوطنية والمعبرة عن حب مصر، مثل “سيناء” و”فرحة مصر” التي قدمتها صفاء أبو السعود. كما قدمت الفنانة نيفين رجب أغنية “السهرة حلوة” التي أضفت أجواءً من البهجة والسعادة على الحفل.
بالإضافة إلى الأغاني، تضمن الحفل فقرات أخرى متنوعة، مثل عرض للأعمال الفنية التي قام بها أبناء المؤسسة، وكلمات من رئيسة المؤسسة والأشخاص ذوي الإعاقة. وقد عبر الحضور عن تقديرهم للجهود التي تبذلها المؤسسة في خدمة هذه الفئة الهامة من المجتمع. كما أشادوا بمستوى الإبداع والتميز الذي قدمه أبناء المؤسسة في الحفل.
التعاون بين مؤسسة رتيبة الحفني ودار الأوبرا المصرية
يعتبر التعاون بين مؤسسة رتيبة الحفني ودار الأوبرا المصرية خطوة هامة نحو تعزيز الاندماج المجتمعي لـذوي الاحتياجات الخاصة في المجال الثقافي والفني. وقد أشادت الأستاذة علا عبيد بالدعم الذي قدمته دار الأوبرا المصرية للمؤسسة في تنظيم هذا الحفل، مؤكدةً على أهمية استمرار هذا التعاون في المستقبل.
من جانبه، أكد الدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا المصرية، على التزام الدار بتقديم الدعم اللازم لجميع الفئات المجتمعية، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة. وأضاف أن دار الأوبرا المصرية تسعى إلى توفير بيئة مناسبة لتمكين هذه الفئة من المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية، وإبراز مواهبهم وقدراتهم. ويعتبر هذا الحفل جزءًا من سلسلة فعاليات تهدف إلى تحقيق هذا الهدف.
الدمج المجتمعي هو مفهوم أساسي في العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويهدف إلى تمكينهم من المشاركة الكاملة والمتساوية في جميع جوانب الحياة. ويتطلب ذلك توفير فرص متساوية لهم في التعليم والعمل والرعاية الصحية والأنشطة الثقافية والاجتماعية. كما يتطلب تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، والاعتراف بحقوقهم وكرامتهم الإنسانية.
التحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر لا تزال كبيرة، وتشمل نقص الموارد والخدمات، والتمييز والإقصاء، وعدم توفر بيئة مناسبة لتمكينهم. ومع ذلك، فإن هناك جهودًا متزايدة تبذلها الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمواجهة هذه التحديات، وتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
من المتوقع أن تعلن مؤسسة رتيبة الحفني عن خططها المستقبلية لتوسيع نطاق خدماتها، وزيادة عدد المستفيدين منها، وذلك خلال مؤتمر صحفي سيقام في شهر يناير 2026. كما تخطط المؤسسة لإطلاق حملة توعية تهدف إلى تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز الاندماج المجتمعي لهم. يبقى التمويل المستدام والتنسيق الفعال بين الجهات المعنية من أهم العوامل التي ستحدد مدى نجاح هذه الجهود.
