عرض فيلم “بُكرا “ في نادي سينما المرأة… عندما يتقاطع الماضي مع الغد

يقوم المركز القومي للسينما في مصر بعرض الفيلم الروائي الطويل “بُكرا” ضمن فعاليات نادي سينما المرأة، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال السينمائية التي تتناول قضايا المرأة والمجتمع. الفيلم، الذي يجمع بين عناصر الخيال والتشويق، يطرح تساؤلات عميقة حول العلاقة بين الماضي والمستقبل، وكيف يمكن للأفعال أن تؤثر على مصائر الأجيال القادمة. العرض سينطلق يوم الاثنين الموافق 15 ديسمبر، ويعد فرصة لمشاهدة عمل سينمائي مصري جديد يثير الجدل الفكري.
سيُعرض الفيلم في المركز القومي للسينما بالقاهرة، في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً. تأتي هذه الفعالية في إطار جهود المركز لدعم السينما المصرية وتشجيع الحوار النقدي حول الأفلام المختلفة، وتقديم منصة للمخرجين والمبدعين لعرض أعمالهم. يهدف نادي سينما المرأة بشكل خاص إلى تعزيز دور المرأة في صناعة السينما، سواء كمخرجات أو ممثلات أو ناقدات.
فيلم “بُكرا”: قصة تجمع بين الأزمان وتطرح أسئلة وجودية
تدور أحداث فيلم “بُكرا” حول شخصية “ليلى”، فتاة مصرية تعيش في دبي، تجد نفسها في موقف غير اعتيادي بعد تواصلها مع شخص غامض من الماضي عبر جهاز كمبيوتر قديم. هذا التواصل يفتح الباب أمام سلسلة من الأحداث الغريبة التي تكشف عن أسرار دفينة، وتضعها في مواجهة حقائق لم تكن مستعدة لها. الفيلم يستكشف فكرة تأثير الماضي على الحاضر والمستقبل، وكيف يمكن لقراراتنا أن تحدد مصائرنا.
الفيلم لا يقتصر على تقديم قصة مشوقة، بل يتجاوز ذلك إلى طرح أسئلة فلسفية حول الوجود والقدر والمصير. هل يمكن الهروب من الماضي؟ وهل يمكن حقًا تغيير الغد؟ هذه التساؤلات تتردد طوال الفيلم، وتدعو المشاهد إلى التفكير والتأمل. يُعتبر الفيلم إضافة نوعية للأفلام المصرية التي تتناول مواضيع إنسانية واجتماعية معقدة.
فريق العمل والممثلون
يضم فيلم “بُكرا” فريق عمل متميز، بقيادة المخرج والكاتب محمد بركات، الذي شارك في كتابة السيناريو والحوار مع محمد سمير. تولى مهدي عون مهمة مدير التصوير، بينما قام يوسف الملاح بتصوير الفيلم. إيمان حسب الله كانت مسؤولة عن تصميم الأزياء، بينما أشرفت نور الهدى العابد على الماكياج. أما عمليات المكساج فقد تمت في استوديوهات Mix Art Studio.
يشارك في بطولة الفيلم نخبة من الممثلين المصريين، من بينهم محمد سمير، شريف العجمي، آية حلمي، أشرف الشرقاوي، هشام عادل، محمد كمال، محمد نهاد، سالم العامري، مهدي بوخريص، ووصال بن فضل، بالإضافة إلى الفنانة الشابة ريما وعائشة زكي. ويظهر الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، كضيف شرف في الفيلم، مما يضيف إلى قيمة العمل الفنية.
أهمية نادي سينما المرأة والسينما المصرية
يأتي عرض فيلم “بُكرا” ضمن سياق أوسع لأهمية دعم السينما المصرية، التي تعتبر جزءًا هامًا من الهوية الثقافية للم البلاد. السينما المصرية لها تاريخ طويل وحافل بالإنجازات، وقد ساهمت في تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي للأجيال المتعاقبة. ومع ذلك، تواجه السينما المصرية تحديات كبيرة في الوقت الحاضر، بما في ذلك نقص التمويل والمنافسة من الأفلام الأجنبية.
يلعب نادي سينما المرأة دورًا حيويًا في تعزيز دور المرأة في صناعة السينما، وتقديم أعمال سينمائية تعبر عن قضايا واهتمامات المرأة. تاريخيًا، كانت المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصًا في صناعة السينما، سواء من حيث عدد المخرجات أو المنتجات أو حتى الأدوار التي تلعبها في الأفلام. يهدف النادي إلى تغيير هذه الصورة، وتقديم نماذج نسائية ملهمة في عالم السينما. الفيلم المصري بشكل عام يحتاج إلى دعم مستمر لكي يستمر في الإبداع وتقديم أعمال ذات جودة عالية.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم نادي سينما المرأة في خلق مساحة للحوار والنقاش حول الأفلام، وتبادل الأفكار والخبرات بين المهتمين بالسينما. هذه المساحات ضرورية لتطوير صناعة السينما، وتشجيع الإبداع والابتكار. أفلام التشويق مثل “بُكرا” تجذب جمهورًا واسعًا، وتساهم في زيادة الإقبال على السينما المصرية.
من المتوقع أن يشهد عرض فيلم “بُكرا” إقبالًا كبيرًا من الجمهور والنقاد، نظرًا لقصته المشوقة وفريق العمل المتميز. سيتبع العرض نقاش مفتوح حول الفيلم، يشارك فيه المخرج والممثلون والجمهور. من المرجح أن يتم توزيع الفيلم في دور السينما المصرية بعد العرض الأول، وقد يحقق نجاحًا تجاريًا ونقديًا. يبقى أن نرى كيف سيتم استقبال الفيلم من قبل الجمهور، وما هي الآراء التي ستصدر عنه.

