مصر: اكتشاف آخر مقبرة فرعونيّة مفقودة لملوك الأسرة الـ18

أعلنت مصر، الثلاثاء، اكتشاف آخر مقبرة فرعونيّة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة جنوبيّ البلاد، وهي الأولى من نوعها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.
وذكرت وزارة السياحة والآثار المصريّة، في بيان، أنّ "البعثة الأثريّة المصريّة الإنجليزيّة المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسّسة أبحاث الدولة الحديثة تمكّنت من الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثاني (1493-1481 ق.م)".
وأوضحت أنّها "آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشر في مصر (حوالي 1549/1550 إلى 1292 ق.م)".
وقال وزير السياحة والآثار شريف فتحي، في البيان، إنّها "أوّل مقبرة ملكيّة يتمّ العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922".
وجرى الاكتشاف "أثناء أعمال حفائر ودراسات أثريّة لمقبرة تمّ العثور على مدخلها وممرّها الرئيسيّ عام 2022 بمنطقة في جبل طيبة غرب مدينة الأقصر (جنوب)، على بعد حوالي 2.4 كيلومتر غرب منطقة وادي الملوك (الأثريّة)"، حسب البيان.
ووفق الأمين العامّ للمجلس الأعلى للآثار محمّد خالد فإنّه "عند عثور البعثة على مدخل المقبرة وممرّها الرئيسيّ في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، اعتقد فريق العمل أنّها قد تكون مقبرة لزوجة أحد ملوك التحامسة".
وأرجع ذلك إلى "قربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث ومقبرة الملكة حتشبسوت، الّتي أعدّت لها بصفتها زوجة ملكيّة قبل أن تتقلّد مقاليد حكم البلاد كملك وتدفن في وادي الملوك".
واستدرك: "ولكن مع استكمال الحفائر خلال هذا الموسم، اكتشفت البعثة أدلّة أثريّة جديدة حدّدت هويّة صاحب المقبرة الملك تحتمس الثاني.
وتابع: كما اكتشفت "أنّ من تولّى إجراءات دفنه هي الملكة حتشبسوت (حوالي 1473 – 1458 ق.م) بصفتها زوجته وأخته غير الشقيقة".
وأفاد بأنّ "أجزاء الأواني الّتي تمّ العثور عليه بالمقبرة كان عليها نقوش تحمل اسم الملك تحتمس الثاني بصفته "الملك المتوفّى"، إلى جانب اسم زوجته الملكيّة الرئيسيّة حتشبسوت، ممّا يؤكّد هويّة صاحب المقبرة".
ووصف هذا الكشف بأنّه "أحد أهمّ الاكتشافات الأثريّة في السنوات الأخيرة".
وقال إنّ "القطع الأثريّة المكتشفة تعدّ إضافة هامّة لتاريخ المنطقة الأثريّة وفترة عهد الملك تحتمس الثاني، حيث تمّ العثور لأوّل مرّة على الأثاث الجنائزيّ لهذا الملك، الّذي لا يوجد له أيّ أثاث جنائزيّ في المتاحف حول العالم".
وعن وضع المقبرة، قال رئيس قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصريّ محمّد عبد البديع إنّها "وجدت في حالة سيّئة من الحفظ".
وعزا ذلك إلى "تعرّضها للسيول بعد وفاة الملك بفترة قصيرة، حيث غمرت المياه المقبرة، ممّا استدعى من الفريق الأثريّ انتشال القطع المتساقطة من الملاط وترميمه".
وزاد بأنّ "الدراسات الأوّليّة تشير إلى أنّه تمّ نقل محتويات المقبرة الأساسيّة إلى مكان آخر، بعد تعرّضها للسيول خلال العصور المصريّة القديمة".
بدوره، قال رئيس البعثة الأثريّة من الجانب الإنجليزيّ بيرز ليزرلاند إنّ "المقبرة تتميّز بتصميم معماريّ بسيط كان نواة لمقابر من تواتر على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشر".
وأردف: "تضمّ المقبرة ممرًّا غطّيت أرضيّته بطبقة من الجصّ الأبيض، يؤدّي إلى حجرة الدفن بالممرّ الرئيسيّ للمقبرة".
وتابع أنّ الممرّ "يرتفع مستوى أرضيّته بنحو 1.4 متر عن أرضيّة الحجرة ذاتها، ويعتقد أنّه استخدم لنقل محتويات المقبرة الأساسيّة، بما فيها جثمان تحتمس الثاني بعد أن غمرتها مياه السيول".
وزاد بان "البعثة ستواصل أعمال المسح الأثريّ الّتي تجريها في الموقع منذ عامين، للكشف عن المزيد من أسرار المنطقة، والمكان الّذي نقلت إليه باقي محتويات مقبرة تحتمس الثاني".
المصدر: عرب 48