الملابس الضيقة خطر صامت يهدد الدورة الدموية والهضم

مع تزايد شعبية الملابس الضيقة كجزء أساسي من خزانة الملابس العصرية، يحذر خبراء في مجال التشريح من الآثار الصحية المحتملة لهذه الملابس، خاصةً عند ارتدائها بشكل مستمر. تتراوح هذه الآثار من مشاكل الدورة الدموية البسيطة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، مما يستدعي الانتباه إلى اختيار الملابس المناسبة وتجنب الضغط المفرط على الجسم. هذا المقال يسلط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة بارتداء الملابس الضيقة، وكيفية الوقاية منها.
أفاد الدكتور فياتشسلاف أرتيشيف، الأستاذ المساعد في قسم علم التشريح بجامعة بيروغوف الطبية في روسيا، بأن ارتداء الملابس الداخلية والجوارب والسراويل الضيقة قد يؤدي إلى عواقب صحية غير مرغوب فيها. جاءت هذه التحذيرات في سياق تزايد الوعي بأهمية الراحة والصحة عند اختيار الملابس اليومية. تعتبر هذه النصائح ذات أهمية خاصة مع اقتراب موسم الشتاء وزيادة ارتداء الملابس التي قد تحد من حركة الجسم.
مخاطر ارتداء الملابس الضيقة على الصحة
أحد أبرز المخاطر المرتبطة بالملابس الضيقة هو تأثيرها على الدورة الدموية. وفقًا للدكتور أرتيشيف، يمكن أن تعيق الجوارب الضيقة تدفق الدم في الساقين، مما يؤدي إلى الشعور بالخدر والبرودة والوخز. هذه الأعراض ناتجة عن ضعف وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى الأطراف السفلية.
تأثير الملابس الضيقة على الجهاز الهضمي
بالإضافة إلى تأثيرها على الدورة الدموية، يمكن أن تسبب الملابس الضيقة مشاكل في الجهاز الهضمي. الأربطة المطاطية المشدودة في السراويل قد تضغط على البطن، مما يؤدي إلى اضطرابات في عملية الهضم لدى بعض الأشخاص. قد تشمل هذه الاضطرابات الانتفاخ، والإمساك، والشعور بعدم الراحة.
يؤكد الخبراء على أهمية الانتباه إلى أي شعور بالانزعاج أو الشد أثناء ارتداء الملابس. السراويل الضيقة، وخاصة الجينز أو تلك ذات الأحزمة الضاغطة، قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل هضمية بسبب الضغط المستمر على منطقة البطن. ينصح بتجنب ارتداء هذه الأنواع من الملابس لفترات طويلة.
تأثير الملابس الضيقة على منطقة الحوض والظهر
الملابس الداخلية الضيقة يمكن أن تقيد تدفق الدم في محيط الوركين والخصر، مما قد يسبب تورمًا ومشاكل أخرى لدى الرجال والنساء. هذا التقييد في تدفق الدم يمكن أن يؤثر على صحة الأعضاء التناسلية ويؤدي إلى التهابات أو ألم.
علاوة على ذلك، حمالات الصدر غير المناسبة يمكن أن تسبب تهيجًا للجلد، وتضغط على الأوعية الدموية، وتزيد من إجهاد عضلات الظهر. هذا الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى آلام الظهر المزمنة وتدهور وضعية الجسم. ينصح باختيار حمالات الصدر التي توفر دعمًا جيدًا دون الضغط على الجسم.
تعتبر الملابس الرياضية الضيقة من الأنواع الشائعة التي يرتديها الكثيرون، ولكن يجب التأكد من أنها مصنوعة من مواد تسمح بتهوية الجلد وتجنب تراكم العرق، مما قد يؤدي إلى تهيج الجلد وظهور الحبوب.
الملابس المحكمة بشكل عام، بما في ذلك الأحذية الضيقة، يمكن أن تسبب مشاكل صحية. الأحذية الضيقة قد تؤدي إلى تشوهات في القدم، مثل الأورام والمسامير، بالإضافة إلى آلام في الكاحل والركبة.
ينصح الخبراء بتنويع الملابس واختيار القطع الفضفاضة والمريحة قدر الإمكان. يجب أيضًا الانتباه إلى نوعية الأقمشة المستخدمة في صناعة الملابس، وتجنب الأقمشة التي تسبب الحساسية أو تهيج الجلد. اختيار الملابس المناسبة هو جزء أساسي من الحفاظ على صحة جيدة ونمط حياة نشط.
في الختام، من المتوقع أن تزداد الأبحاث حول تأثير الملابس على الصحة في السنوات القادمة، مع التركيز على تطوير مواد وأساليب تصميم أكثر راحة وصحة. من المقرر أن تنشر وزارة الصحة الروسية تقريرًا مفصلاً حول هذه القضية في الربع الأول من عام 2026، والذي قد يتضمن توصيات جديدة بشأن اختيار الملابس. يبقى من المهم على المستهلكين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة وأن يتخذوا قرارات مستنيرة بشأن الملابس التي يرتدونها.

