بلدة تلقب بـ “عاصمة التوائم في العالم”

تُعرف بلدة إيجبوأورا في نيجيريا بمعدلات ولادة التوائم المرتفعة بشكل غير عادي، مما أكسبها لقب “عاصمة التوائم في العالم”. يثير هذا الأمر فضول الباحثين ويجذب السياح، لكنه يطرح أيضًا تحديات اقتصادية واجتماعية على المجتمع المحلي. تشير الإحصائيات إلى أن الظاهرة تتجاوز بكثير المعدلات العالمية للولادات المتعددة.
تقع إيجبوأورا في ولاية أوندو بجنوب غرب نيجيريا، وقد اكتسبت شهرة عالمية بسبب ولادة عدد كبير من التوائم فيها. يعتقد السكان المحليون أن هذه الظاهرة ليست مجرد صدفة، بل تعود إلى عوامل ثقافية وبيئية فريدة. وقد ارتبطت هذه المنطقة تقليديًا بالخصوبة والبركة، حيث يُنظر إلى التوائم على أنها رموز للحظ الجيد.
ظاهرة التوائم في إيجبوأورا: دراسة للغزوظ
يبلغ متوسط معدل ولادة التوائم في العالم حوالي 12 لكل ألف مولود، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومع ذلك، تشير البيانات من إيجبوأورا إلى معدل أعلى بكثير، يتراوح بين 45 و 50 توأم لكل ألف مولود. وقد أثار هذا التباين اهتمام العلماء والباحثين الذين يسعون لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.
يعتقد بعض السكان المحليين أن السر يكمن في نظام غذائي تقليدي يعتمد على مكونات معينة مثل أوراق البامية و “حبوب الجراد” وأعشاب الماروجبو. يدّعون أن تناول هذه الأطعمة يزيد من فرص الحمل بتوأم. لكن لا يوجد حتى الآن دليل علمي قاطع يدعم هذه النظرية.
الأبحاث العلمية والفرضيات
أجريت العديد من الدراسات في إيجبوأورا بهدف تحديد العوامل المساهمة في ارتفاع معدل ولادة التوائم. وتشير بعض الفرضيات إلى أن النظام الغذائي قد يلعب دورًا، نظرًا لاحتواء بعض المكونات المحلية على مركبات شبيهة بالإستروجين، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحفيز إطلاق بويضات متعددة. لكن خبراء آخرين يرون أن العوامل الوراثية قد تكون أكثر أهمية.
بينت الأبحاث الأولية احتمال وجود جين وراثي شائع نسبياً بين النساء في المنطقة. قد يزيد هذا الجين من احتمالية التبويض المزدوج. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن استخدام وسائل الإخصاب المساعدة قد ساهم في زيادة معدلات الولادة المتعددة في بعض المجتمعات، ولكن لا يوجد دليل على أن هذا هو الحال في إيجبوأورا.
مهرجان التوائم والاحتفال بالولادات المتعددة
يعتبر التوأم في إيجبوأورا مصدر فخر كبير للمجتمع، ويتم الاحتفال بهم من خلال مهرجان سنوي خاص. يرتدي التوائم ملابس متطابقة ويشاركون في فعاليات مختلفة، مما يعكس مكانتهم الخاصة في الثقافة المحلية. ويعتبر هذا المهرجان فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الأسر التي لديها توائم.
يرتبط هذا الاحتفال بتقاليد قديمة تعود إلى قرون مضت، حيث كان يُنظر إلى التوائم على أنها تمتلك قوى روحية خاصة. ومع ذلك، فقد تغيرت النظرة إلى التوائم بمرور الوقت، وأصبحوا يُعتبرون أفرادًا عاديين يستحقون نفس الرعاية والاهتمام مثل أي طفل آخر. تزايد الوعي بأهمية رعاية الأم والطفل بشكل عام.
التحديات الاقتصادية المصاحبة لزيادة الولادات
على الرغم من الفرح والاحتفال المصاحبين لولادة التوائم، فإن إيجبوأورا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب ارتفاع عدد السكان. تترتب على الأسر نفقات إضافية لرعاية التوائم، مما يزيد من الضغط المالي عليها. وهذا يتطلب توفير دعم إضافي للأسر في المنطقة.
يعاني المجتمع المحلي من نقص في الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأطفال التوائم صعوبات في الحصول على التعليم والفرص المتساوية. يرى خبراء التنمية أن توفير فرص عمل وتحسين البنية التحتية يمكن أن يساعد في تخفيف هذه التحديات.
وفي سياق متصل، بدأت بعض المنظمات غير الحكومية في تقديم المساعدة للأسر التي لديها توائم في إيجبوأورا، من خلال توفير الدعم المالي والمادي والتعليمي. إلا أن هذه الجهود لا تزال غير كافية لمواجهة حجم التحديات الموجودة. يجب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان مستقبل أفضل للأطفال التوائم في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر الأبحاث والدراسات حول ظاهرة التوائم في إيجبوأورا في السنوات القادمة، بهدف فهم الأسباب الكامنة وراءها وتحديد العوامل المساهمة فيها. وسيكون من المهم متابعة التطورات في هذا المجال، وتقييم فعالية التدخلات التي تهدف إلى دعم الأسر والأطفال التوائم في المنطقة. كما يجب مراقبة التغيرات المحتملة في النظام الغذائي والظروف البيئية التي قد تؤثر على معدلات الولادة المتعددة.

