شهدت مدينة أفشين بولاية قهرمان مرعش التركية، يوم الخميس الموافق 5 ديسمبر 2025، حادثاً مأساوياً حين قام رجل، يُدعى نوح م.، بإضرام النار في جسده أمام مبنى بلدية أفشين. وقد أثارت هذه الواقعة صدمة واسعة النطاق وتساؤلات حول الظروف التي دفعت الرجل إلى هذا الفعل اليائس، وتسلط الضوء على قضية الإيذاء ووصول الأفراد إلى نقطة اللاعودة بسبب الشعور بالظلم.
وقعت الحادثة في وضح النهار، حيث قام الرجل ببث مباشر عبر حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي قبل إشعال النيران، مستعرضاً معاناته ومؤكداً تعرضه للاعتداء. وقد أظهر البث المباشر حالة نفسية سيئة يعيشها الرجل، حيث بدت عليه علامات الحزن واليأس الشديدين، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن طبيعة الظلم الذي تعرض له.
الحادثة و تفاصيلها: ما الذي دفع نوح م. إلى الإيذاء؟
وفقاً للتقارير الأولية، كان نوح م.، وهو أب لخمسة أطفال، قد اشتكى في السابق من تعرضه للضرب والاعتداء، ولكنه لم يحصل على أي استجابة من الجهات المختصة. خلال البث المباشر، عبّر عن إحباطه الشديد من تجاهل شكواه وعدم الاهتمام بمعاناته، وهو ما يبدو أنه كان القشة التي قصمت ظهر البعير. وفجأة، سكب الرجل مادة قابلة للاشتعال على جسده وأشعل النار، مما أثار حالة من الفوضى والذعر بين المارة.
سارع عدد من المواطنين والمسؤولين في البلدية إلى محاولة إطفاء النيران، وتمكنوا من ذلك بعد جهود مضنية. إلا أن الرجل أصيب بحروق بالغة في مناطق مختلفة من جسده، مما استدعى نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
الحالة الصحية للرجل و التحويل إلى شانلي أورفا
وأفادت مصادر طبية أن حالة نوح م. حرجة للغاية، وأن الحروق التي أصابته عميقة وخطر على حياته. وبسبب خطورة الإصابات وضرورة توفير علاج متخصص، تقرر تحويله من مستشفى قهرمان مرعش إلى مستشفى آخر في ولاية شانلي أورفا، حيث تتوفر عيادات حروق متقدمة. ولا يزال الأطباء يراقبون حالته الصحية عن كثب، ويقدمون له كافة الرعاية اللازمة.
وقد أطلقت الشرطة تحقيقاً شاملاً في الحادثة، لتحديد ملابساتها وأسبابها، كما تسعى إلى جمع المزيد من الأدلة والمعلومات حول شكاوى الرجل والظلم الذي ادعى تعرضه له. ويأتي هذا التحقيق في إطار جهود السلطات التركية للتعامل مع قضايا العنف والاعتداء، وضمان حماية حقوق الأفراد.
تصريحات رسمية لم تصدر بعد من بلدية أفشين أو السلطات المحلية، ولكن من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول الحادثة والتحقيقات الجارية في الساعات القادمة. هذا الحادث يذكرنا بأهمية الاستماع إلى شكاوى المواطنين، والتعامل معها بجدية ومسؤولية، لمنع وقوع مآسٍ مماثلة في المستقبل.
وتشير بعض التقارير إلى أن هذا الحادث قد يثير نقاشاً مجتمعياً أوسع حول آليات التعامل مع قضايا الظلم والإهمال، وضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من مشاكل وصعوبات في حياتهم. وكذلك، تسليط الضوء على أهمية تفعيل دور المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني في حماية حقوق الإنسان، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للجميع.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في قضية نوح م. خلال الأيام القليلة القادمة، وأن يتم جمع شهادات الشهود والتحقيق مع جميع الأطراف المعنية. كما سيتم تحليل محتوى البث المباشر الذي قام به الرجل، لفهم دوافعه بشكل أفضل، وتحديد ما إذا كان هناك أي معلومات إضافية قد تساعد في كشف حقيقة ما حدث. وسيتم متابعة التطورات في هذه القضية، والإبلاغ عنها بشكل دقيق وموضوعي.
