Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم

تعتبر خواتيم سورة البقرة من أعظم ما جاء في كتاب الله، فهي آيات مباركات يحرص المسلمون على قراءتها يوميًا لما فيها من فضل عظيم. ليس فقط الحماية من الشرور والسحر، بل أيضًا لما تحمله من معاني الإيمان والتوكل على الله. يهتم موقع مقالاتي بتقديم هذا الفضل وتفصيله، بالإضافة إلى استعراض ما ورد في السنة النبوية حول هذه الآيات العظيمة.

آخر آيتين من سورة البقرة: نص الآيات وتشكيلها

تتمثل خواتيم سورة البقرة في الآيتين الأخيرتين من السورة، وهما ما يلي، مع التشكيل ليسهل قراءتهما:

قال الله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”. [1]

قراءة خواتيم سورة البقرة: أوقات الاستحباب والفضائل

يُسنّ قراءة خواتيم سورة البقرة قبل النوم، وذلك لما ورد في السنة النبوية من فضلها العظيم. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على قراءتها قبل أن ينام. إضافة إلى ذلك، فإن قراءة هذه الآيات تعتبر حصنًا للمسلم ووقاية من كل سوء، سواء كان ذلك من السحر أو الحسد أو غيرهما من الشرور. كما أنها تُقرأ في الرقية الشرعية، لما فيها من أثر عظيم في إزالة الأمراض الروحية. هذا الفضل لا يقتصر على أوقات محددة، فالإكثار من قراءتها في جميع الأوقات مستحب.

خواتيم سورة البقرة في السنة النبوية: أحاديث وآثار

تضافرت الأحاديث النبوية في بيان فضل خواتيم سورة البقرة. من أبرز هذه الأحاديث:

  • حديث أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ختم البقرة بآيتين أعطانيها من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء”.
  • حديث ابن مسعود رضي الله عنه: “من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفاه”.
  • ما رواه جبريل عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم: “بشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته”.
  • حديث النعمان بن البشير رضي الله عنهما: “إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان”.

تفسير خواتيم سورة البقرة: معاني الإيمان والتوكل

تبدأ خواتيم سورة البقرة ببيان كمال إيمان النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين. وتتضمن إقرارًا بجميع أركان الإيمان: الله، وملائكته، وكتبه، ورسله. وتؤكد على عدم التفريق بين أي من رسل الله. ثم يأتي إقرار المؤمنين بالسمع والطاعة لله، وطلب المغفرة والرحمة. وتختتم الآيات بالدعاء بالنصر على الكافرين. إنها آيات تجمع بين الإيمان الخالص، والتذلل لله، والتوكل عليه.

فضل خواتيم سورة البقرة: كفاية من الشر وحماية من السوء

يهتم الكثيرون بمعرفة ما الذي تعنيه عبارة “كفتاه” في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. اختلف المفسرون في ذلك، فمنهم من رأى أنها تكفي المسلم من قيام الليل، ومنهم من فسرها بالكفاية في الاعتقاد، ومنهم من اعتبرها كفاية من كل سوء. ولكن الرأي الراجح هو أنها تعني حفظ الله للمسلم من كل شر، وتحصينه من كل مكروه. لذلك، يحرص المسلمون على قراءة خواتيم سورة البقرة بانتظام، طلبًا لبركة الله وحمايته.

نزول خواتيم سورة البقرة: خصوصية ليلة الإسراء والمعراج

لقد تلقى النبي صلى الله عليه وسلم آيات القرآن الكريم من جبريل عليه السلام، إلا خواتيم سورة البقرة فقد تلقاها مباشرة من ربه عز وجل، في ليلة الإسراء والمعراج. وهذا يضفي عليها خصوصية ومكانة عظيمة، ويؤكد على فضلها العظيم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر الغفاري: “أن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيها من كنزه الذي تحت عرشه”.

تجربتي مع سورة البقرة: تأثير الآيات في النفس والشفاء

يشير العديد من العلماء والباحثين إلى أن خواتيم سورة البقرة تضم في طياتها خلاصة معاني سورة البقرة بأكملها. ويتحدث البعض عن تجارب شخصية أظهرت تأثير هذه الآيات في تحقيق الشفاء من الأمراض، وزوال الهموم والغموم، وتيسير الأمور. فإنها تملأ القلب بالإيمان واليقين، وتقوي الصلة بالله. وحتى لمن لم يشهدوا معجزة الشفاء، فإن الإكثار من قراءتها يمنحهم السكينة والطمأنينة، ويحصنهم من الشرور.

في الختام، يمكن القول إن خواتيم سورة البقرة هي كنز عظيم يجب على كل مسلم أن يحرص على قراءتها بانتظام. فهي حفظٌ من الله، ونورٌ يضيء دروب المؤمنين، وشفاءٌ للقلوب. فلنجعلها جزءًا من حياتنا اليومية، لننعم ببركاتها وعظيم فضلها.

المراجع:

^ سورة البقرة , آية 285 – 286

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *