طرق لتغيير عقليتك وطريقة تفكيرك
يُعَدُّ تغيير العقلية عملاً دائم الاستمرار ومذهلاً من حيث النتائج التي يقدمها، ومن خلاله يتعرف الشخص إلى خبايا نفسه بشكل أعمق، ويصبح صديق ذاته بمرور الأيام. يوجد بعض الطرق التي يمكن عن طريقها القيام بتغيير التفكير السلبي، منها: أخذ برنامج للتدرب على المهارات الاجتماعية؛ بهدف تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات. تصور بعض الغرباء كأصدقاء محتملين في المستقبل. محاولة التخلص من الأسف والندم من الأمور التي حصلت في الماضي. الحصول على علاج أو مساعدة عند التعرض للاكتئاب.
يقول الدكتور تامر شلبي، خبير التنمية البشرية لـ”سيدتي”: إنَّ تغيير طريقة التفكير ليست مهمة سهلة، ولكنَّ التفكير المنفتح والإيجابي يُعَدُّ عنصراً حاسماً في التغيير، ونمط الشخصية هو الذي يتحكّم بالقرارات التي تُحدّد سعادته الجسدية، والعاطفية، والروحية، فأمر بسيط كتغيير طريقة التفكير؛ يمكن أن يُغيّر الحياة، وهذا لا يعني أن تصبح أكثر تفاؤلاً فقط، بل يعني أن تمنح عقلك المتنفس الذي يحتاج إليه للنمو وتوسيع الأفق، والنظر إلى جميع الأمور التي لم تنجح فيها، واتّباع طرق أخرى قد تحقق لك النجاح.
كيف تغيّر تفكيرك؟
المشاركة في أنشطة ترفيهية:
تقدم لك المنفعة التي ستحصل عليها من خلال المشاركة في نشاطات ترفيهية والالتزام بها فائدة كبيرة؛ إذ إنَّها تبني الثقة، ومع نمو الثقة ستبدأ عقليتك بالتغيّر. قد لا تكون المشاركة في مثل هذه النشاطات مسلية دائماً بكل تأكيد، ولكن تحقيق هذه الأهداف الصغيرة المدونة في القائمة سيتيح لك التعامل مع الأهداف الأكبر التي تبدو بعيدة جداً عن متناولك.
البحث عن شخص يقدم الدعم:
نحتاج جميعاً إلى شخصٍ يقدم لنا الدعم، أو بمعنى آخر نحتاج جميعاً إلى شيء نؤمن به حينما تتوه أفكارنا، فإذا كنت شخصاً متديناً؛ ابنِ علاقةً روحية مع شخصٍ ذي مكانةٍ دينية، أو أوجِد شخصاً يحتضنك وتمسّك به.
الغرض من الدعم هو الثبات حينما يُثْقِل عقلك وتُثْقِل العوامل الخارجية كاهلك والإيمان بمصدر الدعم أو القوة ذاك والثقة به حينما يبدو كل شيءٍ آخر مظلماً. يُعَدُّ هذا من أهم الأمور التي تحتاج إلى التحلي بها إذا كنت تريد البدء بتغيير طريقة تفكيرك.
طرح الأسئلة التي تبدأ بـ”لماذا”:
الأمر بهذه البساطة، إذ لكي تغير تفكيرك؛ يجب عليك البحث عن سبب ردود الفعل التي تصدر عنك:
• لماذا أزعجني الشخص الذي أخذ الصفَّ الذي كنت أنتظر رَكْنَ سيارتي فيه؟
• لماذا أشعر بالضيق حينما أتناول الغداء في المطعم وحيداً؟
• لماذا أشعر بالسعادة بعد أن أشتري لباساً جديداً؟
نحن نطرح الأسئلة التي تبدأ بـ”لماذا” لنستفسر عن سبب الكثير من العوامل الخارجية، ولكنَّنا نادراً جداً ما نطرح هذه الأسئلة على أنفسنا، فهي تُعَدُّ طريقةً للتعرف إلى نفسك مثلما تتعرّف إلى الأصدقاء. وبعد أن نبدأ بالإجابة عن هذه الأسئلة؛ ندرك أنَّ العوامل الخارجية ليست هي التي تجلب لنا السعادة، أو الحزن، أو الشعور بالذنب، أو المتعة، بل الأمر يتعلق أكثر بفهم قيمنا التي نؤمن بها.
يُعَدُّ إجراء هذه الحوارات العقلانية وغير المعقدة مع نفسك طريقةً بسيطة تستطيع تغيير تفكيرك، ويُعَدُّ التفكير ضرورياً لفهم نقاط القوة ونقاط الضعف.
الخروج من منطقة الراحة:
لدينا جميعاً مناطق راحة نشعر فيها بالدفء والأمان، مثلما تشعر السلحفاة داخل قوقعتها، ولكن من أجل تغيير طريقة التفكير؛ يجب على الشخص أن يكون مستعداً للخروج من تلك القوقعة مهما كان يشعر أنَّ فيها سكينته.
لن تتغير عقلياتنا إلَّا إذا سمحنا لأنفسنا بمواجهة احتمالات التغيير، وقد يكون الخروج من منطقة الراحة واحداً من أصعب الأشياء التي تستطيع فعلها، ولكنَّ الأمر كله يعتمد على الثقة.
النظر إلى الأمور من زاوية مختلفة:
إنَّ تغيير التفكير يعني أيضاً تقبُّل الأفكار الأخرى، لا سيما التي تتعارض مع أفكارك، وستبدأ تدرك أنَّك كلما مارست مزيداً من التفكير؛ ستتعامل مع الآراء والأفكار الجديدة بأريحيةٍ أكبر، وستتحول الأمور التي كنت معتاداً على النفور منها إلى أسئلةٍ فضولية.
التروِّي:
يُعَدّ التروي واحداً من طرائق تغيير طريقة التفكير؛ إذ حينما تمارس حياتك بتروٍّ؛ ستبدأ ترى أنَّك متناغمٌ مع العالم حولك، وستبدأ تدرك ما يلائمك وما لا يلائمك، وسيكون ذهنك حاضراً.
إذا كنت ترغب في تغيير حياتك؛ يجب عليك أن تكون حاضر الذهن في الحياة التي تحياها حالياً، وعندما يكون ذهنك حاضراً؛ ستبدأ الانتقال إلى حالةٍ من الشعور بالامتنان.
تجاهل الأعذار وإيجاد الحلول:
أسقِط كلمة “لكن” الآن. وتخيّل كيف ستشعر إذا لم يكن ثمَّة تأثيرٌ يُذكَر لهذه العوامل الخارجية.
تُعَدُّ هذه تقنية بسيطة، ولكنَّها فعالة في تغيير طريقة التفكير، فهي تعتمد بشكلٍ أساسي على تلك العواطف، وعلى التخلص من تلك العقبات التي نبذل كمَّاً كبيراً من الطاقة في تركيز الاهتمام عليه. فأبعِد اهتماك عن إيجاد المبررات، ووجِّهه نحو إيجاد الحلول.