Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
لايف ستايل

كيف يسبب الإجهاد الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية؟

أظهرت دراسة حديثة أن الإجهاد المزمن، خاصةً المصاحب لحالات مثل **الاكتئاب** و القلق، يرتبط بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. توصل باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام إلى هذه النتائج بعد تحليل بيانات واسعة النطاق، مؤكدين على العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والقلبية. وقد نشرت هذه الدراسة الهامة في مجلة (CCI) في 23 ديسمبر 2025.

شملت الدراسة أكثر من 85 ألف مشارك تم تتبعهم لمدة متوسطها 3.4 سنوات. وخلال هذه الفترة، سجل الفريق الطبي أكثر من 3000 حالة من الأحداث القلبية الوعائية الخطيرة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب. وهذا يؤكد الحاجة الماسة لفهم أعمق لتأثير الصحة النفسية على صحة الجسم بشكل عام.

**الاكتئاب** والقلق: عوامل خطر رئيسية لأمراض القلب

أشارت النتائج بشكل خاص إلى أن الخطر يرتفع بشكل ملحوظ لدى الأفراد الذين يعانون من كل من الاكتئاب والقلق في آن واحد. فقد زاد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 32% لدى هذه المجموعة مقارنة بأولئك الذين يعانون من اضطراب واحد فقط، أو لا يعانون من أي منهما. يعزى هذا إلى التفاعل المعقد بين العوامل النفسية والبيولوجية.

وفقًا للباحثين، يؤدي الاكتئاب والقلق إلى تنشيط مناطق الإجهاد في الدماغ. وهذا النشاط غير الطبيعي يمكن أن يعطل وظائف الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى سلسلة من التغيرات الفسيولوجية الضارة. بالإضافة إلى ذلك، يحفز الاكتئاب والقلق استجابة التهابية مزمنة في الجسم.

التأثير البيولوجي للاكتئاب والقلق على القلب

أظهرت التحليلات البيولوجية التي أجريت كجزء من الدراسة ارتفاعًا في نشاط اللوزة الدماغية لدى المشاركين الذين يعانون من كل من الاكتئاب والقلق. اللوزة الدماغية هي جزء من الدماغ يلعب دورًا حاسمًا في معالجة العواطف، بما في ذلك الخوف والقلق.

وعلاوة على ذلك، لاحظ الباحثون انخفاضًا في تقلب معدل ضربات القلب وزيادة في مستويات بروتين C المتفاعل (CRP) لدى هذه المجموعة من المشاركين. يعتبر بروتين C المتفاعل علامة على الالتهاب في الجسم. هذه التغييرات البيولوجية مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وتلف الأوعية الدموية بمرور الوقت.

ويتعلق هذا الخطر أيضًا بعوامل مثل **الضغط النفسي** و**التوتر**. فالأشخاص الذين يتعرضون بشكل مستمر لمستويات عالية من الضغط النفسي هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، بغض النظر عن وجود اضطرابات نفسية أخرى.

أكدت الدراسة على أهمية معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الرعاية الصحية الشاملة. فإن تجاهل الاكتئاب والقلق يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحة القلب والأوعية الدموية.

من المهم الإشارة إلى أن هذه الدراسة تظهر وجود ارتباط، وليست بالضرورة علاقة سبب ونتيجة مباشرة. فقد تكون هناك عوامل أخرى تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق.

اقرأ أيضا:

بعد إصابة جنات بالأنيميا بسبب الحزن.. احذر هذه الأعراض

زراعة الأسنان.. هل تسبب الألم أو تتعرض للتسوس؟ (فيديو)

الأكثر انتشارا.. 9 علامات شائعة لفيروس H3N2 ومخاطره الخفية

“القاتل الصامت في الصباح”.. 4 عادات ترفع مستوى الكوليسترول دون أن تشعر

6 أطعمة غنية بالزنك تقوي جهاز المناعة.. احرص على تناولها

يتوقع الباحثون إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الآليات الدقيقة التي تربط بين الاكتئاب والقلق وأمراض القلب. كما يخططون لتقييم فعالية التدخلات النفسية والطبية في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات. من المقرر تقديم تقرير أولي عن نتائج هذه الدراسات الإضافية في مؤتمر القلب والأوعية الدموية في عام 2026. وستظل المتابعة ضرورية لفهم النطاق الكامل لهذه العلاقة المعقدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *