Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
لايف ستايل

“مصفاة جسمك” في خطر.. 4 عادات يومية تضر بالكبد

يُعد الكبد من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا حيويًا في عمليات الهضم والتخلص من السموم وتنظيم مستويات السكر في الدم. ورغم قدرته الفائقة على التجدد، إلا أن التعرض لعادات يومية غير صحية يمكن أن يؤدي إلى تلفه وتراكم المشاكل الصحية، غالبًا دون ظهور أعراض واضحة في المراحل المبكرة. تشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من أمراض الكبد المختلفة، مما يجعل الوقاية والكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية.

تتطور العديد من أمراض الكبد بصمت، وقد لا تظهر الأعراض إلا في مراحل متقدمة، مثل اليرقان أو التعب المزمن. ومع ذلك، هناك عوامل خطر شائعة يمكن تجنبها لحماية هذا العضو الحيوي. وفقًا لتقارير طبية حديثة، فإن بعض الممارسات اليومية قد تلحق أضرارًا جسيمة بالكبد على المدى الطويل.

تأثير النظام الغذائي على صحة الكبد

لا يقتصر خطر الإصابة بأمراض الكبد على استهلاك الكحول فقط. فالنظام الغذائي غير المتوازن يلعب دورًا كبيرًا في تطور العديد من المشاكل، بما في ذلك الكبد الدهني غير الكحولي، وهي حالة تتميز بتراكم الدهون في الكبد. يمكن أن يؤدي هذا التراكم مع مرور الوقت إلى التهاب وتليف الكبد.

الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وخاصةً تراكم الدهون في منطقة البطن، هم الأكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهني. بالإضافة إلى ذلك، تزيد عوامل مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير الصحية من خطر الإصابة.

الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، تزيد من العبء على الكبد. تشير دراسات حديثة إلى أن الإفراط في تناول السكر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني بنسبة تصل إلى 40%.

في المقابل، يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، في حماية الكبد وتعزيز وظائفه.

مخاطر الإفراط في تناول مسكنات الألم

يعتبر الباراسيتامول من مسكنات الألم الأكثر شيوعًا، ولكن الإفراط في استخدامه يمكن أن يكون له آثار ضارة على الكبد. عندما يتم استقلاب الباراسيتامول في الكبد، ينتج مركب سام يسمى NAPQI.

عادةً ما يتم تحييد هذا المركب السام بواسطة مادة الغلوتاثيون الموجودة في الكبد. ومع ذلك، عند تناول جرعات زائدة من الباراسيتامول، تنفد مخزونات الغلوتاثيون، مما يسمح لـ NAPQI بالتراكم وإلحاق الضرر بخلايا الكبد. قد يؤدي ذلك إلى فشل كبدي حاد، وهو حالة طبية طارئة.

يزداد خطر تلف الكبد بشكل كبير عند تناول الباراسيتامول مع الكحول، حتى بكميات صغيرة. لذلك، من الضروري الالتزام بالجرعات الموصى بها واستشارة الطبيب قبل استخدام مسكنات الألم بشكل منتظم.

أهمية النشاط البدني لصحة الكبد

قلة النشاط البدني والخمول الحركي لا يؤثران سلبًا على القلب والأوعية الدموية فحسب، بل يعتبران أيضًا من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض الكبد. يساهم الخمول في زيادة الوزن، ومقاومة الأنسولين، واضطرابات التمثيل الغذائي، وكلها عوامل تعزز تراكم الدهون في الكبد.

تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام، حتى بدون فقدان كبير للوزن، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في صحة الكبد. على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن تمارين المقاومة لمدة 8 أسابيع يمكن أن تقلل من دهون الكبد بنسبة 13%.

كما أن المشي السريع لمدة 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع يمكن أن يحسن حساسية الأنسولين ويقلل من تراكم الدهون في الكبد.

التدخين وتأثيره السلبي على الكبد

لا يقتصر ضرر التدخين على الرئتين والقلب، بل يمتد ليشمل الكبد أيضًا. يحتوي دخان السجائر على آلاف المواد الكيميائية السامة التي تزيد العبء على الكبد أثناء محاولته تنقية الجسم.

مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى الإجهاد التأكسدي، وتلف خلايا الكبد، واضطراب تدفق الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد. تشير أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى أن التدخين مسؤول عن حوالي 20% من حالات سرطان الكبد.

تعديل نمط الحياة من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين والكحول، والحد من استخدام الأدوية، يعتبر خط الدفاع الأول لحماية الكبد. توصي وزارة الصحة بإجراء فحوصات دورية للكبد، خاصةً للأشخاص المعرضين للخطر، للكشف المبكر عن أي مشاكل واتخاذ الإجراءات اللازمة. من المتوقع أن تصدر الوزارة قريبًا إرشادات أكثر تفصيلاً حول الوقاية من أمراض الكبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *