محمد فاضل: جمال عبد الناصر منحني مكافأة 100 جنيه

أثار تصريح المخرج المصري الكبير محمد فاضل جدلاً واسعاً حول أهمية القرآن الكريم في فن كتابة السيناريو. وأكد فاضل، خلال برنامج تلفزيوني، أن الإرتقاء بمهارات كتابة السيناريو يتطلب دراسة متعمقة للقرآن، مشيراً إلى سورة يوسف كمثال للقصة المتكاملة. جاء هذا التصريح في الخامس عشر من ديسمبر 2025، خلال استضافته في برنامج “تفاصيل” على قناة صدى البلد 2.
وأوضح فاضل أن القرآن الكريم يقدم نماذج فريدة في سرد القصص، تتضمن عناصر درامية متنوعة مثل الحب، الغموض، الجريمة، والعقاب، مما يجعله مرجعاً قيماً لكتّاب السيناريو. وقد أثار هذا الرأي نقاشاً حول العلاقة بين الدين والفن، وأهمية التراث الثقافي في تطوير الإبداع الفني.
أهمية القرآن الكريم في تطوير مهارات كتابة السيناريو
يرى فاضل أن سورة يوسف، على وجه الخصوص، تمثل “سيناريو متكاملاً” بفضل بنيتها الدرامية القوية وشخصياتها المعقدة. ويستند هذا الرأي إلى أن القصص القرآنية تتضمن حبكة متماسكة، وصراعات مؤثرة، ونهايات ذات مغزى، وهي العناصر الأساسية التي تشكل جوهر أي سيناريو ناجح.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى يعلم ميل البشر للقصص، لذلك استخدم أساليب سردية متنوعة في القرآن الكريم. هذه الأساليب، بحسب فاضل، يمكن أن تكون مصدراً للإلهام والتعلم لكتّاب السيناريو، خاصة فيما يتعلق ببناء الشخصيات وتصعيد الأحداث.
القرآن كمصدر للإلهام القصصي
لا يقتصر الأمر على سورة يوسف، فالعديد من القصص الأخرى في القرآن الكريم تحمل في طياتها دروساً قيمة في فن السرد. قصص الأنبياء، على سبيل المثال، تقدم نماذج متنوعة للشخصيات القيادية، والصراعات الأخلاقية، والتحديات التي تواجه الإنسان في رحلته.
ويرى بعض النقاد أن هذا التصريح يعكس وعياً بأهمية الجذور الثقافية والدينية في تشكيل الهوية الفنية. فالسينما المصرية، على سبيل المثال، تأثرت بشكل كبير بالتراث الأدبي والديني العربي والإسلامي، ولا يزال هذا التأثير واضحاً في العديد من الأفلام والمسلسلات.
في سياق متصل، تحدث فاضل عن مكافأة مالية حصل عليها من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وكشف أنه بعد إخراجه أول سهرة تلفزيونية له عام 1966، والتي استمرت ثلاث ساعات، منحه الرئيس عبدالناصر مبلغ 100 جنيه مصري.
وأشار إلى أن هذا المبلغ كان كبيراً جداً في ذلك الوقت، حيث كان راتبه الشهري لا يتجاوز 17 جنيهاً. وأضاف أن هذه المكافأة كانت بمثابة دافع كبير له، وشجعته على الاستمرار في مسيرته المهنية كمخرج.
هذا التصريح يعيد إلى الأذهان فترة ازدهار الدراما التلفزيونية في مصر في الستينيات والسبعينيات، والتي شهدت ظهور العديد من المخرجين والمؤلفين الموهوبين. كما يذكر بأهمية دعم الدولة للفنون والثقافة، وتشجيع الإبداع الفني.
كتابة السيناريو هي عملية معقدة تتطلب مهارات لغوية وإبداعية عالية، بالإضافة إلى فهم عميق لطبيعة الإنسان والمجتمع. ويتطلب إتقان هذه المهارات دراسة مستمرة وتدريب عملي، بالإضافة إلى الاطلاع على التجارب الفنية الناجحة.
بالإضافة إلى القرآن الكريم، يمكن لكتّاب السيناريو الاستفادة من قراءة الأدب العالمي، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المتميزة، وحضور ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة. كما أن التعاون مع مخرجين وممثلين آخرين يمكن أن يساهم في تطوير مهاراتهم وتحسين جودة أعمالهم.
الجدير بالذكر أن هناك اهتماماً متزايداً في مصر والعالم العربي بتطوير صناعة السينما والدراما. وتشير التقارير إلى أن الإنتاج السينمائي العربي يشهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وأن هناك طلباً كبيراً على المحتوى العربي المتميز.
من المتوقع أن يشهد العام 2026 المزيد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم صناعة السينما والدراما في مصر والعالم العربي. وتشمل هذه المبادرات تقديم التمويل اللازم للإنتاج السينمائي، وتوفير التدريب والتأهيل للشباب الطموح، وتشجيع التعاون بين الفنانين والمبدعين العرب. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه هذه الصناعة، مثل نقص التمويل، وصعوبة توزيع الأفلام، والمنافسة الشديدة من الإنتاجات الأجنبية.
يبقى مستقبل كتابة السيناريو والإنتاج التلفزيوني والسينمائي في مصر والعالم العربي رهنًا بالاستثمار المستمر في المواهب الشابة، والاهتمام بالجودة الفنية، والتكيف مع التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا ووسائل الإعلام.

