Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والجمال

أعراض متلازمة الميزوفونيا التي تعاني منها ياسمينا العبد

في حوار ضمن برنامج “ABtalks” مع الإعلامي أنس بوخش، كشفت الفنانة الشابة ياسمينا العبد عن معاناتها مع حالة صحية قد تكون غير مألوفة للكثيرين، وهي متلازمة الميزوفونيا أو كراهية الأصوات. هذا الإعلان أثار اهتماماً واسعاً، وسلط الضوء على هذا الاضطراب العصبي الذي يؤثر على جودة حياة المصابين به. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل ما هي الميزوفونيا، وأعراضها، وأسبابها المحتملة، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج المتاحة.

ما هي متلازمة الميزوفونيا؟

الميزوفونيا ليست مجرد حساسية للأصوات، بل هي حالة عصبية معقدة يتميز بها الشخص برد فعل عاطفي وغريزي سلبي تجاه أصوات محددة. هذه الأصوات، التي قد تبدو غير مزعجة للآخرين، تثير مشاعر قوية من الانزعاج والغضب وحتى الخوف لدى المصاب. وفقاً لموقع “clevelandclinic”، يمكن أن تكون هذه الأصوات متكررة، مثل صوت النقر، أو أصوات معينة تصدر عن الطعام أثناء المضغ، أو حتى بعض أنواع التنفس. الجدير بالذكر أن رد الفعل لا يتناسب مع شدة الصوت نفسه، مما يجعل الأمر محرجاً ومؤثراً على الحياة الاجتماعية.

أعراض متلازمة الميزوفونيا: استجابة جسدية وعاطفية قوية

تتنوع أعراض الميزوفونيا من شخص لآخر، لكنها عادة ما تتضمن مزيجاً من الاستجابات العاطفية والجسدية والسلوكية. فهم هذه الأعراض يساعد على التعرف على الحالة وطلب المساعدة المناسبة:

الأعراض العاطفية

تعد الأعراض العاطفية من أبرز ما يميز متلازمة الميزوفونيا. يمكن أن يشعر المصاب بغضب شديد، وقلق مستمر، واشمئزاز عميق، وخوف غير مبرر، وانزعاج بالغ تجاه الأصوات المحفزة. هذه المشاعر يمكن أن تكون ساحقة وتعيق القدرة على التركيز والتفاعل مع الآخرين.

الأعراض الجسدية

لا تقتصر الميزوفونيا على تأثيرها النفسي، بل تترافق أيضاً مع أعراض جسدية واضحة. يمكن أن يعاني الشخص من ارتفاع في ضغط الدم، وضيق في الصدر، وقشعريرة مفاجئة، وزيادة في معدل ضربات القلب، وتعرق مفرط كرد فعل طبيعي لتهديد متصور.

الأعراض السلوكية

تتطور الأعراض السلوكية نتيجة لمحاولة المصاب التعامل مع الأعراض العاطفية والجسدية. قد يلجأ إلى تجنب المواقف التي تصدر فيها الأصوات المزعجة، أو مغادرة المكان فجأة، أو التعبير عن ردود فعل لفظية قوية. وفي حالات نادرة، قد يصل الأمر إلى اتخاذ إجراءات عنيفة (وإن كانت غير مقصودة) لإيقاف الصوت. غالباً ما يشعر المصاب بالندم بعد هذه التصرفات، ولكنه يجد صعوبة في التحكم بردود أفعاله العفوية.

أسباب الميزوفونيا: هل هي وراثية أم مرتبطة بحالات أخرى؟

الأسباب الدقيقة وراء الميزوفونيا لا تزال قيد البحث، لكن هناك عدة عوامل قد تساهم في تطورها:

اختلافات في بنية الدماغ

تشير الدراسات التصويرية للدماغ إلى أن المصابين بالميزوفونيا قد يعانون من اختلافات في بنية الدماغ، وتحديداً في المناطق المسؤولة عن معالجة الأصوات والمشاعر. قد يكون هناك نشاط زائد أو وصلات غير طبيعية بين هذه المناطق، مما يؤدي إلى تضخيم الاستجابة للأصوات.

حالات أخرى مصاحبة

غالباً ما تترافق الميزوفونيا مع حالات عصبية ونفسية أخرى. يزداد خطر الإصابة بها لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، ومتلازمة توريت. كما أنها شائعة لدى المصابين بالاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب الشخصية الحدية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب مشكلات السمع، مثل فقدان السمع أو الطنين، دوراً في زيادة الحساسية الصوتية.

التاريخ العائلي والوراثة

يبدو أن هناك عنصراً وراثياً في بعض حالات الميزوفونيا. قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا الاضطراب خطر أكبر في الإصابة به. هناك أيضاً بعض الأدلة التي تشير إلى أن بعض الطفرات الجينية قد تكون مرتبطة بزيادة الحساسية الصوتية.

طرق الوقاية وعلاج الميزوفونيا: التعايش مع الأصوات المزعجة

على الرغم من أن الميزوفونيا ليست حالة قابلة للشفاء التام، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد المصابين على إدارة الأعراض وتحسين جودة حياتهم:

العلاج النفسي

يمكن أن يكون العلاج النفسي، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، فعالاً في مساعدة المصابين على فهم محفزاتهم وتطوير آليات للتعامل معها. غالباً ما يستند العلاج إلى تقنيات مستخدمة في علاج اضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة.

التكيف الصوتي

يمكن أن يساعد استخدام سدادات الأذن أو سماعات الرأس التي تلغي الضوضاء في تقليل تأثير الأصوات المحفزة. الاستماع إلى أصوات مهدئة أو ضوضاء بيضاء (مثل صوت المطر أو الأمواج) يمكن أن يكون أيضاً مفيداً.

بيئة العمل والدعم الاجتماعي

تعديل بيئة العمل لتقليل الأصوات المزعجة، وطلب الدعم من الزملاء والأصدقاء والعائلة أمراً بالغ الأهمية. يمكن أن توفر مجموعات الدعم عبر الإنترنت منصة للمصابين لتبادل الخبرات والاستراتيجيات.

ختاماً، متلازمة الميزوفونيا هي حالة حقيقية ومؤثرة تتطلب فهماً وتعاطفاً. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، فلا تتردد في طلب المساعدة من متخصص للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. زيادة الوعي بهذا الاضطراب يمكن أن يساعد في تقليل وصمة العار المرتبطة به، وتمكين المصابين من عيش حياة أكثر سعادة وإنتاجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *