دراسة تكشف: قشر البطاطس قد يصبح أساس مستحضرات التجميل الحديثة

في ظل تزايد الاهتمام بمكونات العناية بالبشرة الطبيعية، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية استخلاص مواد تجميلية قيمة من نفايات البطاطس، مما قد يمثل تطوراً مهماً في صناعة مستحضرات التجميل خلال السنوات القادمة. ويتركز البحث حول مركبات مثل السولانيسول وفيتامين K2 الموجودة في أجزاء النبات المهملة. وتهدف هذه الجهود إلى إيجاد بدائل مستدامة وأكثر فعالية للمكونات التقليدية المستخدمة في منتجات العناية بالبشرة.
تأتي هذه الاكتشافات من فريق بحثي بجامعة أبردين في اسكتلندا، حيث يركز العلماء على استكشاف إمكانات قشر البطاطس وجذورها وأوراقها كمصدر للمركبات النشطة بيولوجياً. وقد بدأت هذه الدراسة في أوائل عام 2024، وتستمر حالياً لتقييم الجدوى الاقتصادية والبيئية لهذا النهج المبتكر.
البطاطس كمصدر لـنفايات البطاطس في صناعة التجميل
وفقًا للباحثين، تحتوي نفايات البطاطس على تركيزات عالية من السولانيسول، وهو مركب ضروري لإنتاج الإنزيم المساعد Q10، وهو مضاد أكسدة قوي يستخدم على نطاق واسع في منتجات مكافحة الشيخوخة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على فيتامين K2 الذي يلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة البشرة ومرونتها.
تعتمد شركات التجميل حاليًا على نباتات التبغ كمصدر رئيسي للسولانيسول، إلا أن إنتاج التبغ يواجه تحديات متزايدة بسبب المخاوف الصحية والبيئية. ولهذا السبب، يسعى العلماء إلى إيجاد مصادر بديلة ومستدامة للمركب، مثل البطاطس التي تعتبر محصولًا وفيرًا ورخيصًا.
الفوائد المحتملة لاستخدام مستخلص البطاطس
تشير الدراسات الأولية إلى أن مستخلص قشر البطاطس يمكن أن يحفز إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الذي يحافظ على مرونة ونضارة البشرة. وهذا يعني أنه يمكن استخدامه في تطوير مستحضرات تجميل جديدة تهدف إلى تقليل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.
علاوة على ذلك، يُعرف البطاطس بخصائصه المهدئة والمضادة للالتهابات، مما يجعله مكونًا مثاليًا للعناية بالبشرة الحساسة أو المعرضة لحب الشباب. وقد استخدمت المستحضرات المنزلية التقليدية البطاطس لعلاج الهالات السوداء وتفتيح لون البشرة غير المتساو.
تؤكد البروفيسورة هيذر ويلسون، رئيسة قسم علم المناعة بجامعة أبردين، أن “تقييم جودة السولانيسول المستخرج من البطاطس المحلية وتحديد تطبيقاته المحتملة في قطاع التجميل يمثل مجالًا بحثيًا واعدًا”. وأضافت أن “النتائج الأولية مشجعة للغاية، ونحن نتوقع أن نرى منتجات تجميلية جديدة تعتمد على هذا المكون المبتكر في المستقبل القريب.”
تعتبر جمعية “غرامبيان غرويرز”، وهي تعاونية للمزارعين في الساحل الشرقي لاسكتلندا، هذا المشروع فرصة مهمة لتعزيز قيمة محصول البطاطس وتقليل الهدر الزراعي. ويهدف المشروع إلى إيجاد طرق جديدة لتحويل نفايات البطاطس إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مما يعود بالنفع على المزارعين والبيئة على حد سواء.
بالإضافة إلى نفايات البطاطس، هناك اهتمام متزايد بالبحث عن مكونات طبيعية أخرى في الزراعة يمكن استخدامها في صناعة التجميل، مثل مستخلصات الطحالب والفواكه والخضروات. ويعكس هذا الاتجاه وعيًا متزايدًا بأهمية الاستدامة والبحث عن بدائل صحية وآمنة للمواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات التقليدية.
من المتوقع أن يستمر فريق البحث في جامعة أبردين في تحليل جودة السولانيسول المستخرج من البطاطس وتقييم فعاليته في مختلف تطبيقات العناية بالبشرة. كما يخططون لإجراء المزيد من الدراسات السريرية لتأكيد الفوائد المحتملة لهذا المكون المبتكر. ومن المقرر تقديم تقرير نهائي عن نتائج البحث في الربع الأول من عام 2026، والذي سيحدد الخطوات التالية نحو تطوير منتجات تجميلية جديدة تعتمد على نفايات البطاطس.

