أخبار الموضة: تحولات ملفتة في أسبوع الموضة العالمي

شهد عالم الأزياء مؤخرًا موجة من التحولات والتجديدات التي تجمع بين الأصالة والابتكار، سواء على مستوى المصممين أو صناعة الموضة ككل. من عروض إيلي صعب في باريس إلى القفطان المغربي في جدة، كان تركيز أخبار الموضة على الجمع بين الرومانسية والحداثة، مع إعادة تعريف الأنوثة بأسلوب عملي وجاذب.
إيلي صعب: الأنوثة بين الرومانسية والقوة
عرض إيلي صعب لربيع وصيف 2026 في باريس تميز بتحولات كبيرة عن عروضه السابقة، حيث ركّز المصمم على الأنوثة البسيطة والراقية بعيدًا عن التطريزات المبالغ فيها والأقمشة الشفافة. تضمنت المجموعة تايورات مفصلة وقطع منفصلة مناسبة للنهار، مع أحذية عالية تضفي على الإطلالات ثقة وقوة، مما يجعلها مثالية للعمل والاجتماعات الرسمية.
استخدم صعب أقمشة ناعمة وسهلة الحركة، مع معاطف وتنورات مستقيمة مستوحاة من الثمانينات، الحقبة التي شهدت دخول المرأة بقوة إلى سوق العمل. برزت التنورات المستقيمة بتصاميم مبتكرة عند الخصر وتفاصيل كشاكش، بينما حافظت البناطيل الواسعة على توازن بين العملية والفخامة.
افتتحت العارضة ديفا كاسل العرض بتنورة زيتونية مستقيمة مع بلوزة حريرية مفتوحة، في إشارة إلى التنسيق الحر بين القطع، بعيدًا عن الإطلالات المتكاملة التقليدية. تنوعت الألوان بين البني بدرجاته، البنفسجي، الأصفر، والأخضر، مع نقشات «أمير وايلز»، نقاط «بولكا»، ونقشات جلد الثعبان والسحالي. كما خُففت التطريزات في فساتين السهرة مع التركيز على القصات المثيرة والأقمشة الخفيفة مثل الموسلين والحرير، مما أعطى توازنًا بين الرومانسية والعملية.
القفطان المغربي: التقليد يعانق الحداثة
في جدة، قدمت المصممة المغربية لمياء عقيل عرضًا مميزًا للقفطان، مؤكدة أن هذا الزي التقليدي ليس مجرد لباس بل خطاب جمالي قادر على عبور الثقافات. انتهى العرض بقفطان أخضر وأبيض مستوحى من ألوان العلم السعودي، ليكون رمزًا للامتداد الثقافي بين المغرب والسعودية.
قدمت عقيل 15 قفطانًا بتصاميم عصرية تلائم مختلف الأعمار والمناسبات، مع تطريز يدوي معقد يستغرق شهرًا لإكمال كل قطعة، مما يجعلها أعمالًا فنية فريدة. وأشارت إلى أن القفطان المغربي يسير على نهج الكيمونو الياباني والساري الهندي ليصبح رمزًا عالميًا يجمع بين التراث والعصرية.
أسبوع الموضة في باريس: بدايات جديدة
شهد أسبوع باريس لربيع وصيف 2026 مشاركة أكثر من 110 دور أزياء و74 عرضًا، مع تغييرات كبيرة في الإدارة الفنية لدور مهمة مثل شانيل وديور ولويفي. المصمم البلجيكي ماتيو بلازي قدم أول عرض له في شانيل، جامعًا بين إرث الدار ولمسته الخاصة، بينما دمج جوناثان أندرسون إرث ديور ببصمته، محدثًا توازنًا بين الماضي والحاضر والفخامة والبساطة.
شارك أيضًا المصمم الإيطالي بييرباولو بيتشيولي في بالنسياجا، إلى جانب عروض علامات معروفة مثل لوي فويتون وهيرميس، وعودة علامات غائبة مثل سيلين وتوم براون. كما ظهرت مصممتان بلجيكيتان لأول مرة، جولي كيغلز وميريل روغ، مما أضاف بعدًا تاريخيًا لهذا الأسبوع الاستثنائي.
التحولات في صناعة الموضة الإيطالية
شهدت صناعة الموضة الإيطالية تغييرات جذرية، بعد رحيل جورجيو أرماني وتنحي سيلفيا فندي عن مناصبها الإبداعية. تحوّل المشهد من الشركات العائلية الصغيرة إلى المجموعات العالمية، مع تراجع نسبة دور الأزياء الإيطالية المملوكة للعائلات من 76.8% في 2012 إلى 57% في 2022.
استحوذت مجموعات كبيرة مثل إل في إم إتش وكيرينغ على علامات مهمة، بينما بقيت بعض البيوت مستقلة مثل دولتشي أند غابانا وتودز. ومع ذلك، يتوقع الخبراء عودة المستهلكين للبحث عن الجودة والحرفية الإيطالية الأصيلة، مما قد يعيد التوازن بين التقاليد والابتكار في المستقبل.
أناقة النجوم في حفل الكرة الذهبية 2025
شهد حفل الكرة الذهبية 2025 في باريس تلاقياً بين الأداء الرياضي والأناقة الرفيعة، حيث تألق النجوم ببدلات مصممة خصيصاً لهم. عثمان ديمبيلي، الفائز بالجائزة الكبرى، ارتدى بدلة سوداء من «زينيا» مع ساعة نادرة من «Richard Mille»، مؤكدًا أن أسلوبه لا يقل تألقاً عن موهبته.
النجوم الشباب مثل لامين يامال اختار بدلة «دولتشي آند غابانا» مع ربطة عنق «بابيون» وساعة فاخرة، بينما ظهر الحارس جيانلويجي دوناروما ببدلة كلاسيكية وساعة هندسية من «Kross Studio». حتى النجوم القدامى مثل لويس فيغو حافظوا على أناقتهم من خلال بدلات من علامتهم الخاصة وساعات فاخرة.
الحفل أكّد أن الأناقة الحديثة للرجال أصبحت تعبيراً عن الشخصية والهوية، متجاوزة مجرد الملابس الرسمية لتشمل التفاصيل الدقيقة والإكسسوارات الفاخرة.
في النهاية
تجمع هذه التحولات في عالم الموضة بين الأصالة والابتكار، مع إعادة تعريف الأنوثة والذكورة بأسلوب عملي وجاذب، سواء عبر عروض إيلي صعب في باريس، القفطان المغربي في جدة، التحولات الهيكلية في صناعة الموضة الإيطالية، أو أناقة النجوم في حفل الكرة الذهبية 2025. كل هذه الأحداث تشير إلى أن عام 2026 سيكون موسمًا حافلًا بالتجديد والإبداع، مع تركيز متزايد على التوازن بين الفن والثقافة والحداثة العملية.

