شهد أمين: فيلم “هجرة” رحلة وجدانية ودخلته بدون أحكام مسبقة على النساء

تحدثت المخرجة السعودية شهد أمين عن الإلهام وراء فيلمها الجديد “هجرة”، الذي يعرض حاليًا في مهرجان البحر الأحمر السينمائي. الفيلم، الذي تدور أحداثه حول رحلة عاطفية لثلاثة أجيال من النساء خلال موسم الحج، أثار اهتمامًا واسعًا من النقاد والجمهور. ويُركز “هجرة” على قصة اختفاء فتاة، وكيف تنطلق رحلة بحثها لتكشف عن روابط أعمق بين الماضي والحاضر والمستقبل.
تم عرض الفيلم مؤخرًا في جدة، حيث شاركت أمين تفاصيل عملية الإعداد والتصوير. وأكدت أن فكرة الفيلم بدأت كقصة بسيطة عن الاختفاء، لكنها تطورت بشكل كبير بعد أن ربطتها بتجربة الحج وتراث عائلتها. وتدور أحداث الفيلم في ثماني مدن سعودية مختلفة، مما يسلط الضوء على التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة.
هجرة: رحلة عاطفية عبر أجيال المملكة
“هجرة” ليس مجرد فيلم عن الاختفاء والبحث، بل هو استكشاف عميق للتجارب النسائية في المجتمع السعودي. حيث يسعى الفيلم إلى تقديم صورة واقعية للعلاقات بين الأمهات والجدات والأحفاد، والتحديات التي تواجههن في الحفاظ على هويتهن وتقاليدهن في عالم متغير. وتتميز القصة بتركيزها على المشاعر الإنسانية العالمية، مثل الحب والفقد والأمل.
الإلهام وراء القصة
أوضحت شهد أمين أنها بدأت بكتابة قصة عن فتاة تختفي، لكنها وجدت صعوبة في إحداث التوازن العاطفي المطلوب لإتمامها. ومع ذلك، أثناء مشاركتها في موسم الحج، بدأت تتشكل رؤية جديدة للقصة، حيث أدركت أن الحج يمكن أن يكون بمثابة خلفية مثالية لاستكشاف هذه القضية.
وأضافت، “كان عندي قصة اختفاء بنت ومكنتش قادرة أنفذه، حطيت الفيلم في خلفية الحج وكان مستحيل أوقف أفكر فيه، صرت أقدر من خلال قصة ستي أروح للماضي وأخلي الفيلم مش بس عن الحاضر وشخصية سارة، لأ عن ستي وقصتها والحاضر والمستقبل من خلال چنى”. وترى أمين أن هذه الخلفية الثقافية الغنية ساعدتها في إعطاء الفيلم عمقًا وأصالة أكبرين.
تصوير الفيلم والتحديات الإنتاجية
تم تصوير “هجرة” في ثماني مدن سعودية مختلفة، مما شكل تحديًا لوجستيًا كبيرًا لفريق الإنتاج. ومع ذلك، تمكن الفريق من التغلب على هذه التحديات بفضل الدعم الكبير الذي تلقوه من الجهات المحلية.
وقالت أمين: “أردت أن أصور الفيلم في أماكن حقيقية تعكس جمال وتنوع المملكة العربية السعودية. وقد استغرقنا وقتًا طويلاً في البحث عن المواقع المناسبة، والتأكد من أننا نحصل على التصاريح اللازمة”. وشارك في الفيلم نخبة من الممثلين السعوديين، بمن فيهم خيرية نظمي، لمار فادن، نواف الظفيري، رغد بخاري، وعبدالسلام الحويطي.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الفيلم على موضوع الذاكرة والهوية، حيث تتصارع الشخصيات مع ذكريات الماضي وتأثيرها على الحاضر والمستقبل. ويستكشف الفيلم أيضًا دور المرأة في المجتمع السعودي، وكيف تتكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية، مع الحفاظ على تقاليدها وقيمها.
الردود النقدية الأولية
تلقى “هجرة” ردود فعل إيجابية من النقاد الذين أشادوا بإخراجه، وتمثيله، وقصته المؤثرة. وصف البعض الفيلم بأنه “نافذة على المجتمع السعودي”، و”تحية للأجيال السابقة”. كما أشاد النقاد بقدرة الفيلم على معالجة قضايا اجتماعية حساسة بطريقة دقيقة ومحترمة. وساهم اختيار الممثلين في إبراز القصة بشكل واقعي ومؤثر، مما جعل الفيلم أكثر جاذبية للجمهور.
وحسبما ذكرت وكالات الأنباء، فقد أثار الفيلم نقاشات واسعة حول دور المرأة في المجتمع السعودي، وأهمية الحفاظ على التراث الثقافي. وقد أعرب العديد من الحضور عن تقديرهم للفيلم، ووصفوه بأنه “عمل فني مهم”.
ومن المتوقع أن يشارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية الأخرى في الأشهر المقبلة. كذلك، من المقرر إطلاق “هجرة” في دور السينما في السعودية ودول الخليج. وسيتم توزيع الفيلم أيضًا عبر منصات البث الرقمي، مما سيجعله متاحًا لجمهور أوسع.
فيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، من المتوقع أن تستمر شهد أمين في العمل على مشاريع سينمائية جديدة، بهدف تقديم المزيد من القصص التي تعكس الواقع السعودي. وستركز أمين أيضًا على تطوير المواهب الشابة في مجال صناعة الأفلام في المملكة. يبقى أن نرى كيف سيساهم هذا الفيلم في تعزيز مكانة السينما السعودية على الساحة العالمية. وستكون ردود أفعال الجمهور عند الإطلاق السينمائي المحطة القادمة الهامة لتقييم تأثير “هجرة“.

