Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والجمال

مرض شديد الخطورة.. ما هو فيروس ماربورغ؟

في أعقاب تقارير مقلقة عن تفشي فيروس ماربورغ في بعض الدول، وتحديداً في إثيوبيا، انتشر القلق في العديد من المجتمعات العربية، بما في ذلك مصر. هذا الفيروس الذي لا يوجد له لقاح حتى الآن، يثير الخوف بسبب معدلات الوفاة المرتفعة المرتبطة به، مما استدعى تحركًا سريعًا من السلطات الصحية وتوعية المواطنين. بعد انتشار شائعات حول تسجيل حالات مشابهة في المدارس المصرية، سارعت وزارة الصحة لنفي تلك الأنباء، لكن هذا لم يمنع الحاجة إلى فهم طبيعة هذا المرض الخطير وكيفية الوقاية منه.

ما هو فيروس ماربورغ؟ نظرة عامة على المرض

فيروس ماربورغ هو فيروس ينتمي إلى عائلة الفيلوفيروس، وهي نفس العائلة التي تضم فيروس الإيبولا الأكثر شهرة. يسبب هذا الفيروس حمى نزفية حادة، وهو مرض شديد الخطورة يتسم بمعدل وفيات عالٍ للغاية، يمكن أن يصل إلى 88% حسب منظمة الصحة العالمية. اكتُشف الفيروس لأول مرة في عام 1967 في ماربورغ، ألمانيا، وظهر في نفس الوقت تقريبًا في بلغراد، يوغوسلافيا (صربيا حاليًا) مع تفشي المرض بين العاملين في المختبرات التي تتعامل مع القرود المصابة.

ينتقل فيروس ماربورغ بشكل أساسي من الحيوانات إلى البشر، وتحديدًا من خفافيش الفاكهة من جنس Rousettus، عند التعرض لفترة طويلة لبروز الفيروس في الكهوف والمناجم التي تتواجد فيها هذه الخفافيش. يمكن للفيروس أيضًا أن ينتقل بين البشر من خلال ملامسة مباشرة مع سوائل الجسم (الدم، القيء، الإسهال) أو إفرازات المصابين، أو مع الأسطح الملوثة بها، بالإضافة إلى الجثث أثناء مراسم الدفن غير الآمنة.

الأعراض والتطورات السريرية لفيروس ماربورغ

تتشابه أعراض الإصابة بفيروس ماربورغ في البداية مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص. تبدأ الأعراض الأولية بشكل مفاجئ بعد فترة حضانة تتراوح بين 2 إلى 14 يومًا، وتشمل:

  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
  • صداع حاد ومزعج.
  • آلام في المعدة والعضلات.

بعد حوالي ثلاثة أيام من ظهور هذه الأعراض، قد تتطور الحالة لتشمل:

  • إسهال مائي حاد.
  • غثيان مستمر وقيء.
  • آلام شديدة في البطن.

يشير الخبراء إلى أن الإسهال يستمر عادة لمدة أسبوع تقريبًا، ويصاحبه ضعف عام وشحوب في الوجه، بالإضافة إلى انخفاض في ضغط الدم. قد يظهر طفح جلدي على المصابين، ولكنه عادة ما يكون غير مصحوب بحكة.

في الحالات الشديدة، يؤدي النزيف إلى مضاعفات خطيرة. يمكن أن يحدث نزيف من مختلف أجزاء الجسم، بما في ذلك اللثة، الأنف، الجهاز الهضمي، وحتى الأعضاء الداخلية. هذا النزيف الحاد غالبًا ما يكون السبب الرئيسي للوفاة، والتي تحدث عادة بين اليوم الثامن والتاسع من بداية المرض.

إجراءات وزارة الصحة المصرية لمواجهة خطر الفيروس

على الرغم من عدم تسجيل أي حالات مؤكدة لفيروس ماربورغ في مصر حتى الآن، إلا أن وزارة الصحة اتخذت إجراءات استباقية لمراقبة الوضع والاستعداد لأي طارئ. تؤكد الوزارة على المتابعة الدقيقة للإشعارات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية على مدار الساعة.

تشمل الإجراءات المتخذة:

  • تحديث وتفعيل خطط الاستجابة للطوارئ الصحية.
  • إجراء فحوصات دقيقة للقادمين من الدول التي تم فيها الإبلاغ عن حالات الإصابة.
  • مراجعة فورية لأي أعراض مشتبه بها لدى القادمين.
  • توعية العاملين في القطاع الصحي حول كيفية التعامل مع الحالات المحتملة.

كما دعت وزارة الصحة المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة، والاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة. تؤكد الوزارة أن الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء وأن اتباع إجراءات النظافة الشخصية وتجنب الاتصال المباشر مع أي شخص مصاب هي إجراءات كافية للوقاية. بالإضافة إلى ذلك، شددت الوزارة على جاهزية البلاد للتعامل مع أي حالة مشتبه بها وفقًا لبروتوكولات دولية صارمة.

تفاصيل تفشي فيروس ماربورغ الحالي في إثيوبيا

بدأ تفشي فيروس ماربورغ الحالي في إثيوبيا في 14 نوفمبر 2023، حيث تم تسجيل أولى حالات الإصابة في منطقة كوري. بعد ثلاثة أيام، سجلت وزارة الصحة الإثيوبية ثلاث وفيات. وفقًا لوكالة الأنباء الإثيوبية، تم فحص 73 شخصًا، وتأكدت إصابة 11 منهم بالفيروس، توفي منهم 6 أشخاص، بينما لا يزال 5 يخضعون للعلاج.

تم عزل 349 شخصًا آخرين يشتبه في تعرضهم للفيروس، في محاولة لاحتواء انتشاره. لحسن الحظ، تجاوز 119 شخصًا فترة المراقبة وخرجوا من الحجر الصحي بعد التأكد من عدم إصابتهم. هذه الإجراءات تعكس التزام الحكومة الإثيوبية بمواجهة التحدي الصحي، لكنها تظل بحاجة إلى دعم دولي ومتابعة دقيقة.

الوقاية هي الحل: نصائح للحماية من فيروس ماربورغ

على الرغم من خطورة فيروس ماربورغ، إلا أن هناك إجراءات يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة:

  • تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات البرية، وخاصة الخفافيش.
  • تجنب دخول الكهوف والمناجم التي قد تكون مأهولة بالخفافيش.
  • غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
  • استخدام معدات الحماية الشخصية (القفازات، الكمامات، المعاطف) عند التعامل مع المرضى أو سوائل الجسم.
  • التخلص الآمن من النفايات الطبية.
  • الإبلاغ الفوري عن أي أعراض مشتبه بها إلى السلطات الصحية.

في الختام، على الرغم من أن خطر انتشار فيروس ماربورغ في مصر يبدو منخفضًا في الوقت الحالي، إلا أن اليقظة والحذر هما أفضل سلاح لمواجهة هذا التهديد. التزامنا بالإرشادات الصحية والاعتماد على المعلومات الرسمية سيساعدنا في حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من هذا الفيروس القاتل. نتشجع بالتعاون الدولي ونتطلع إلى تطوير لقاح فعال في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *