فريق “غرق” يتحدثون عن فيلمهم مع جمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي

جدة – اختتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي عرض فيلم “غرق” للمخرجة زين دريعي، مساء الاثنين 8 ديسمبر 2025، وسط إقبال جماهيري كبير. الفيلم الذي يتناول قصة أم ومراهق يواجه تحديات نفسية، أثار نقاشًا واسعًا حول أهمية الصحة النفسية وطرق التعامل معها، وخصوصًا في فترة المراهقة. وقد تبع العرض جلسة أسئلة مع فريق الفيلم، حيث تحدثوا عن تفاصيل العمل ورؤيتهم الفنية.
عُرض الفيلم في مدينة جدة، كجزء من فعاليات المهرجان التي تستمر لعدة أيام، وتستضيف نخبة من صناع السينما والفنانين من مختلف أنحاء العالم. وقد حظي فيلم “غرق” باهتمام خاص نظرًا لقصته المؤثرة وأداء الممثلين المتميز، بالإضافة إلى تناوله لموضوع اجتماعي حساس.
فيلم “غرق”: نظرة على التحديات النفسية للمراهقين
يركز فيلم “غرق” على نادية، وهي أم تحاول التعامل مع سلوك ابنها المراهق باسل المتدهور بعد فصله من المدرسة. ترفض نادية في البداية الاعتراف بخطورة الوضع، متمسكةً بفكرة أن ابنها يحتاج فقط إلى توجيه ودعم. ومع ذلك، تتصاعد الأحداث بشكل تدريجي، لتجد نادية نفسها على وشك مواجهة كارثة.
رؤية المخرجة زين دريعي
أكدت المخرجة زين دريعي أن فكرة الفيلم بدأت تتشكل في بداية جائحة كوفيد-19، وأنها استلهمت الشخصيات من قصص واقعية. وأضافت أن شخصية الأم في الفيلم ليست مثالية، بل هي امرأة عادية قد ترتكب الأخطاء ولا تعرف دائمًا كيفية التصرف بشكل صحيح. وأشارت إلى أن المشروع بأكمله يحمل طابعًا شخصيًا.
آراء الممثلين
عبرت الفنانة كلارا خوري، التي لعبت دور الأم نادية، عن سعادتها بالمشاركة في هذا العمل، مؤكدةً أن دورها كان يخدم رؤية المخرجة بشكل كامل. وأوضحت أن العمل على مشاهدها مع محمد نزار كان ضروريًا لإظهار العلاقة المعقدة بين الأم والابن بشكل واقعي. كما ذكرت أنها تأثرت بقصة الفيلم، خاصةً وأنها أم أيضًا، وتخيلت ما الذي يمكن أن يحدث لو واجه ابنها نفس التحديات.
من جانبه، أعرب الفنان محمد نزار عن امتنانه للفرصة التي أتيحت له للعمل مع المخرجة زين دريعي لمدة ثلاث سنوات قبل بدء التصوير. وأشار إلى أن هذه الفترة الطويلة ساعدته في بناء شخصية باسل المعقدة، وفهم دوافعه ومشاعره. هذا الفيلم يمثل أول دور رئيسي له في فيلم سينمائي طويل، مما يضيف إلى أهميته.
يشارك في بطولة الفيلم أيضًا وسام طبيلة، المعروف بأدواره الكوميدية، والذي يقدم تجربة درامية جديدة له في عالم السينما. هذا التنوع في فريق التمثيل يعكس رغبة صناع الفيلم في تقديم عمل متكامل يلامس مختلف جوانب القصة.
الفيلم يطرح تساؤلات مهمة حول دور الأسرة والمجتمع في دعم المراهقين الذين يعانون من مشاكل نفسية. كما يسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب لهذه المشاكل، لتجنب الوصول إلى نتائج مأساوية. التعامل مع قضايا الصحة النفسية أصبح أكثر أهمية في السنوات الأخيرة، والفيلم يساهم في رفع الوعي حول هذا الموضوع.
يتناول فيلم “غرق” موضوعًا حساسًا وهو الاكتئاب لدى المراهقين، وهو تحدٍ يواجهه العديد من الأسر في المنطقة العربية والعالم. الفيلم لا يقدم حلولًا جاهزة، بل يهدف إلى إثارة النقاش وتشجيع الحوار حول هذه القضايا، وتقديم صورة واقعية للتحديات التي تواجه الأمهات في التعامل مع أبنائهن في هذه المرحلة العمرية الصعبة. الفيلم يعتبر إضافة نوعية للأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية هامة.
من المتوقع أن يشارك فيلم “غرق” في العديد من المهرجانات السينمائية الأخرى خلال الفترة القادمة. كما من المقرر عرضه تجاريًا في دور السينما في المنطقة العربية، بعد الحصول على الموافقات اللازمة. يبقى أن نرى كيف سيستقبل الجمهور الفيلم، وما هو الأثر الذي سيتركه في نفوسهم.
الفيلم يمثل محاولة جادة لتقديم عمل سينمائي عربي يتناول قضايا معاصرة بطريقة واقعية ومؤثرة. النجاح الذي حققه الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعكس الاهتمام المتزايد بالسينما العربية التي تتناول قضايا اجتماعية هامة. الصحة النفسية للمراهقين، والتعامل مع الأزمات الأسرية، هي مواضيع تستحق أن تلقى المزيد من الاهتمام والدعم من قبل صناع السينما.

