فواكه وخضراوات تخفف دور البرد المنتشر.. منها عصير الليمون

مع انتشار الأمراض الموسمية، وخاصةً نزلات البرد خلال فصل الشتاء، يزداد الاهتمام بـتقوية المناعة من خلال الغذاء. وتُعد الفواكه والخضراوات مصدراً أساسياً للفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم وظائف الجسم الدفاعية وتقليل خطر الإصابة بالعدوى. وقد أكد خبراء التغذية على أهمية إدراج هذه الأطعمة في النظام الغذائي اليومي.
أهمية الفواكه والخضراوات في تقوية المناعة
تعتبر الفواكه والخضراوات جزءاً لا يتجزأ من نظام غذائي صحي ومتوازن، وتلعب دوراً حاسماً في تعزيز صحة الجهاز المناعي. فهي غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تساعد الجسم على مكافحة الالتهابات والأمراض.
فيتامين سي ودوره في مكافحة نزلات البرد
أشار الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن الفواكه الغنية بفيتامين سي، مثل البرتقال والليمون والجوافة، تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة نزلات البرد وتقليل مدة الإصابة بها. يعمل فيتامين سي كمضاد للأكسدة، مما يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين سي في إنتاج خلايا الدم البيضاء، وهي خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى. ويُفضل تناول هذه الفواكه بشكل منتظم خلال فصل الشتاء لضمان حصول الجسم على الكمية الكافية من فيتامين سي.
الخضراوات الورقية ومضادات الأكسدة
أوضح الدكتور بدران أن الخضراوات الورقية الداكنة، مثل السبانخ والجرجير، تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الالتهابات وتعزيز وظائف الجهاز المناعي. تعمل مضادات الأكسدة على تحييد الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا.
وتساهم هذه الخضراوات أيضاً في توفير الفيتامينات والمعادن الأساسية الأخرى التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحته. يُوصى بتضمين الخضراوات الورقية في الوجبات اليومية لتعزيز الصحة العامة وتقوية المناعة.
ويمكن أن يكون شرب عصير الليمون الطازج مع الماء الدافئ صباحاً طريقة فعالة لترطيب الجسم وتهدئة التهاب الحلق، خاصةً عند إضافة ملعقة من العسل الطبيعي. يحتوي الليمون على فيتامين سي، بينما يتميز العسل بخصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات.
المعادن الأساسية ودعم الجهاز المناعي
أكد الدكتور شهاب صلاح، أخصائي التغذية العلاجية، على أهمية إدراج مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات في النظام الغذائي اليومي لتزويد الجسم بالمعادن الأساسية مثل الزنك والحديد. هذه المعادن ضرورية لإنتاج خلايا الدم البيضاء وتعزيز فعالية الجهاز المناعي ضد نزلات البرد والأمراض الفيروسية الأخرى.
الحديد، على سبيل المثال، يلعب دوراً حيوياً في نقل الأكسجين إلى الخلايا، مما يساعدها على العمل بكفاءة أكبر. بينما يساهم الزنك في تطوير ووظيفة خلايا المناعة. نقص هذه المعادن يمكن أن يضعف الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
وأضاف الدكتور صلاح أن تناول وجبات متوازنة تحتوي على الفواكه والخضراوات الطازجة، مع الحرص على شرب كميات كافية من السوائل الدافئة، يساعد في تخفيف أعراض البرد بسرعة وتقليل الحاجة إلى الأدوية. تقوية المناعة لا تعتمد فقط على تناول الفواكه والخضراوات، بل أيضاً على نمط الحياة الصحي الذي يشمل النوم الكافي وممارسة الرياضة بانتظام.
الوقاية من الأمراض هي الأفضل دائماً، والتركيز على التغذية الصحية هو خطوة أساسية في هذا الاتجاه. يجب أن يكون النظام الغذائي متنوعاً وشاملاً لجميع العناصر الغذائية الضرورية لعمل الجهاز المناعي بكفاءة.
في الختام، مع استمرار انتشار الفيروسات والأمراض الموسمية، يبقى الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن غنياً بالفواكه والخضراوات هو خط الدفاع الأول والأكثر فعالية. من المتوقع أن تؤكد الأبحاث المستقبلية بشكل أكبر على العلاقة الوثيقة بين التغذية والصحة العامة، مع التركيز على تحديد الفواكه والخضراوات الأكثر فعالية في تعزيز المناعة. ينبغي متابعة التوصيات الصحية الصادرة من الجهات الرسمية وخبراء التغذية للبقاء على اطلاع بأحدث المستجدات في هذا المجال.

